العدد 4067 - الجمعة 25 أكتوبر 2013م الموافق 20 ذي الحجة 1434هـ

المحترفون... سمسرة وسوء اختيار

حسين الدرازي Hussain.Rashid [at] alwasatnews.com

.

صحيح أن مستوى اللاعبين المحترفين في مسابقاتنا المحلية في كرة القدم لا يرقى في الكثير من الأحيان للمطلوب؛ بسبب عدم دفع مبالغ مالية كبيرة من أجل استقطابهم، وهو ما جعل الفائدة أحياناً تكون معدومة منهم في بعض الأندية، إلا أن المُقابل المادي المدفوع لهؤلاء ليس هو السبب الوحيد وراء المستويات المتدنية التي نشاهدها من هؤلاء الذين من المفترض أن يكونوا أفضل حالاً من اللاعبين البحرينيين حتى تكون هنالك فائدة من التعاقد معهم، وليس فقط من أجل إكمال خانة المحترفين في أي فريق، إذ إن هنالك أسباب عدة وراء ذلك ومن بينها وجود أشخاص في بعض الأندية يكون همهم المصلحة الشخصية أكثر من مصلحة النادي، وحينها تبدأ عملية (السمسرة) والترويج وإجبار أنديتهم على التعاقد مع نوعية لاعبين معينين، وحينها المكسب يكون لهؤلاء الأشخاص بدلاً من أن يكون النادي هو المستفيد، وحتى المدربين الأجانب أيضاً لهم (ضلع) في مثل هذه الأمور أحياناً!.

وأيضاً أمر آخر هام لابد من الوقوف عليه وهو أن الأندية تتعاقد مع بعض المحترفين حتى قبل وصول المدرب، ولذلك فإن التضارب حينها يحدث ما بين رؤية المدرب في التعاقد مع نوعية معينة من اللاعبين تخدم فريقه وما بين ما قام به مجلس الإدارة مسبقاً في التعاقد مع بعض المحترفين، وبالتالي فإن النادي لا يستفيد أحياناً من مثل هذه التعاقدات ويخسر الأموال من ناحية، ويخسر إمكانية الاستفادة من لاعب محترف من ناحية أخرى.

مدرب الرفاع فلورين متروك خرج قبل يومين في تصريح رسمي نشره ناديه ووزعه على مختلف وسائل الإعلام قال فيه إن اللاعب الليبي زعبية المُلغى عقده لا يوجد بيني وبينه أي خلاف، مضيفاً (المحترف الليبي محمد زعبية يملك إمكانات رائعة، لكنه لا يناسب الطريقة التي يلعب فيها مع الفريق).

أنا هنا لست في مجال التصيد فيما قاله المدرب الروماني، ولكن لتوضيح بعض جوانب ما يتعلق باللاعبين المحترفين، فما هو معروف أن متروك وقع عقده مع الرفاع منذ فترة مبكرة وبدأ الإعداد أولاً بالصربي ميلادين والمواس الذي انتقل بعدها للعربي الكويتي، وبعدها تم التعاقد تباعاً مع بقية المحترفين ومن بينهم زعبية، وبالتالي من المفترض أن يكون مطلعاً على كل ما يتعلق باللاعبين المحترفين الجدد الذين تعاقد معهم ناديه وشاهد لهم بعض المباريات السابقة ولم يأت التعاقد إلا بعد أن عرف أنهم يتناسبون في إمكاناتهم مع طريقة اللعب التي يتبناها هو، لكنه هنا صرح بأن طريقة لعب زعبية لا تتناسب مع طريقة لعب الفريق، وفي النهاية لم تتم الاستفادة من اللاعب ومن هو الخاسر في هذه الحالة؟، بالتأكيد نادي الرفاع الذي دفع مبالغ للتعاقد مع لاعب محترف وأيضاً سيخسر وجود محترف رابع في الفريق بالفترة الحالية إلى حين فتح باب التسجيل من جديد مطلع العام القادم.

وهذا ما هو إلا نموذج في كيفية التعاقد مع اللاعبين المحترفين والذي يجب أن يكون بطريقة أفضل مما هي موجودة الآن، وأيضاً يجب أن تكون هنالك مراقبة أكثر لبعض (السماسرة) في الأندية الذين باتت مصالحهم الشخصية أهم من مصلحة النادي، وتصل مكاسبهم في العام إلى أكثر مما يكسبه اللاعب المحترف مادياً وأكثر مما يكسبه النادي فنياً.

إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"

العدد 4067 - الجمعة 25 أكتوبر 2013م الموافق 20 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً