العدد 4184 - الأربعاء 19 فبراير 2014م الموافق 19 ربيع الثاني 1435هـ

«الخميس الدامي»!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

كان فجر يوم خميس (17 فبراير/ شباط 2011)، كمثل خميس اليوم، لكنه كان يوماً حزيناً كئيباً دامياً، سالت فيه دماء البحرينيين على أرصفة دوار اللؤلؤة. مئات البحرينيين كانوا قد افترشوا المكان للمبيت فيه والاعتصام للمطالبة بالإصلاح الديمقراطي في البلاد، إلا أنهم تفاجأوا باقتحامٍ أمني كبير على المحتجين في التجمع السلمي هناك.

ذلك الاقتحام أدى إلى سقوط ضحيتين تعرضا بشكل مباشر للقذائف الانشطارية «الشوزن» في الساعة الثالثة فجراً، عندما كان المحتجون نائمين، وهما محمود أحمد مكي (23 عاماً)، وعلي منصور خضير (58 عاماً)، وكلاهما من جزيرة سترة.

فيما سقطت الضحية الثالثة عيسى عبدالحسن من سكنة كرزكان، ويبلغ من العمر 61 عاماً، إثر تعرضه المباشر لطلقة رصاص انشطارية بالقرب من مجمع السلمانية الطبي، وُجّهت له بشكل مباشر وعن قرب، أدّت إلى إحداث انفجار في جمجمة الرأس وتناثر مخه، في منظرٍ لم يشهده الشارع البحريني من قبل. كما أعلن مساء ذلك اليوم، عن رحيل الضحية الرابعة وهو الشاب علي أحمد عبدالله المؤمن (22 عاماً) من سترة الخارجية.

الشهداء الثلاثة خضير والمؤمن ومحمود، وصلوا إلى الطوارئ، إلا أن جهود الأطباء لم تفلح في إنقاذ حياتهم لشدة الإصابة، وتعرّض أجسامهم إلى رصاص الشوزن، فيما نُقل الشهيد الرابع عيسى عبدالحسن على الفور إلى المشرحة، لأنه توفي على الفور، إذ أصيب بطلقة رصاص في رأسه هشمته.

عدد الجرحى الذين أصيبوا أثناء الاقتحام بلغ أكثر من 250 جريحاً، أدخلوا جميعهم إلى مجمع السلمانية الطبي، الذي احتشد فيه عددٌ كبيرٌ من البحرينيين أمام مبنى الطوارئ والحوادث، وبقوا لساعات طويلة، يهتفون ويرددون عبارات تطالب بالإصلاح الفعلي في البحرين، وقد غطّى صوت بكاء النساء وصراخهن جميع أنحاء قسم الطوارئ والحوادث، فحتى الممرضين والممرضات وعدد كبير من الأطباء، لم يتمالكوا أنفسهم وهم يرون جرحى أمامهم، إذ بكوا هم أيضاً.

إلى اليوم، ونحن نعيش الذكرى الثالثة لهذه الحادثة، لا أحد ينسى صورة الرأس المهشم للشهيد ذي الستين عاماً عيسى عبدالحسن، وصورة الجسم المثقوب في كل قطعة منه بالشوزن، لرجل بلغ من العمر 58 عاماً، فضلاً عن الشابين اللذين كانا في عمر الورود، محمود والمؤمن، وكان التساؤل الذي دار في قلوبنا جميعاً: ماذا كان جرم هذين الكهلين وتلك الوردتين، حتى يهشم رأس أحدهما، ويرش جسد الثاني والثالث والرابع رشاً بالشوزن!

مضى ذلك الخميس، والبحرينيون للساعة، تقطر قلوبهم أسى على ما جرى فيه وفي غيره من أيام من دم، وهم يسألون، بعد كل ما جرى يومها، وطوال ثلاث سنوات من الأزمة التي عصفت ولا تزال بالبلاد: هل استطاع الشوزن والحل الأمني أن يوقف المطالبات بالديمقراطية الحقيقية والإصلاح والعدالة والحرية؟ ألم يحن الوقت لإعطاء هذا الشعب بعد كل التضحيات التي قدّمها، شيئاً من الحرية وكثيراً من العزة والكرامة، بدلاً من إهدائه خميساً دامياً آخر؟

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4184 - الأربعاء 19 فبراير 2014م الموافق 19 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 4:11 ص

      يوم أدنى قلوبنا

      لا أحد يستطيع أن ينسى ذلك اليوم الأسود الذي كلما تذكره المرء تساقطت دموعه ...فلم تشهد البحرين ذلك المشهد المأساوي من تهشم تلك الجمجمه و تناثر تلك الأجساد الطاهرة ورور قد قطفت و أنتزعت منها الحياة و كهول قد ذبحوا ذبحا .....يا له من فجر حزين أقرح جفوننا و أدمى قلوبنا .....يوم لا يمحى من ذاكرة البحرين...

    • زائر 20 | 3:35 ص

      رحم الله الجميع

      أولى بالكاتب ايضا أن يذكر الاحداث التي تمت قبل فض تجمع الدوار والاجتراء على هيبة الدولة والباقي لا داعي لذكره . ليس هذا وقت تأجيج المشاعر وشحن الناس بينما افاق الحوار والمصالحة تسود الافق . فليتق الكتاب ربهم في وطنهم ومواطنيهم وليقولوا للناس حسنا وانه من الانصاف ذكر شهداء الداخلية الساهرين على امن المواطنين على اختلاف طوائفهم طالما اننا نتكلم عن حرمة الدماء .فدماؤهم غالية لانهم شهداء الواجب أما مخالفوا القانون فذنبهم معلق برقبة من غرر بهم

    • زائر 19 | 3:26 ص

      اشوف

      اشوف ولا واحد علق على الموضوع من اتباع الحكومة لانه ماعدهم جواب فالعالم كله يعرف هاده الهجوم على الدوار المشتكى لله من امة ابتلية بالجهل قاتل الله الجهل

    • زائر 18 | 3:20 ص

      فتنه وغم وانزاح

      تلك هي فتنة الدوار يا سيدي ، لولاها لما ابتليت البحرين بلوثة الطائفية البغيضة . لحظة صدق مع النفس كفيلة بان يدرك كل عاقل باننا لم نكن بحاجة لنا يسمى اليوم بثورة ، الاصلاح بعد جدا عن الأجندة الطائفية التي جلبتها تلك الفتنه ولا نزال بانتظار العقلاء كي يلجموا اصوات الطائفية والارتهان للخارج

    • زائر 22 زائر 18 | 5:52 ص

      نحن بحاجه لذلك

      التمييز قد فاق حد الصبر .. والفقر المقمع في القرى والتجنيس العشوائي الذي سرق احلام الشعب بحكم عادل يلبي احتياجات اطياف الشعب من خلال تصويت الميثاق الذي كان أملا بداخل القلوب ولكن الغدر والحقد لن يرحمنا

    • زائر 17 | 3:17 ص

      الله

      الله يرحم امواتنا واموات المؤمنين والمؤمنات ويرحم شهدائنا الابرار صبرا يا شعبى انه الله مع الصابرين وستتحقق المطالب انشاء الله انهم برونه بعيدا لاكن عند الله قريب والله يهمل ولاكن لايهمل والنصر حليف المظلومين

    • زائر 16 | 2:56 ص

      عما قريب يا طاغوت فاهم

      سنلعن هذا اليوم عما قريب اليوم الوطني لوطننا
      سيكون يوم التحرر من القيد والاستعباد
      عما قريب الفرج سيكون وباذنه

    • زائر 15 | 1:15 ص

      الى الله المشتكى

      جرح مازال ينزف في قلوبنا ونسأل الله ان يقتص من الظالمين في الدنيا قبل الاخرة ونقول ...................

    • زائر 13 | 12:40 ص

      منع سيارات الإسعاف اكثر ما ادهشني!!

      كنت ضمن ممن حضروا للسؤال على ابنائهم واهاليهم ولقد رأيت ما حصل هو مجزرة مدبّرة وهذا معروف ولكن العجب العجاب هو منع سيارات الاسعاف لماذا وكيف ومن وراء هذه الجريمة؟
      التقيت ببعض الاجانب الغربيين احدهم صحفي فسألتهما هل سمعتم بمنع الاسعاف عن الجنود اثناء الحروب فأجاب احدهما كلا لم ارى في حياتي ان الاسعاف يمنع عن الجرحى حتى وان كانوا جنود العدو فكيف حصل ذلك هنا لا ادري؟
      اما الآخر وهو صحفي اجابني انه رأى ذلك في فلسطين حين هجوم الصهاينة على الفلسطينيين والمعنى اننا اصبحنا في فلسطين

    • زائر 12 | 12:37 ص

      اسألهم

      هل اقاموا الدنيا لهؤلاء الشهداء وحاكموا من قتلهم بالأعدام ؟؟؟ وهل برلمانهم استنكر ؟ وهل قدموا لهم التعازي ؟؟ وهل كتبت صحفهم الطائفية عنهم ؟؟؟ وهل وهل وهل ؟؟؟ اسألهم .

    • زائر 11 | 12:07 ص

      نريد حقوقنا كاملة لا شيئا قليلا

      نحن لم نقدم القرابين والورود الجميلة كي نأخذ جزءا من حقوقنا بل كلها ومقدمتها القصاص من القتلة ومن امرهم ايضا
      الا لعنة الله على الظالمين

    • زائر 10 | 12:06 ص

      العزيز

      نشكركم على تركيزكم الضوء على يوم الخميس الدامي ونرجو منكم متابعته من كل زواياه وأحداثه المؤلمة وضحايا الظلم من شهداء و سجناء مسلسل تطول حلقاته من المآسي سجلها التأريخ بالدم الطاهر .

    • زائر 9 | 12:03 ص

      اه على تلك الوعود التي اطلقت وجعلوا ذلك الخميسيدمي القلب حتى الان

      ثم ترسيخ هذا اليوم في مناسباتنا الحزينة لن ننساها ومن غدر بنا فكلهم فيذاكرتنا وسنوثقها في كتاب يبين حجم الغدر

    • زائر 6 | 11:11 م

      يوم ... اسود

      يوم اسود هكذا نطقت احدى الممرضات ... كنت ُ قد اسرعت بابني الذي يحتاج لعلاج يومي في تلك الايام جراء جرح عميق اصيب به .. فاخدته للمستوصف في الساعه العاشرة صباحا ً بدلا من المساء فالجميع لا يعلم بماذا وكيف سيمر ذلك اليوم الذي لم تشهد له البحرين مثيلا من ظلم وسفك دماء .. جعلت الاطباء والكادر الطبي باكمله يدخل في السياسة من جراء سفك الدماء والظلم الواضح في تلك الصبيحة الحمراء والتي صبغت دوار اللؤلؤة بحمرة الدماء .. لا اراك الله يوا يشبه ذلك اليوم ايها الشعب الصابر

    • زائر 5 | 10:36 م

      الم يحن الوقت؟!

      ثلاث سنوات والوضع من سيء الى أسوأ ..... الى متى؟!!

    • زائر 4 | 10:33 م

      يا منتقم

      الرحمه لجميع الشهداء , والتاريخ وإن طال لن يمحوا هذه الذكرى منا كبحرينيين طالبوا بالكرامه وبالحياة الكريمه , نجدد الرحمه للشهداء ونسال الله ان ينتقم لنا ممن ظلمنا

    • زائر 3 | 10:14 م

      آهـ يا وطن

      في مثل هذا اليوم غاب الضمير ومات القلب فخرج مكون كبير من اخواننا في الوطن بالرقص على جراحاتنا
      ستراوية

    • زائر 2 | 9:54 م

      انه يوم الغدر الذي لن ينسى

      انه يوم الغدر يوم الخسة يوم الدناءة يوم الحقد يوم الانتقام يوم الكراهية يوم افتكروه تصفية الحساب وإرهاب الناس للرجوع لمنازلهم خوف من بطشهم المنفلت من اي ضابط قانوني لكنه السحر الذي انقلب على الساحر ونقول رحم الله شهداءنا ونعهداكم باننا على دربكم سائرون لانتزاع حقوقنا من يرغب باستعبادنا وأقول لقد فزتم ورب الكعبة فانتم السعداء

    • زائر 1 | 9:20 م

      سيأت

      نعم استاذ المدحوب سيأتى اليوم الذى ياخد شعب البحرين حريته غصبا عن انوف الطغاة والمتكبرين وسيبزغ فجر الحريه من جديد بعزه وكرامه وذلك بفضل دماء شهدائنا الزكيه.

اقرأ ايضاً