العدد 4146 - الأحد 12 يناير 2014م الموافق 11 ربيع الاول 1435هـ

إسرائيل تشيع ارييل شارون إلى مثواه الأخير

تشيع اسرائيل اليوم الاثنين (13 يناير/ كانون الثاني 2014) رئيس الوزراء السابق ارييل شارون رجل الحرب الذي يعتبر "بطلا" في الدولة العبرية لكن "مجرم حرب" لدى الفلسطينيين.
وسيدفن شارون بكل مراسم الشرف العسكرية في مزرعة العائلة في جنوب اسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة عند الساعة 12,00 ت.غ.
وطلب شارون ان يوارى الثرى الى جانب زوجته الثانية ليلي. وسيلقي نجلاه جلعاد وعمري وكذلك رئيس هيئة اركان الجيش بني غانتز كلمات تأبينية.
ونظرا لقرب المزرعة من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، ارسل الجيش واجهزة الامن والشرطة تعزيزات ورفع مستوى الانذار تحسبا لاحتمال اطلاق صواريخ.

ونشرت بطاريات النظام المضاد للصواريخ النقال "القبة الحديدة" في المنطقة.
وقال قائد شرطة جنوب اسرائيل يورام هاليفي لاذاعة الجيش الاسرائيلي "لقد اخذنا في الاعتبار كل السيناريوهات الممكنة والجيش مستعد للرد فورا في حال الحاجة".
وعلى سبيل الاحتياط رفع عدد الطائرات بدون طيار التي تراقب قطاع غزة بشكل دائم في محاولة لرصد احتمال قيام مقاتلين فلسطينيين بالتحضير لاطلاق صواريخ نحو جنوب اسرائيل كما اضافت الاذاعة.
واعتبارا من الساعة 7,30 ت.غ. سينظم حفل تكريم وطني في وداع شارون في الكنيست بحضور اعلى قيادات الدولة والوفود الاجنبية.
وسيلقي نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط، كلمات.
وسيشارك في حفل التكريم وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية الى اسرائيل، فيما لم توفد غالبية الدول ممثلين على مستوى رفيع.
واغرقت وفاة ارييل شارون، الرجل القوي السابق لدى اليمين القومي، الذي رحل السبت عن 85 عاما بعد ثمانية اعوام في غيبوبة، اسرائيل في جو من الحزن الوطني.
والقى حوالى عشرين الف اسرائيلي الاحد نظرة الوداع على جثمان شارون الذي سجي امام الكنيست.

واشاد كثيرون منهم "بشجاعة" رئيس الحكومة الحادي عشر لاسرائيل.
ونشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية مقالات تضمنت اراء متفاوتة حول ارث شارون.
وكتب شالوم يروشالمي في صحيفة معاريف "كان عبقريا كريما ووحشيا في الوقت نفسه. وكما كان قاسيا مع نفسه وخصوصا في ساحات المعارك، كان يظهر ازدراء بمعارضيه (...)".
وذكر ناحوم بارنيا في افتتاحية يديعوت احرونوت بان شارون "جسد كل ما كان يحلم اباء الامة برؤيته مع جيل ابنائهم الذين ولدوا في اسرائيل: جميل، قوي، عامل في الارض وجندي طوال حياته".
وحتى صحيفة هآرتس اليسارية التي شكلت خصما شرسا لشارون كتبت ان الانسحاب الاحادي الجانب من غزة وسحب اكثر من ثمانية الاف مستوطن اسرائيلي من القطاع "يشكلان ارثه السياسي واحدثا سابقة مهمة عبر الاظهار ان المستوطنات ليست ابدية".
واضافت "منذ رحيل شارون، تنقص اسرائيل قيادة سياسية تعرف حدود القوة وتحافظ على التحالف مع الولايات المتحدة وتبدي شجاعة في الاراضي (الفلسطينية) لكن بدون ترك المستوطنين يؤثرون عليها".
وشارون احد مهندسي الاستيطان، كان الزعيم الذي سحب القوات الاسرائيلية وثمانية الاف مستوطن من قطاع غزة في العام 2005، في قرار لم يغفره له ابدا المستوطنون السابقون في القطاع.
وبحسب رسائل تم تبادلها بين سفارة الولايات المتحدة ووزارة الخارجية الاميركية ونشرها موقع ويكيليكس، افادت هآرتس على صفحتها الاولى الاثنين ان شارون وبعد الانسحاب من غزة كان يفكر في انسحاب اخر من الضفة الغربية وتقديم تنازلات في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها ويريد الفلسطينيون اعلانها عاصمة دولتهم المقبلة.
في المقابل، سيظل الجنرال شارون مهندس الاجتياح المدمر للبنان العام 1982 حين كان وزيرا للدفاع.
وخلصت لجنة تحقيق اسرائيلية الى "المسؤولية غير المباشرة" ولكن الشخصية لشارون عن مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت في ايلول/سبتمبر من العام المذكور والتي ذهب ضحيتها مئات المدنيين الفلسطينيين بايدي عناصر ميليشيا مسيحية متحالفة مع اسرائيل.
ومن غزة الى رام الله ومن جنين الى مخيمات اللاجئين في بيروت، لم يخف الفلسطينيون ارتياحهم لوفاة شارون، واعرب البعض منهم عن الاسف لعدم التمكن من محاكمته قبل موته، في حين تساءل البعض الاخر عن امكانية القيام بذلك حتى بعد موته.
كذلك اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية انه "من المؤسف ان يذهب شارون الى القبر قبل المثول امام القضاء لدوره في (مجازر) صبرا وشاتيلا (في بيروت العام 1982) وانتهاكات اخرى" لحقوق الانسان.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً