العدد 4096 - السبت 23 نوفمبر 2013م الموافق 19 محرم 1435هـ

خيبة الأمل

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

بعد أن حدث ما حدث في البحرين في العام 2011، كانت السلطة والمعارضة تنظر إلى تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق بأنه نافذة تطل على الحل، وخصوصاً أن السلطة كانت تتمتع بجرأة في الاستماع إلى التجاوزات التي دوَّنها بسيوني في تقريره المكتوب في 500 صفحة.

هذه النافذة التي كانت تطل على الحل، وتبعث على التفاؤل لمستقبل أفضل للجميع، كانت تضيق شيئاً فشيئاً مع مرور الأيام بسبب التعثر في تنفيذ التوصيات، إلى أن أكملنا يوم أمس (السبت) حولين كاملين، ولم نستطع أن نفطم البلد من التي أنهكت قواه سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.

عضو لجنة تقصي الحقائق البروفسور نايجل رودلي، بعد مضي عامين على التقرير، وصف رؤيته للوضع في مقابلة مع «الوسط» بالقول: «إذا نظرنا إلى الوراء، بعد سنتين من تقديم لجنة تقصي الحقائق تقريرها إلى جلالة الملك، فإنني لا أستطيع أن أخفي خيبة أملي بشأن الوضع الحالي».

خيبة الأمل التي يتحدث عنها نايجل رودلي تعبر عن شعور البحرينيين المخلصين الذين تعتصر قلوبهم على هذا الوطن، وما آلت إليه الأمور فيه، وكيف أن الأيام تتصرم وجراح الوطن تنزف، بل تتعمق، في حين إن هذه الجراح تحتاج إلى تطبيب وتضميد، لا أن نسكب عليها مزيداً من الملح.

رودلي ليس وحده الذي شعر بخيبة الأمل تجاه الأوضاع في البحرين، وتجاه عدم تنفيذ توصيات تقرير تقصي الحقائق، فالعديد من المراقبين الدوليين، والعديد من الجهات الحكومية والحقوقية كانت تشعر بالشعور ذاته، وكان آخرها تقرير لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطاني، الذي صدر يوم (الجمعة) الماضي، إذ أن من بين استنتاجات هذا التقرير أن «حكومة البحرين فشلت في تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق، وأهدرت فرصة ثمينة لتحسين سمعتها».

لا أحد يحب لسمعة وطنه أن تنحدر أو حتى تتأثر، ولكن للأسف إحدى أهم المشكلات التي كانت تعترض التعاطي الجدي مع هذه التوصيات هي مشكلة من كانوا ينثرون الورود على السلطة، ويصفقون لها من دون أن يطلبوا منها مراجعة خطواتها، وكان هذا البعض يحرِّض الحكومة على عدم تنفيذ التوصيات علناً في مختلف وسائل الإعلام، وليت السلطة كانت تعي أن أمثال هؤلاء لا يريدون خيراً بالبلاد والعباد، ولو كانوا يريدون ذلك لقدَّموا النصيحة لها، ودفعوها باتجاه إصلاح الأوضاع، حتى أن بعضهم كان يصرخ تحت قبة البرلمان بالقول: «فلتذهب توصيات بسيوني إلى الجحيم!».

وفي النهاية ماذا جنينا وجنى الوطن كله من هذا المنطق الأعوج، غير تعميق فوهة الأزمة، وإغلاق طرق حلها؟

لا زلنا قادرين على أن نحدث تغييراً حقيقياً إذا أردنا ذلك، وعلى الرغم من أن بعض المراقبين يجد أن «الفرصة أُهدرت»، إلا أننا نستطيع سلطة وشعباً أن نهيئ فرصاً أخرى حقيقية لإنقاذ البلد من الأمواج التي تتقاذفه يميناً وشمالاً والعبور به إلى بر الأمان، ولكننا نحتاج أن نقرر ذلك أولاً، وأن نتمتع بإرادة حقيقية ثانياً، وإلا فإننا سنهدر مزيداً من الفرص.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4096 - السبت 23 نوفمبر 2013م الموافق 19 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:50 ص

      @

      كلام انشائي ..

    • زائر 6 زائر 5 | 3:38 م

      لا امل

      يجب أولا الاعترف بوجود مشكله حتى نسططيع الخروج مما نحن فيه اما كلشي مضبوط وكلشى تمام اما دفن الرؤوس لن يغير من الواقع شي

    • زائر 4 | 1:36 ص

      محمد

      اذا تستطيع اتفضل اتقدم فقط بخطوة ؟؟ طبيعة الوضع ما اتبشر بخير ولا تشير الى تصاعد الاحتجاجات ؟؟ لكن ستخرج جيل جديد يجيد الارهاب على مستوى يكفي لان يهدد الاستقرار في البلد

    • زائر 3 | 12:02 ص

      الاعتراف بالذنب يعتبر اول خطوات التوبة الحقيقية ولكن

      شروط التوبة ان يكون الانسان عازما وبجد على ترك الذنب والعودة عنه
      فأين توفرت هذه النية الصادقة؟
      انما تقرير بسيوني جاء كحبل نجاة ليس الا
      لذلك بعد ان ضمنوا عدم لجوء المجتمع الدولي لمحاسبتهم زادوا في وتيرة القمع والتنكيل والتعذيب لانهم وثقوا ان التقرير آتى اكله وانتهى

    • زائر 1 | 10:30 م

      ما يفيد

      هذا يثبت أن من الصعب الوثوق بالنظام في عمل أي إصلاح جدري

اقرأ ايضاً