العدد 4026 - السبت 14 سبتمبر 2013م الموافق 09 ذي القعدة 1434هـ

عودة الدراسة في سوريا مع تراجع حدة التهديد بضربة امريكية

عاد آلاف التلاميذ في سوريا الى مدارسهم في الموعد المقرر اليوم الأحد (15 سبتمبر / أيلول 2013) بعد مخاوف من عدم فتحها في موعدها بسبب التهديدات بضربة عسكرية امريكية.

وفي دمشق كان العديد من المدارس قد تم تحويلها إلى ثكنات للجنود الذين أخلوا المواقع العسكرية التي يمكن أن تكون أهدافا لضربة قال الرئيس الامريكي باراك اوباما إنها عقاب على هجوم كيماوي مزعوم في 21 أغسطس اب. وبحلول صباح اليوم الاحد كان معظم الجنود قد خرجوا منها في مؤشر على أن حكومة الرئيس بشار الأسد لم تعد تشعر بالخوف إثر اتفاق تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا والذي سيدمر بموجبه ترسانته الكيمياوية. وازدحمت شوارع دمشق مرة أخرى اليوم الاحد بعد أسابيع من ترقب العمل العسكري.

واكتظت بعض الطرق الرئيسية بحركة المرور. وخرجت مئات الفتيات من مدرسة ساطع الحصري للبنات في غرب دمشق في الساعة الواحدة ظهرا (1000 بتوقيت جرينتش) وهن يحملن كتبهن الجديدة في حقائب بلاستيكية بيضاء ويبحثن عن آبائهن أو عن الحافلات المدرسية. وقالت امراة تدعى مايسة وهي تنتظر ابنتها خارج المدرسة "انه صيف طويل.. تكدس الاطفال في منازلهم لفترة طويلة للغاية واشعر بالسعادة لخروجهم من المنزل وعودتهم الى حياتهم المعتادة." وعندما خرجت ابنتها تحدثت إليها عن صديقات لها لم يحضرن إلى المدرسة لأنهن غادرن البلدة واخريات تفكر أسرهم في الرحيل. ومنذ الحديث عن ضربة عسكرية وشيكة لسوريا في الشهر الماضي فرت الكثير من الأسر إلى لبنان المجاور وقررت أسر أخرى البقاء هناك خلال العام الدراسي. وفيما يعكس الاضطراب الذي يعاني منه اقتصاد البلاد زادت أسعار الزي المدرسي إلى ما بين ثلاثة وخمسة أمثال ما كانت عليه قبل بدء الانتفاضة.

وعندما تحدثت واشنطن عن ضربة عسكرية كرد فعل على الهجوم الكيماوي أثار الوجود الواضح لجنود ورجال أمن مسلحين في الاحياء السكنية المزدحمة مشاعر القلق لدى الكثير من سكان دمشق. واشتكى البعض من ان الجيش كان يستعد للاختباء وسط المدنيين لاستخدامهم دروعا بشرية. وفي بداية هذا الشهر أطلق معارضون مسلحون متمركزون على أطراف المدينة قذيفة مورتر على مدرسة الحصري لكنها أصابت مبنى سكنيا قريبا حسبما ذكر سكان.

وقال أصحاب المتاجر القريبة ان وجود الجنود يزيد مخاطر تعرضهم لهجمات وإن مشاعر القلق كانت تساورهم بسبب وجود المسلحين في حيهم. وحرص الجنود وأفراد أمن الدولة المتواجدون في المدارس إلى حد بعيد فيما يبدو على البقاء بعيدا عن الانظار وتقليل التعامل مع المدنيين المحليين لتجنب أي مشاعر عدائية. وكان من الممكن رؤية مجموعات من الرجال المسلحين وراء أبواب المدارس وهم جالسون في الفناء يحتسون الشاي ويلعبون الورق وبنادقهم إلى جانبهم على الأرض. وقال حارس في مدرسة ابتدائية ان الجنود كانوا موجودين هناك حتى يوم السبت عندما "حزموا امتعتهم ورحلوا".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً