العدد 4120 - الثلثاء 17 ديسمبر 2013م الموافق 14 صفر 1435هـ

لنتضامن مع الضحايا السوريين

جعفر الشايب comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

إنه لموقف إنساني مؤلم حقاً أن ترى الملايين من اللاجئين السوريين معظمهم من النساء والأطفال في مختلف المخيمات مع موجات الثلوج والصقيع يحتمون بخيم بسيطة تفتقد أبسط الخدمات وأيسرها ليشكل كارثة إنسانية، في ظل تفاقم الصراع واشتداده بين الجيش النظامي وقوى المعارضة المسلحة، أو بين بعضها بعضاً.

بلغت أعداد اللاجئين السوريين بناء على تقديرات الأمم المتحدة حوالي 5.2 ملايين نسمة، موزعين على الأردن وتركيا ولبنان ومصر والعراق والجزائر وأرمينيا، وهم من السُنَّة والعلويين والشيعة والمسيحيين.

هؤلاء هم ضحايا الصراع الذي تدور رحاه الآن على الساحة السورية، في ظل صمت أو تجاهل من مختلف القوى المشاركة والداعمة لاستمرار هذا الصراع.

قليلة هي الجهود الحقيقية الموجهة لمعالجة هذه القضية الإنسانية المتفاقمة، بعيداً عن مبررات استمرار الحرب الأهلية الدائرة هناك. فلاتزال الأمم المتحدة لم تجتهد بما فيه الكفاية لتوفير مناطق آمنة وتقوم بإرسال مندوبيها لتقديم المعونات والمساعدات الإنسانية الضرورية بما فيها مستلزمات الغذاء والعلاج والسكن.

وتضع دول الاتحاد الأوروبي شروطاً تعجيزية لقبول استضافة اللاجئين السوريين إليها، ورفضت 18 دولة من دول الاتحاد قبول أي لاجئ سوري إليها على الرغم من النداءات الإنسانية التي وجهتها منظمة العفو الدولية حول هذا الموضوع.

أما الجهات المتورطة في الصراع السوري، فإن آخر ما تهتم به هو البعد الإنساني لهؤلاء الضحايا، فكل جهة تحاول أن تعزّز موقعها السياسي والعسكري بعيداً عن أية نظرة إنسانية لما يخلفه هذا الصراع من نتائج كارثية.

ومن المؤسف أن الجهات الخيرية التي رفعت لواء مساندة ضحايا الوضع السوري، وتبنت جمع التبرعات من مختلف البلدان تحت عناوين مختلفة، تحوّل كثير منهم إلى تجار يمارسون أبشع صور الاتجار والتلاعب بقضية هؤلاء الضحايا، كما تورده القنوات الإخبارية المختلفة.

أمام هذا الوضع المأساوي وبعيداً عن أية تصنيفات فئوية أو طائفية أوجدها الصراع، فإنه من اللازم التفكير بوضع استراتيجية شاملة للتعاطي مع هذا الموضوع بصورة جادة.

إن كارثة بهذا الحجم والأهمية ينبغي أن تنال مكانتها من الاهتمام الدولي والرسمي والشعبي، بعيداً عن الشعارات البرّاقة ومحاولات الاستغلال والتوجيه كي تصب مباشرة في صالح هؤلاء المتضررين من ويلات النزاع الدائر.

تبين تقارير الأمم المتحدة أن هناك حاجةً لتوفير بطانيات ومدافئ وسخانات للمياه ومراقد وفلترات لتنقية المياه ومصابيح إضاءة وغيرها من مواد طبية وتموينية تُعد من ضرورات الحياة لهؤلاء الضحايا.

يمكن لمنظمة التعاون الإسلامي أن تبادر بتنظيم وإدارة جهد شعبي لدعم ومساندة هؤلاء الضحايا، وتشكيل فرق عمل وشبكات تطوعية من مختلف دول العالم ضمن حملة شاملة لتوفير متطلبات حاجاتهم الأساسية في هذه الفترة الحرجة.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"

العدد 4120 - الثلثاء 17 ديسمبر 2013م الموافق 14 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • mac11178 | 11:59 ص

      لتتوحد كل الصحف والاعلام في كلمة واحدة في صحفها انقذوا ارواح الابرياء حتى انقاذ الجميع

      ان الواقع الذي نشهده مؤلم وعلينا ان لاننتظر مد يد العون من غيرنا ، علينا جميعا كمواطنين واسر وناشطين حقوقيين وكل من لديه ضمير ان نطلق العنان لمساعدة وانقاذ ماتبقى من هذه الارواح علينا جميعا ان نبرزها قضيتنا الاولى بغض النظر عن اي اعتبارات سياسيه علينا تكوين جسر اغاثه عاجل سيدي ونبدأ بالبيت والقرية والمدينة والمحيط الخليجي والاقليمي والدولي لنطلق صرخة انسانية لاتقف حتى انقاذ الضحايا وعلى جميع الاعلاميين عدم طرح اي موضوع حتى انقاذ الضحايا

    • زائر 2 | 11:22 ص

      محرقي بحريني

      الله ...........بشار ............... بسبب تعطشة للسلطة دمر سوريا وجعلها خراب وأطلال وشرد اهلها وخلاهم لاجئين وهذا ..............مستعد يمحي سوريا بأكملها من أجل أن يظل هو وعائلته في السلطة
      لو قبل هذا .............من بداية الازمه بالحل على الطريقة اليمنيه عندما تم طرح النموذج اليمني علية وعلى أزلام سلطته لما وصل الوضع لهذا السوء
      ولكن الله سوف ينتقم من هؤلاء الطغاه عاجلاً أو آجلاً

    • زائر 1 | 12:32 ص

      أبسط الأفعال

      أبسط مايمكن فعله هو الدعاء لهؤلاء الناس بأن تتيسر أمورهم ويمّن الله عليهم برحمته. كذلك من يستطيع ان يساعد مادياً فهو خير لنفسه قبل ان يكون خيراً للناس المحتاجين. ومن أستطاع ان يتطوع كمندوب لجمعية خيرية او كمنظمة أغاثه فهو محسوب عند الله ممن قال فيهم خير الخلق:
      "يحشر قوم من أمتي يوم القيامة على منابر من نور ،يمرون على الصراط كالبرق الخاطف نورهم تشخص منه الأبصار لا هم بالانبياء ولا هم بصديقين ولا شهداء أنهم قوم تقضى على أيديهم حوائج الناس"

اقرأ ايضاً