العدد 4000 - الإثنين 19 أغسطس 2013م الموافق 12 شوال 1434هـ

مصحف البحرين... إضافة مهمة للمكتبة الإسلامية

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

إنّ خدمة القرآن الكريم والعناية بالمصحف الشريف شرف كبير يسعى المسلمون للفوز به، وأنا، شخصياً، حظيت بهذا الشرف حين شاركت مع ما يربو عن 500 شخص من مدرّسي التجويد وطلاب علوم القرآن وحفظته من أبناء مملكة البحرين والمقيمين فيها، في مراجعة النسخة التجريبية من مصحف البحرين عن طريق التهجي، وذلك بمسجد الفاتح يوم السبت الموافق 25 مايو/أيار 2013. وتعتبر تلك المرحلة متقدّمةً في بناء هذا المشروع العظيم الذي يمثل ترجمةً لاهتمام مملكة البحرين بكتاب الله لإدراكها أهميته باعتباره «منهاجاً ربانياً يوحد الكلمة ويوحد القلوب ويؤلفها ويجمع الجهود على كلمة سواء».

ويحقّ لقيادة مملكة البحرين وشعبها الاعتزاز بهذا الإنجاز المهمّ: إتمام النسخة البحرينية من المصحف الشريف بهذه الدقة والإتقان، وهو شعور عبّر عنه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال استقبالهما بقصر القضيبية (صباح الأحد 18 أغسطس/آب 2013) رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة الذي أهدى لسموهما نسخة من «مصحف البحرين». وقد أكّد كل منهما أن هذه النسخة ستشكل إضافة متميزة للمكتبة الإسلامية والقرآنية بمملكة البحرين وخارجها.

وقد وقع تدشين هذا المشروع رسمياً في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك للعام 1434هـ، حين تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى فشمل برعايته الكريمة حفل (تدشين مصحف البحرين) في احتفال جرى بقصر الصافرية وذلك ضمن الاحتفال بليلة القدر المباركة وبحضور سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس وأعضاء لجنة مراجعة مصحف البحرين وأعضاء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

هكذا، يخرج مصحف البحرين اليوم بحمد الله وتوفيقه بعد مراحل متعددة استغرقت نحو عام ونصف العام، ليكون بإذن الله بين أيدي شعب البحرين الكرام، وليسعدوا به قراءةً وتدبُّراً وحفظاً؛ حيث تكلّلت الجهود الحثيثة للساهرين على هذا المشروع بالنجاح في إخراج الطبعة الأولى من مصحف البحرين إلى النور بحمد الله وتوفيقه، والرعاية السامية لجلالة الملك، واهتمامه بكل ما من شأنه خدمة القرآن الكريم، ورعاية المصحف الشريف. وليس غريباً، في هذا الإطار، أن يتمّ اختيار جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى شخصيةً للعام 1434 هـ في خدمة القرآن الكريم من قبل الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي وما ذلك إلا تقديراً وإشادةً بهذه الرعاية وهذا الاهتمام.

ومصحف البحرين، يُعدُّ أول مصحفٍ تطبعه مملكة البحرين من أصلٍ مخطوطٍ مملوكٍ للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بخطِّ الخطاط العالمي الدكتور عثمان طه. وحرصاً من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على تنزيه المصحف عن أيِّ أخطاء، شكَّل لجنةً متخصِّصةً لفحص المصحف ومراجعته وتدقيقه ضمَّت كبار علماء هذا الفن من عددٍ من الدول الإسلامية. حيث تولَّت مراجعة مصحف البحرين وتدقيقه في جميع مراحله لجنةٌ علميةٌ رفيعة، مكونةٌ من أربعة عشر عضواً من مختلف دول العالم الإسلامي، برئاسة فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن عيسى المعصراوي – رئيس شيخ عموم المقارئ المصرية، ورئيس لجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف. وقد استمرَّ العمل في مراجعة هذا المصحف وتدقيقه أكثر من عامٍ ونصف العام، وقد قامت هذه اللجنة بمراجعة المصحف على أمهات كتب القراءات والرسم والضبط وعدّ الآيات، بعد أن أمضى الخطَّاط أعواماً في خطِّه وكتابته؛ وقد لفت انتباهي إبداع الشيخ عثمان طه في إخراج المصحف بدقةٍ وبروعةٍ متناهيتيْن؛ حيث «وضع في مصحف البحرين خلاصة خبرته وتجاربه في خطِّ المصاحف» على حد عبارة الدكتور أحمد بن عيسى المعصراوي.

وإني أرى في هذا الإنجاز النوعيّ تكريماً من الله سبحانه وتعالى لأهل البحرين وقيادتها؛ حيث انتهت الجهود إلى إصدار «مصحف البحرين» ليكون ترجماناً صادقاً لمدى حرص أهلها على رعاية كتاب الله ونشره في ديار الإسلام، سواءً في ما يتم شراؤه ثمّ توزيعه من نسخ ورقية أو الكترونية من كتاب الله تعالى، أو من خلال وفرة مراكز التحفيظ وحلقات علوم القرآن الكريم في مملكة البحرين. كما أعتقد أن هذا الإنجاز جاء ليعزّز المشاريع الأخرى القائمة لحفظ كتاب الله في القلوب وتدبرها في العقول. وما أحوجنا اليوم إلى حسن فهم النص القرآني وتدبر معانيه خصوصاً وقد تكالب الأفراد والجماعات على فهم الآيات خدمةً لمصالحهم، من خلال فهمهم الضيق والسطحي، لبعض الأعمال التي ليست من الدين أو لا تخدم مقاصده النبيلة.

ونرجو أن يكون تدشين مصحف البحرين خطوةً تتلوها إنجازات نوعية أخرى في خدمة القرآن الكريم مثل التفكير في إعداد تفسير للقرآن الكريم قد يمثل إضافةً بما يفتحه الله على علماء أهل هذا البلد الطيّب.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 4000 - الإثنين 19 أغسطس 2013م الموافق 12 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 11:49 ص

      هنيئا لأهل البحرين

      والله مبروك لأهل البحرين والله يحفظ القرآن وقيم القرآن ومبادئه على أيديهم

    • زائر 8 | 3:54 ص

      مصحف البحرين

      عمل عظيم لكل أهل البحرين برغم أنف الجميع

    • زائر 6 | 12:14 م

      متاجرة بالدين

      الاولى بالكاتب ان يتحدث عن القيم والمبادئ الانسانية الراقية التي جاء بها القرآن الكريم ومدى احترام الانسان لهذه القيم ، لا أن يتاجر بالقرآن.

اقرأ ايضاً