العدد 4135 - الأربعاء 01 يناير 2014م الموافق 28 صفر 1435هـ

رجل واشنطن الذي أنجز صفقة "النووي" مع طهران خلف الكواليس

بيل بيرنز
بيل بيرنز

صحيفة الشرق الأوسط - 2 يناير 2014 

تحديث: 12 مايو 2017

في ليلة سبقت جولة محادثات محفوفة بالمخاطر إزاء البرنامج النووي مع إيران، خاطب الرئيس الأميركي باراك أوباما كبير موظفي البيت الأبيض وقال له إن لديه «ثقة مطلقة في الفريق المناسب على أرض الميدان». لم يكن الرئيس أوباما يشير إلى فريقه المفاوض بشكل عام، بقيادة وكيلة وزارة الخارجية ويندي شيرمان، ولا حتى إلى وزيره للخارجية جون كيري، الذي كان يستعد لمغادرة تل أبيب من أجل الانضمام إلى المناقشات في جنيف مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وإنما كان يشير إلى مجموعة سرية بقيادة نائب وزير الخارجية بيل بيرنز، المنضبط والكتوم، حسبما ذكر رئيس موظفي البيت الأبيض دينيس ماكدونو.

تولى بيرنز (57 سنة) مهام دبلوماسية حساسة في ظل رئاسة أوباما، تمثلت في إجراء مفاوضات مع إيران بهدف إقناعها بالحد من برنامجها النووي. وبانتقائه لبيرنز الذي ينظر إليه من قبل زملائه بوصفه أبرز دبلوماسي أميركي في جيله، يكون الرئيس أوباما قد أعطى نائب وزير الخارجية، الذي يتحدث العربية والفرنسية والروسية، الفرصة لإنهاء أو تخفيف قطيعة عمرها ثلاثون سنة بين الولايات المتحدة وطهران.

ويعتقد مراقبون أنه في حال نجحت جهوده لإقناع طهران بالتوقف عن مساعيها لصناعة قنبلة نووية، فإن «الاتفاق الإيراني» قد يكون تتويجا لمساره المهني الممتد منذ 31 سنة. أما في حال فشل تلك الجهود، فإن الأمر قد ينتهي بإسرائيل أو الولايات المتحدة في توجيه ضربة عسكرية لإيران ويؤجج الانتقادات لواشنطن على اعتبار أنها تكون أهدرت أهم فرصة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة النووية الإيرانية.

تشير وكالة رويترز في تقرير لها حول دور بيرنز إلى أن هذا الدبلوماسي الأميركي يعد «الشخصية الأكثر ملاءمة للتعامل مع الإيرانيين» وصاحب قدرة على معرفة وجهات نظر طهران من جهة، ومثابرة على عدم تقديم تنازلات تضر بمصالح الولايات المتحدة. وقدمت الوكالة هذا الاستنتاج باعتباره خلاصة وصف لبيرنز قدمه عدة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، بينهم أربعة وزراء خارجية سابقون. ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كسينجر، قوله عن بيرنز إنه «رصين وموثوق به وذكي ومنضبط ومقنع». وأضاف كسينجر: «إنني أرتاح لخياراته، وأستطيع التعلم منها، وهذا وصف لا أتطوع بمنحه في الغالب» لكثير من الناس.

أشرف بيرنز على تنفيذ مهام نادرة في واشنطن، وأخرى محفوفة بالمخاطر سياسيا، مثل توليه تمثيل وزارة الخارجية أمام جهات حكومية أخرى خلال غزو العراق في 2003 من دون أن تكون لمهمته تلك أي أثر للفشل الشخصي أو التسبب في إثارة جدل. فبإدارته «مكتب شؤون الشرق الأدنى»، وهو الجهة المكلفة تنفيذ السياسة الخارجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط بين عامي 2001 و2005. شارك بيرنز في معارك ملحمية بين وزارتي الخارجية والدفاع بشأن الحرب وتداعياتها، وهي «الحروب» التي كانت تنتهي في الغالب بانتصار البنتاغون.

على مدى الأشهر التسعة الماضية، التقى بيرنز، رفقة جايك سوليفان، مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن، مع مسؤولين إيرانيين خمس مرات في سلطنة عمان وسويسرا. ولم تتكشف مهمة الرجلين إلى العلن إلا بعدما توصلت طهران مع أعضاء مجموعة الستة (دول مجلس الأمن الدولي وألمانيا) في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى اتفاق يقضي بالحد من البرنامج النووي الإيراني لمدة ستة أشهر مقابل رفع للعقوبات عن طهران قدرت قيمتها واشنطن بسبعة مليارات دولار.

وركز المنتقدون لتلك الصفقة على الاتفاق ذاته بدلا من انتقاد دور بيرنز. وجادل البعض بأن رفع العقوبات يتكلف قيمة أكثر مما أعلن عنه البيت الأبيض. وفي تقييمها للاتفاق حول البرنامج النووي، تحدثت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، عن وجود «شكوك في بعض أركان الإدارة» بشأن الاتفاق. ولدى سؤالها حول احتمال ارتكاب بيرنز لأي خطأ، لم تستطع تذكر سوى واحد، مشيرة إلى أن الأداء الدبلوماسي المنخفض المستوى في بعض الأحيان لا تنتج عنه عناوين يمكن أن تدفع بأجندة الإدارة إلى الأمام. وبدوره، قال سلف رايس، كولن باول، إن بيرنز كانت لديه أيام شبابه الثقة والكلام المعسول واعتاد تقديم المشورة الخالصة وراء الأبواب المغلقة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً