العدد 3993 - الإثنين 12 أغسطس 2013م الموافق 05 شوال 1434هـ

طوابير سيارات تنتظر ساعات لدخول جبل طارق بسبب الاجراءات الاسبانية المشددة

اضطر سائقو السيارات الى الانتظار خمس ساعات للدخول الى جبل طارق الثلثاء (13 أغسطس/ آب 2013) ما اثار غضبهم وانزعاجهم حيث اضطر بعضهم الى دفع السيارات يدويا لتوفير الوقود، فيما تطبق اسبانيا اجراءات تفتيش حدودية مشددة اثارت جدلا متصاعدا مع بريطانيا حول هذه المنطقة الصغيرة.

وفي جبل طارق نفسه، اعلن السكان بتحد انهم بريطانيون في هذه المنطقة التي يحمل كل ما فيها طابعا بريطانيا من البارات الانكليزية التي تقدم السمك والبطاطا المقليين الى صناديق البريد الملكي وكابينات الهواتف ذات اللون الاحمر.
ويؤيد سكان جبل طارق لندن بشدة في الخلافات الاخيرة بينها وبين مدريد حول مصير هذا الجيب البريطاني الواقع في الطرف الجنوبي لاسبانيا وعلى مرمى النظر من خط الساحل الافريقي.
وثار الخلاف الاخير عندما قامت سلطات جبل طارق ببناء جرف صخري اصطناعي في المياه المتنازع عليها ما جعل من المستحيل على قوارب الصيد الاسبانية العمل في المنطقة. وقال كيم بيكرستاف (42 عاما) من سكان جبل طارق "لا نريد ان ننتمي الى اسبانيا، نحن سعداء بكوننا بريطانيين"، وقال ان القيود الحدودية تضر بالسكان وبالعمال الوافدين.
وبالفعل فان الحياة في جبل طارق الذي تنازلت عنه اسبانيا لبريطانيا في 1713 بموجب معاهدة اوترخت، تبدو بريطانية بجدارة حتى مع رجال شرطتها الذين يضعون الخوذات الطويلة.
ولكن يستثنى من ذلك القرود التي تجوب الشوارع وتعيش في غابات جبل طارق المطلة على المضيق، والتي تختفي اثناء النهار عندما يظهر السياح.
ويعمل نحو 10 الاف اسباني في جبل طارق ذات الحكم الذاتي البالغة مساحتها 6,8 كلم مربع، ويسكنها نحو 30 الف شخص وتحظى باهمية استراتيجية نظرا لانها تطل على المدخل الوحيد الى البحر المتوسط من المحيط الاطلسي.
ويعيش نحو 6 الاف من مواطني جبل طارق في الجانب الاسباني نظرا لرخص اسعار السكن، طبقا لمدريد.
وقال رافائيل ماركينا (46 عاما) الموظف الحكومي من بلدة لا لينيا الحدودية الذي كان في زيارة لعمته في جبل طارق "من لديهم اقارب او يعملون هنا لديهم وجهة نظر مختلفة عن باقي الاسبان. نحن لسنا ضد سكان جبل طارق".
واضاف ان "جميع المشاكل تاتي من نقطة بداية غير صحيحة وهي ان جبل طارق اسباني. ولكن جبل طارق منطقة بريطانية وسكانه يشعرون انهم بريطانيون".
واضاف "في اليوم الذين يقبلون فيها حقيقة ان هذه المنطقة هي في الحقيقة بريطانية، سيتمكنون من حل اية مشكلة والتوصل الى اتفاقات".
وفي هذه الاثناء ينتظر السائقون بفارغ الصبر الدخول الى جبل طارق والاستفادة من الضرائب المنخفضة التي تجتذب العديد من الاسبان الراغبين في شراء السجائر والوقود الرخيصين.
ووصلت مدة الانتظار الى خمس ساعات في ساعات الظهر، بحسب شرطة جبل طارق.
وقال رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو في بيان ان "اسبانيا فرضت اليوم مجددا على السيارات التي تدخل جبل طارق اجراءات تفتيش مشددة بشكل مبالغ فيه" داعيا المفوضية الاوروبية الى اجراء تحقيق فوري في تلك الاجراءات.
واطفأت كارمن فيرنانديز القادمة من بلدة سان روك المجاورة في اسبانيا للعمل في التنظيف في جبل طارق، محرك سيارتها وبدأت في دفع السيارة لتوفير الوقود.
وقالت كارمن (36 عاما) التي تنتظر منذ ساعتين "انا اعمل بالساعة، ولا استطيع الدخول سيرا على الاقدام لان ذلك يعني ان علي ان ادفع مقابل موقف لسيارتي هنا، واجرة الحافلة داخل جبل طارق".
اما فرانسيس بيريث (30 عاما) عامل البناء العاطل عن العمل فقال اثناء انتظاره عبور الحدود الى جبل طارق مع عائلته "لقد حدث لي هذا عدة مرات على الاقل ست او سبع مرات" في الايام الاخيرة.
وكغيره من سكان المنطقة جاء بيريث من مدينة قيدونيه القرية القريبة من قادش التي تبعد حوالى خمسين كيلومترا عن جبل طارق للحصول على الوقود او لشراء سجائر باسعار اقل في الارض البريطانية حيث ضريبة المبيعات اقل.
وقال ان "انتظار ساعات للدخول او الخروج (من جبل طارق) امر مروع". واضاف وهو يقود سيارته ببطء ان "الحر ليس شديدا اليوم لكن هناك ايام يكون الحر فيها لا يطاق".
وتابع ان "الامر كله لعبة سياسة"، منتقدا عمليات التفتيش التي تضاعفت منذ نهاية تموز/يوليو.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً