العدد 4177 - الأربعاء 12 فبراير 2014م الموافق 12 ربيع الثاني 1435هـ

فنزويلا تسعى لاعتقال زعيم معارض وتحمله مسئولية مقتل محتجين

سعت السلطات في فنزويلا اليوم الخميس (13 فبراير/ شباط 2014) لاعتقال الزعيم المعارض ليوبولدو لوبيز الذي ينظم احتجاجات في الشوارع أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص في أسوأ اضطرابات منذ فوز نيكولاس مادورو بالرئاسة بفارق ضئيل عن أقرب منافسيه.

وقالت مذكرة اعتقال أصدرها قاض ونشرت في وسائل الإعلام المحلية إن لوبيز السياسي المتشدد البالغ من العمر 42 عاما مطلوب في جرائم تتراوح بين التحريض والقتل والإرهاب.

وأكد أعضاء حزب الإرادة الشعبية الذي ينتمي إليه لوبيز صدور مذكرة اعتقال ضده لكنهم لم يكشفوا عن مكانه.

ويعيش لوبيز في منطقة تشاكاو الثرية في العاصمة كراكاس التي كان رئيسا لبلديتها ويتهم حكومة مادورو بجعله كبش فداء للعنف الذي تقوده الدولة ضد المحتجين.

وبعد قرابة عام من وفاة الزعيم الاشتراكي هوجو تشافيز كانت أعمال العنف أمس الأربعاء أحدث مؤشر على حدة الاستقطاب وانعدام الثقة المتبادل بين المعسكرين السياسيين في فنزويلا.

وقتل ثلاثة بالرصاص بعد مسيرات مؤيدة وأخرى مناهضة للحكومة في العاصمة كراكاس. وقال مادورو إن شخصا رابعا في حالة حرجة وألقى بالمسؤولية على "جماعات فاشية صغيرة" قال إنها اندست وسط احتجاج المعارضة.

وقال مادورو للتلفزيون الحكومي "يريدون الإطاحة بالحكومة عن طريق العنف.. لا يتحلون بالأخلاق .. لن نسمح بالمزيد من الهجمات."

وقال مسؤول حكومي إن 23 شخصا أصيبوا واعتقل 25 وأحرقت أربع سيارات للشرطة وتعرضت بعض المكاتب الحكومية للتخريب. وألقى محتجون ملثمون من المعارضة بالحجارة والإطارات المحترقة في الشوارع.

وكانت الشوارع في كراكاس اليوم الخميس أكثر هدوءا من المعتاد حيث لزم بعض السكان منازلهم في حين كثفت الشرطة والجيش تواجدهما. لكن لم ترد تقارير عن حدوث اضطرابات جديدة.

وتنظم جماعات معارضة متشددة ترفع شعار "الرحيل" أي رحيل مادورو عن الحكم احتجاجات معظمها صغيرة في أنحاء متفرقة من البلاد منذ أسبوعين وتشتكي من تفشي الجريمة والفساد والارتفاع السريع في تكاليف المعيشة.

وكان لوبيز الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة دعا أنصاره للتظاهر لأسبوعين وقال إن الحكومة خططت لإراقة الدماء بهدف تشويه حركة الاحتجاج السلمي التي يقودها.

وقال لرويترز بعد إطلاق الرصاص "الحكومة تلعب بورقة العنف وهذه ليست المرة الأولى... يلوموني بلا اي دليل... انا بريء. ضميري مرتاح لأننا دعونا للسلام."

ومضى يقول "لن نتراجع ولا نستطيع التراجع لأن الأمر متعلق بمستقبلنا وبأولادنا وبملايين الناس."

وكشفت الاحتجاجات وجود خلافات داخل قيادة المعارضة إذ يفضل البعض نهجا أكثر اعتدالا ويقولون إن مسيرات الاحتجاج التي تحولت للعنف تصب في صالح الحكومة التي تتهم المحتجين بأنهم "مخربون".

وتعهد مادورو (51 عاما) وهو سائق حافلة وزعيم نقابي انتخب رئيسا بعد وفاة تشافيز بالحفاظ على النهج اليساري لتشافيز.

ويتهم مادورو متطرفين في المعارضة بأنهم يريدون تكرار الأحداث التي جرت في البلاد عام 2002 حين أدت احتجاجات عارمة إلى انقلاب أطاح بتشافيز لفترة قصيرة. وعاد إلى السلطة بمساعدة جنود موالين ومئات الألوف من أنصاره الذين نظموا مظاهرات ضد الانقلاب.

ولا توجد علامات على أن الاضطرابات الحالية ستطيح بمادورو.

وتتهم المعارضة جماعات ميليشيا مؤيدة للحكومة بمهاجمة عشرات المسيرات التي نظمتها على مدى العام الماضي وتفريق المحتجين وإثارة الخوف.

وأحد الثلاثة الذين قتلوا زعيم معروف في ميليشيا مؤيدة لتشافيز. وظهر متحدثان من الميليشيا على التلفزيون الرسمي في ساعة متأخرة أمس الأربعاء بناشدون الناس الهدوء ويطالبون لوبيز بمواجهة الاتهامات.

ويشير تفجر العنف إلى اتساع هوة الخلاف في صفوف المعارضة بين المتشددين والمعتدلين الذين يفضلون العودة للتعامل مع القضايا المعيشية اليومية مثل سوء الخدمات وتفشي الفساد والجريمة إذ تعاني فنزويلا من واحدة من أسوأ معدلات الجريمة في العالم.

ويشير المعتدلون في المعارضة إلى أن نجاحهم الأكبر في تحويل المعاقل المؤيدة لتشافيز إلى مناطق للمعارضة إنما كان نتيجة لابتعاد زعماء المعارضة عن المظاهرات الصاخبة والتركيز على هموم الناخبين اليومية.

وقال المحلل السياسي الفنزويلي دييجو مويا-أوكامبوس "في الوقت الحالي لا تشكل الاحتجاجات تهديدا على المدى القصير لقدرة الرئيس مادورو على البقاء في السلطة."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً