العدد 4135 - الأربعاء 01 يناير 2014م الموافق 28 صفر 1435هـ

قوات جنوب السودان تتقدم نحو مدينتين للمتمردين قبل محادثات سلام

قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان إن الجيش يتقدم نحو مدينتين يسيطر عليهما المتمردون اليوم الخميس (2 يناير/ كانون الثاني 2014) في حين يجتمع الجانبان في اثيوبيا لإجراء محادثات سلام لإنهاء أعمال العنف المستمرة منذ ثلاثة أسابيع والتي دفعت البلاد نحو حرب أهلية.

واتفق الجانبان مبدئيا على وقف لإطلاق النار ولكن لم يشر أي منهما إلى موعد التنفيذ لوقف القتال الذي أدى الى مقتل أكثر من ألف شخص ونزوح نحو 200 ألف آخرين.

وأعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير حالة الطوارئ مساء أمس الأربعاء في ولايتي الوحدة وجونقلي اللتين سقطت عاصمتاهما بانتيو وبور في أيدي ميليشيا موالية لريك مشار النائب السابق للرئيس.

ونفى متحدث باسم المتمردين في ولاية الوحدة تصريحات الجيش الشعبي لتحرير السودان بشأن تقدم قواته ووصفها بالأكاذيب وقال ان جيش جنوب السودان والحكومة في جوبا يشنان "حرب اكاذيب" قبل بدء محادثات السلام. وتتصاعد الضغوط الدولية للتوصل إلى اتفاق.

وحذرت الدول المجاورة التي تتوسط بين طرفي الصراع من أن استمرار القتال قد يؤدي إلى فشل المحادثات. وقال رئيس اركان الجيش الشعبي لتحرير السودان جيمس هوث ماي للصحفيين في العاصمة "نتقدم نحو بور لأن هؤلاء القوم يريدون المجيء الى جوبا. لا يوجد لدينا وقف لاطلاق النار بعد كما اننا لا نريدهم ان يحضروا الى هنا وينالوا منا."

وتقع بور على مسافة 190 كيلومترا شمالي جوبا. ويقول محللون إن السيطرة على بور تمنح المتمردين قاعدة قريبة نسبيا من جوبا مما يعزز موقفهم في المفاوضات. وقال ماي ان قوات جيش جنوب السودان تقترب ايضا من بانتيو بعد استيلائها على بلدة مايوم القريبة أمس الأربعاء.

وقال متحدث باسم المتمردين في بانتيو ان مايوم لا تزال تحت سيطرة قوات المتمردين وهو تصريح أيده المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.

وقال جو كونتريراس المتحدث باسم البعثة لرويترز "نعرف حتى الصباح الباكر ان مايوم تحت سيطرة قوات تابعة للفرقة 4 من جيش جنوب السودان التي انشقت وانضمت الى مشار."

واندلعت الاشتباكات في جنوب السودان يوم 15 ديسمبر كانون الأول وسرعان ما امتدت إلى نصف الولايات العشر في البلاد مما أدى إلى اضطراب أسواق النفط وأثار مخاوف من اتساع نطاق الصراع في منطقة مضطربة بالفعل.

ويتهم كير غريمه السياسي مشار الذي أقاله في يوليو تموز ببدء القتال سعيا للاستيلاء على السلطة. وتسبب الصراع في تقسيم البلد على أساس عرقي بين قبيلتي الدنكا التي ينتمي لها كير والنوير التي ينتمي لها مشار.

ونفى مشار الاتهام لكنه لجأ إلى الأدغال وأقر بقيادته الجنود الذين يقاتلون الحكومة. وقال أسقف بور الانجليكاني روبن اكورديت نجونج ان الجثث متناثرة في شوارع المدينة التي ارتكبت فيها ميليشيات من قبيلة النوير مذبحة بحق أبناء قبيلة الدنكا عام 1991.

واضاف نجونج الذي فر من بور لدى تقدم المتمردين نحوها بعد الصلاة يوم الأحد "رائحة المدينة رهيبة بسبب جثث الموتى." ويقدر جيش جنوب السودان عدد المتمردين في بور بما يتراوح بين أربعة آلاف وسبعة آلاف متمرد.

وذكر وسطاء أن محادثات السلام في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا تهدف إلى التركيز على إيجاد سبل لتنفيذ وقف إطلاق النار ومراقبته.

وردا على سؤال عن حقيقة موقف الطرفين بشأن وقف اطلاق النار قال اندرو ميس القائم بأعمال مبعوث بريطانيا الى السودان وجنوب السودان ان هناك حاجة لمزيد من الجهد لتوضيح ذلك الالتزام.

واضاف ميس "يبدو الأمر وكأنهما ما زالا يتحركان لأجل تحقيق ميزة عسكرية أكثر من الاعداد لوقف اطلاق النار." ومفاوضو المتمردين موجودون بالفعل في اديس ابابا.

وقال مسؤول اثيوبي ان نصف الوفد الحكومي فقط حاضر وان الباقين سيصلون في وقت لاحق اليوم الخميس. ومن المقرر أن يلتقي كل جانب مع سيوم مسفين أحد الوسيطين اللذين عينتهما الهيئة الحكومية للتنمية (ايجاد) لدول شرق افريقيا. وأضاف المسؤول الاثيوبي "بعد ذلك نأمل أن يمضيا (الجانبان) قدما في إجراء محادثات مباشرة."

وكثف البيت الأبيض ضغوطه هذا الأسبوع لإجراء المحادثات قائلا إنه ستكون هناك محاسبة على أي فظائع أو جرائم حرب.

وقالت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان إن مسلحين يرتدون ملابس عسكرية ارتكبوا فظائع على أساس عرقي ضد المدنيين في أنحاء البلاد. وقالت الحكومة اليوم انها شكلت لجنة للتحقيق مع المتورطين في قتل أبرياء.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً