العدد 4146 - الأحد 12 يناير 2014م الموافق 11 ربيع الاول 1435هـ

المفتاح: الاعتداء على الأرواح وسفك الدماء البريئة من أبشع الجرائم

"الشئون الإسلامية" تحتفي بذكرى المولد النبوي

الجفير - وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف 

تحديث: 12 مايو 2017

أكد وكيل الوزارة للشئون الإسلامية فريد يعقوب المفتاح أن المساس بالنّفسِ البشرية والاعتداء على الأرواحِ وسفك الدّماء البريئة من أبشع الجرائم التي تُرتَكب في حق الإنسانِ بوصفه مخلوقَاً كَرَّمه الله وجعلَه خليفةً في الأرض، وأنَّ العبث بالأرواح والجرأةَ على سفك الدماء والتعدي على الممتلكات، لا تصدر إلا من نفوس غير سويَّة تَجرّدت من كل معاني الإنسانية ولَبِست رداء العنف والإرهاب والترويع والإفساد، مُتَطَرِّفَةً في الفكر والثقافة، مُنْحَرِفَةً في الطبع والسلوك، لافتاً إلى أنَّ مثْل هذه النفوسِ الشيطانيَّة وإن ادعت زوراً وبهتاناً الانتساب للإسلام، فالإسلام منهم ومن أفعالهم وجرائمهم بَرَاء.

جاء ذلك خلال الحفل الذي نظمته إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف مساء أمس الأول بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بمناسبة ذكرى المولد النبوي، إذ أقيم الحفل برعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، بحضور عدد من رجال السلك الدبلوماسي، وعدد من رجال الدين، وجمع من المواطنين.

وقال المفتاح: إنَّ المتأملَ في مقاصد الشريعة، يدرك بما لا يدع مجالاً للشك بأنَّ الإسلامَ دينُ البَشَرِ جميعاً لأنَّه حَقَّقَ بمنظومتِهِ القيمية في حِفْظِ وَصَوْنِ الضرورات الخمس التي تُمَثِّلُ مقاصِدِ وغايات الشريعة الغراء ما يَحْفَظُ لكلِ البشرِ حقوقهم بغضِ النظر عن معتقداتِهِم وانتماءاتِهِم، فَحِفْظُ الدينِ والنفسِ والعَقَلِ والنَّسْلِ والمَال؛ كُلِّيَّاتٌ وضروراتٌ خَمْسٌ جَاءَ الإسلامُ بها صِيَانَةً للحقوقِ الإنسانية، منكراً شديد الإنكار على كل من يحاول انتهاكها أو المساس بها، حفاظاً على النَّفسِ البشرية وحقناً للدماء المعصومة.

وأوضح وكيل الشئون الإسلامية بأن الإسلام بعالميته وشموله دعوة للتعارف الإنساني، والانفتاح الثقافي، والحوار الحضاري، والتلاقي والتوافق بين جميع بني البشر على اختلاف مشاربِهِم ودياناتهِم، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا).

وقال: الإسلام يدعو للوحدَة والتآزر والتآلُف والتعاونِ والتكافل، ليجعل من البشرية كياناً واحداً يشعر أفراده بالانتماء للجسد الواحد مصداقاً لقول المصطفى صلَوات الله وسلامه عليه: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).. ذلكم الدينُ النموذجي بالفهم الراقي السليم الذي عَلَّمَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَرَبَّى عليه أتْبَاعَه، الذي يَأْمُرُ بحُسْنِ التعامُلِ والتواصلِ والانفتاحِ والبناء، وينهى عن الهَدْمِ والانغلاق، دينُ كلمةِ التوحيدِ وتوحيدُ الكلمة، دينُ الأمنِ والسِّلْمِ والسَّلام، يأمر به ويدعو إليه، ويسعى لتحقيقه لِتَسْعَدَ به البشريةُ جَمْعَاء وتتقي بِه ويلات الحروبِ وصفاتِ الكراهية وآثار العدوان، قالَ تعالى: (يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا أُدْخُلُوْا فِيْ السِّلْمِ كَافَّةً).

واستطرد: إننا في مملكة البحرين وانطلاقاً من إيمانِنَا بالإسلامِ العَظِيْمِ وشريعتِهِ الساميةِ نَعْمَلُ مَعَاً على تحقيقِ غَايَةِ الإسلام في إِيْجَادِ مجتمعٍ مُتَحَابٍّ ومترابط ومتواد، تجمع المحبةُ والأُخُوَّةُ والسماحةُ كُلَّ أبنائِهِ في ظِلِّ قِيَادَةٍ حكيمةِ جَعَلَتْ من أَمْنِ واستقرارِ الوطنِ والمواطِنِ وتَحْقِيقِ نَسِيْجِ الأُسْرَةِ الواحدةِ في المجتمعِ الواحِدِ؛ هدفاً له أولويِّتُهُ في عَمَلِ الحكومةِ الرَّشِيْدةِ التي تسعى دوماً وأبداً وبكل ما أوتيت من قوة وحكمةٍ لتحقيق ذلك.

ودعا وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف إلى التأمل في حقيقةِ الإسلامِ الذي بُنِيَ على قيمِ الحُبِّ والتسامحِ والإخاء، والذي تمثَّلَهُ وتخلَّقَ به رسولُ الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم، بِرُقِيِّهِ الأخلاقي وَسُمُوّهِ الحضاري وانفتاحِهِ العالمي، وابتعادِهِ وترفعِهِ عن كلِ ما يُنَغِّصُ سلامَ وسعادةِ الحياة الإنسانية، وجعل هَدْيَ صَاحِبِ الذِّكْرى عليه الصلاةُ والسلامُ رافداً لنا، ورائداً لسلوكيَّاتِنا، ومُوَجِّهَاً لِأخْلَاقِنَا، ومُرّشِّداً لِخِطَابِنا الدينيِّ، لِيَكُوْنَ خِطَابَاً حضاريَاً وسطيَّاً تسامحياً مُعْتَدَلاً، لِتَتَحَقَّقَ أُخُوَّتُنَا وتَلْتَأَمَ جِرَاحُنَا وتَتَوَحَّدَ صُفُوْفُنَا، لِنُحَقِّقَ مَعَاً رَخَاءً وسلاماً وتوافقاً وازدهاراً لِأُمَّتِنَا وَأَوْطَانِنَا.

كما دعا الجَمِيْعَ -كُلاًّ مِنْ وَاقِعِ مَسْئُوْلِيَّتِهِ- إلى الدَّفْعِ بِاتِّجَاهِ التَّنْمِيَةِ والتَّطْوِيْرِ والتَحَضُّرِ، والحِفَاظِ عَلَى أَمْنِ البَلَدِ واسْتِقْرَارِهِ، وتَحِقِيْقِ قَاعِدَةِ اجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَوِحْدَةِ الصَّفِ، وتَرْسِيْخِ ثقافَةِ التعايُشِ السلمي، وتأكيدِ مبدأِ الاحْتِرَامِ المُتَبَادَلِ بَيْنَ الجميع، والقَبُوْل بالتَعْدُدِيَّةِ، ومَا دَعَا إليه الدِّيْنُ الإسلامِ الحَنِيْفُ مِنْ طَاعَةِ وُلاةِ الأَمْرِ في المَعْرُوْفِ، وُصُوْلاً إلى مجتمَعٍ تَسُوْدُهُ رُوْحُ المَحَبَّةِ والإِخَاءِ، ويَنْعَمُ بالأَمْنِ والأمَانِ والاسْتِقْرَارِ والرَّخَاءِ والوَحْدَةِ.

من جانبه ألقى رئيس بالمحكمة الكبرى الشرعية (الدائرة السنية) الشيخ عبدالرحمن بن ضرار الشاعر كلمة قال فيها: ليس في المسلمين أعلى شأناً أو أرفع مكاناً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو رحمة الله تعالى للمؤمنين، وهو البشير النذير والسراج المنير، ومع ذلك يحدثنا القرآن بأن الله تبارك وتعالى طالب نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يكون بعيداً عن معاني الإكراه والإرغام والتسلط، لأنه صلى الله عليه وسلم داعيةٌ إلى عقيدة، ورائدٌ إلى الطريق، فعمدته البيان والتذكير والإقناع، فقال له: "فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر"، وقال له: "أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".

وأوضح الشاعر بأن الله سبحانه وتعالى رسم لنبيه صلى الله عليه وسلم طريق دعوته ومنهج تبشيره وأسلوب تبليغه، فلم يجعل عماد ذلك الغِلظة أو الفضاضة أو الإرهاب، وكيف وهو الذي قال له: "فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك".

مشيراً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان واضحاً صريحاً في دعوته للإسلام، لا يعرف التخفي في الظلام، ولا يعرف الالتواء والإبهام، فهو يدعو على بصيرة ونور، ويدعو إلى طريق الاستقامة وحسن المعاملة وكريم المسالمة، لافتاً إلى أن الإسلام يقف في وجه الاعتداء على الغير بكل صرامة وقوة، فهو يحرم تهديد الناس في حياتهم أو أمنهم أو ممتلكاتهم أو معتقداتهم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه).

وأضاف الشاعر قائلاً: إن الله سبحانه وتعالى قد كرر في القرآن الكريم النهي عن الاعتداء على الغير، في قوله: "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، فالميل إلى الإكراه والإرهاب يدعو صاحبه إلى التحريف والتضليل حتى يتلمس لنفسه حسب زعمه وهواه مستنداً يعلل به عدوانه وبغيه، فينحرف في التأويل، ويتعسف في التعليل، وقد يفسر النصوص الشرعية على غير وجهها ومرماها، أو ينقل عن الله تعالى ما لم يأمر به، أو يقول في الدين ما ليس منه، قال تعالى: "وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب، ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون".

ثم ألقى عضو مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ فاضل فتيل كلمة أوضح من خلالها أن ديننا الحنيف ما قام إلا بأخلاق نبينا الكريم صلّىٰ اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمْ، وهو القائل: "إنما بُعِثتُ لأتمم مكارم الأخلاق" ، فلقد كانت أخلاقه خالصةً مخلصة لا يطلب بها إلا وجهَ الله عز وجل لا لغرضٍ دنيوي أو لزيادة الاتباع وإنما هو أدب السماء.

وأشار فتيل إلى أن معاملة النبي الحسنة لم تكن حكراً على المؤمنين فلقد امتدّ إحسانه حتى الى المسيئين، فها هو نائمٌ في ظل شجرة إذ هجم عليه أحدُ المشركين ومكن السيف منه فقال من ينجيك مني يا محمد؟ فقال النبي صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمْ: "ربي ينجيني منك" ، فاضطرب المشرك ووقع السيف من يدِه، فأخذ النبيُ السيفَ وقال "الآن انت من ينجيك مني". فقال المشرك حلمُك يا محمد، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "عفوتُ عنك" ، فقال المشرك: اذا كان هذا دينك وخُلُقك فمدَّ يدك، فأنا اشهد ان لا إله الا الله وانك يا محمدُ رسولُ الله .

وقال فتيل: لقد كان صلى اللهُ عليهِ وآله يشاور أصحابه في الأمور المهمة وهو أعلمُ منهم بالمصلحةِ فيها، وكان يحترمُ حتى مَن يخالفُه الرأي والاتجاه، ومن هذا المنطلق يستوجب علينا اليوم ان نقتديَ بأخلاق نبينا ونسلُك دربه.

ولفت فتيل إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام لا يرضى بإيذاء المسلمين، وهو القائل : دخل عبدٌ الجنةَ بغصنٍ من شوكٍ كان على طريق المسلمين فأماطه عنه ، وروي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال : إن على كل مسلم في كل يوم صدقة ، قيل : من يطيق ذلك ؟ قال صلى الله عليه وآله أماطتك الاذى عن الطريق صدقة ، وإرشادك الرجل إلى الطريق صدقة ، وعيادتك المريض صدقة ، وأمرك بالمعروف صدقة ، ونهيك عن المنكر صدقة ، وردك السلام صدقة .

وتساءل عضو مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية قائلاً: هل نحن من المقتدين؟، وهل نقبلُ الرأي المختلف معنا؟، وهل نتعايش مع من يخالفُنا الاتجاه وَوُجُهات النظر؟، وهل نحن مع اهلنا كما كان صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمْ مع أهلِه؟، وهل نحن في مجتمعنا ومع جيراننا كما يريدُ منا نبيُنا؟





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 11:18 ص

      ياليت الحكومة تسمع

      حكومتنا تستهين بالارواح و لذلك زهقت اكثر من مائة روح في هذا البلد

    • زائر 6 | 10:30 ص

      كلام حق لا يدل على وجود الحق

      خصوصا الاعتداء الجبان على المساجين و الموقوفين

    • زائر 4 | 10:20 ص

      يالهوي

      معلومة جديدة يا شيخ والمعلومة الاحدث صار فيه ناس يصنفون البشر من سوف يذهب الى الجنة ومن يذهب للنار أي اخذوا ادوار لا يجب التقرب لها البتة

    • زائر 3 | 10:19 ص

      وشهد شاهد من اهلها

      شوفو قواتكم وش يسوون في المواطنين داخل السجون وخارجها وبدعمكم يقتلون الاطفال في سوريا ايضاً

    • زائر 2 | 9:48 ص

      ابو صادق الشايب

      هل هو حلال قتل الأبرياء في العراق؟ السيارات المفخخة في العراق وسوريا ماهو حكمها و ما هو حكم الحزام الناسف لقتل الأبرياء وكيف يتغذى مجرم مع النبي محمد(ص) مع الانتحاريون وماهو غذائهم؟

    • زائر 1 | 9:44 ص

      ومن هدم المساجد

      ومن قتل أكثر 200 شهيد بحراني وهدم أكثر 38 مسجد

    • زائر 10 زائر 1 | 1:01 م

      البحرين

      ومن قتل رجال الأمن وقتل الوافدين وقت الأبرياء مستخدمي الطرق ومن احرق الممتلكات العامة والخاصة واستخدم الكذب والتضليل شلون عنهم

اقرأ ايضاً