العدد 4026 - السبت 14 سبتمبر 2013م الموافق 09 ذي القعدة 1434هـ

واشنطن وموسكو تفضلان مصالحهما المشتركة في الاتفاق بشأن سوريا لكن الريبة مستمرة

يظهر الاتفاق الاميركي الروسي بشأن الاسلحة الكيميائية السورية ان البلدين فضلا مصالحهما الدبلوماسية المشتركة، لكن الريبة مستمرة بين العدوين السابقين في الحرب الباردة اللذين تسود البرودة علاقاتهما منذ سنة.

فقد توصلت الولايات المتحدة وروسيا الى اتفاق بشأن تفكيك الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف العام 2014 مع امكان اتخاذ تدابير ملزمة.

وبإعلانه أمس السبت (14 سبتمبر/ أيلول 2013)هذا الاختراق بعد محادثات مكثفة، اظهر وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف "تصميمهما" على تدمير هذه الاسلحة الكيميائية "باسرع وقت ممكن" و"انضمامهما الى تسوية سلمية" في سوريا.

لكن مواقف البلدين متضاربة بشأن هذه الحرب، فموسكو هي حليف لدمشق بينما واشنطن تدعم المعارضة.

الا ان كيري ولافروف اللذين يروق لهما ابداء بعض الانسجام بينهما، شددا على نقاط التوافق بينهما.

واكد الوزير الاميركي "كان لدينا خلافات هنا وهناك، لكننا تعاونا ايضا وسيرغي وانا لم نتوقف مطلقا عن التحادث".

وفي الواقع يتناقش الاميركيون والروس منذ سنة بشأن وضع الترسانة السورية تحت الاشراف الدولي.

من جهته اشاد لافروف بالمفاوضاوت "الممتازة" مع كيري وعبر عن ارتياحه لان "الهدف الذي حدده في ايلول/سبتمر (في قمة مجموعة العشرين) الرئيسان الروسي (فلاديمير بوتين) والاميركي (باراك اوباما) لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت المراقبة، قد تم بلوغه".

وقال دبلوماسي اميركي "ان الروس كانوا جديين ومهنيين للغاية" في المحادثات.

وراى المحلل انطوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "ان الولايات المتحدة التزمت باشراك روسيا (...) كي تلعب دورا (من اجل حل) في سوريا". وكتب الخبير انه كان على واشنطن ان "تبلغ (موسكو) بوضوح ان الحرب الباردة قد انتهت".

لكن الرئيس اوباما ندد في مطلع اب/اغسطس ببقاء "افكار نمطية قديمة للمواجهة في الحرب الباردة" في روسيا، منذ عودة الرئيس بوتين الى الكرملين في ايار/ممايو 2012.. والغى الرئيس الاميركي اجتماع قمة كان مقررا في ايلول/سبتمبر مع نظيره الروسي.

وفي الواقع تدهورت العلاقات بين البلدين الى مستوى قل نظيره منذ عقود.

ففي الشهر الماضي ابدى البيت الابيض استياءه من "عدم تسجيل تقدم مؤخرا" مع موسكو حول المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ وحظر الانتشار النووي والتجارة وحقوق الانسان.

كما ان الاميركيين لم يستسيغوا قضية ادوارد سنودن الخبير المعلوماتي الاميركي الذي كشف حجم مراقبة الاتصالات من قبل بلاده ومنحه الروس حق اللجوء.

واعتبر الكسندر شوميلين من مركز تحليل النزاعات في الشرق الاوسط في موسكو ان اتفاق جنيف "لن يحسن العلاقات الروسية الاميركية التي تسودها الريبة". ويعتقد ان "بوتين (...) تغلب على اوباما".

وقد قام الرئيس الروسي هذا الاسبوع بخطوة لافتة بنشره مقالة في صحيفة نيويورك تايمز لتهديد واشنطن في حال قيامها بتحرك عسكري احادي الجانب ضد دمشق.

وحذر لافروف ايضا من ان روسيا "ستحقق" بدقة في جميع الاتهامات بانتهاكات اتفاق جنيف من قبل السوريين قبل ان تدعم عند الاقتضاء اي لجوء الى القوة في اطار الامم المتحدة.

كما ندد ب"كثير من الاكاذيب والتزوير في الملف" السوري "ما يستدعي حذرا كبيرا".

وعبر الجانب الاميركي عن الريبة نفسها عندما حذر اوباما من انه "لن يسلم بتصريحات روسيا والاسد بدون التحقق منها".

ووجه الصحافيون الى كيري ولافروف الفخورين باتفاقهما، اسئلة حول "اعادة اطلاق" جديدة للعلاقات الثنائية، في تلميح الى العرض الذي قدمه اوباما في 2009 الى نظيره الروسي في تلك الاونة ديمتري مدفيديف.

ولم يجب الوزيران فعلا على الاسئلة بل ابديا تفاؤلهما.

واقر الوزير الاميركي "بان الولايات المتحدة وروسيا لم يكونا على الدوم يدا بيد كما انهما ليسا كذلك الان بشأن كل شيء". لكن "يجب النظر الى النصف الملان من الكأس وليس النصف الفارغ"، مشيرا الى "التعاون بشأن ايران وكوريا الشمالية ومنظمة التجارة العالمية ومعاهدة ستارت او حظر السلاح النووي".

اما لافروف فاشاد ب"المبادرة الروسية الاميركية" بشأن سوريا التي "حركت كل المجتمع الدولي".

الا ان دبلوماسيا في واشنطن ابدى بعض الحذر فراى في الاتفاق "خطوة ايجابية لكنه ليس منعطفا" في العلاقات المعقدة بين الولايات المتحدة وروسيا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:36 ص

      قالوا لكم الأمريكان ليس لهم امان

      لكن شتسوي مع من احتمى بهم ؟؟؟؟؟ واستانس يوم قالوا بيضربون سوريا وافرحوا ، هذه صفعة وستتلوها صفعات ،، قادة عرب وساسة كبار لم تهتم لهم امريكا فكيف بمجاميع تسمي نفسها جهادية ومجاميع تسمي نفسها جيش حر وووو امريكا تحسب حساب القوي والقوة اليوم مع روسيا ومن معها والمصالح هي المقدمة .

اقرأ ايضاً