العدد 4204 - الثلثاء 11 مارس 2014م الموافق 10 جمادى الأولى 1435هـ

الإخوان هل آن وقت قطافهم؟

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تمر الساحة الخليجية والعربية بتغيرات سريعة وغير مسبوقة منذ العام 2010، أي منذ بدء الربيع العربي الذي أصبح البعض يراه ابتلاءً نظراً لحجم التغيرات المتسارعة التي لم يعتد العرب شعوباً أو حكومات، على تقبلها، ولم يمتلكوا يوماً القدرة على التأقلم معها.

بدا الأمر وكأن حبات العقد قد فرطت وصعب على أحد أن يجمعها ثانية أو هكذا كان. حالة الانقسام أصبحت واقعاً لابد من الإقرار به، ولم تعد إيران وحدها العدو الذي يهابه العرب، وما عاد الشيعة وحدهم مصدر القلق العربي عموماً والخليجي بشكل خاص.

لقد أفرز الربيع العربي وصول تنظيم الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر وتونس، وهو أمرٌ لم يسبق له الحدوث، ما أثار حفيظة السلطات التي وجدت في الإخوان المسلمين تهديداً جديداً يترصد أمنها واستقرارها.

القرار الذي اتخذته بعض دول الخليج مؤخراً والذي تضمن وضع تنظيم الإخوان المسلمين ضمن التنظيمات الإرهابية، و«تطهير» مناصب الدولة من الاخوانيين، أمرٌ لم يكن منتهجاً قبل تفاقم الخلاف الخليجي - الخليجي، إذ أن أتباع التنظيم الإخواني ما زالوا يمسكون بعض وزارات الدولة على الأقل في البحرين.

لقد كان الإخوان المسلمين في البحرين من أشد المساندين للسلطة في قراراتها التي اتخذتها منذ بدء الاحتجاجات في 2011، وعملوا كوزراء أو أقل من ذلك، على تنفيذ كل ما يطلب منهم على وجه الدقة والإخلاص، وكانوا خير من طبق المنهج الإقصائي الذي ساد منذ ذلك الوقت وما قبله. فهل يكون هذا أوان قطاف الإخوان المسلمين من مناصبهم التي استغلوها في عملية تطهير سابقة لأتباع فكر ديني أو نهج سياسي معين، إذ المفترض أن الأوطان قادرة على تقبل الجميع رغم اختلافهم.

رغم سلوك الاخوان المسلمين الذي كان إقصائياً جداً مع وصولهم إلى السلطة في مصر، والذي كان غير إنساني في إبعاد مستحقين لوظائف وغيرها في مفاصل الدولة، إلا أن ذلك لا يمنعنا من التأكيد على أن أي إقصاء لأيّ مكوّن من الشعب تحت أي مسوغ لن يفرز إلا مزيداً من الانشقاق والتشرذم، وأن الوطن المستقر هو ذلك الذي يمتلك ثقافة الاختلاف، ويدرك جماليتها في إضفاء تنوع فكري سياسي ومذهبي، يصبح معها لحن الحياة نابعاً من جوقة متناغمة تظل رغم اختلافها تفيض تكاملاً وروعة.

سنؤكد دائماً كما هو عهدنا على حق الإنسان في الاختيار والاختلاف، حتى الله سبحانه يقول: «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» (الكهف، 29)، ففي أدقّ الأمور وأصعبها ترك للإنسان حرية الاختيار، فكيف ينتهج البشر سلطةً أو شعباً، مبدأ التوحد والتشابه في حين أن الوجود قائم على الاختلاف والتنوع.

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 4204 - الثلثاء 11 مارس 2014م الموافق 10 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 12:59 م

      ابو حسين

      الاخ العزيز قل الحق ولو كان مرا هل هذا هو الحق عندك عجيب غريب جدا امرك
      واما الاخ غير موجود في البحرين ولايعرف عن تاريخهم الحديث على الاقل من
      دخولهم في النشاط السياسي بعد الميثاق ومواقفهم في في الاحداث والازمة
      الاخيرة ولجان التفتيش ضد المخالفين لهم وتحريضهم الصريح في التلفزيون
      وكافة وسائل الاعلام والرقص والتشفي على الناس وبعد ذلك الكاتبة هي
      المتجني عليهم والطالمة لهم وهم الابرياء لم يسببه الى اعتقال وفصل
      الكثر من الناس اما الاخ معهم مؤيد اعمالهم بدون لف ودوران

    • زائر 10 | 6:28 ص

      اللهم لا شماتة

      كل ما نقوله هو اللهم اجعل بأسهم بينهم شديد

    • زائر 8 | 4:29 ص

      مصخرة اتهام قطر بدعم الإخوان

      في البحرين وزارة التربية تكاد أن تسمى وزارة الإخوان حيث سيطرة القيادات الإخوانية عليها ولا أوضح على ذلك من يتم تعينهم من المدرسين المصريين لحى الرجال ونقاب النساء واستماتتهم في الدفاع عن مرسى
      ثم وزير حقوق الإنسان هو أحد أكبر قياداة جمعية المنبر الإسلامي والتى تفتخر بنتمائها للإخوان
      والإخوان في البحرين تيار قديم وله قيادات في كل مفاصل الدولة وهم المقربون واصحاب الحضوة في الشركات الكبرى التي تملكها الحكومة وهم أم القيادات في المؤسسات المالية الحكومية والبنوك
      وبعد كل هذا تتهم قطر بدعم الإحوان!

    • زائر 7 | 4:12 ص

      اخوان البحرين مروضين ولكن قد لا يستمر ذلك للأبد

      اخوان البحرين متسلقين وصوليين وضعهم الحالي دمى في ايدي بعض من في السلطة فهم عكس مبادئ تنظيمهم وما ينادون به غيرهم من الأخوان تماماً ولكن قد لا يستمر هذا طويلاً لأن صلاتهم بقطر كبيرة جداً وبعد موقف البحرين من قطر لابد من التوجس من اخوان البحرين وحراكهم السري .

    • زائر 6 | 3:26 ص

      تجار الدين باعة الاوطان

      الاخوان جماعة ارهابية لها تاريخ طويل في الاغتيالات والعمل السري وهي تتبع النهج الماسوني في التسلسل القيادي والتنظيم الحركي.الاخوان يقولون مالا يفعلون .أرجو من المدافعين عنهم قراءة كتب جمال البنا أخو مؤسس الجماعة وكذلك شخصيات قيادية في الجماعة بمن فيهم محمد حبيب نائب المرشد وكمال الهلباوي مسئول التنظيم الدولي سابقا.يجب قراءة كتاب "سر المعبد" للدكتور ثروت الخرباوي احد كبار مفكري التنظيم وعضو مكتب الارشاد المستقيل للوقوف على أدبيات هذا التنظيم الكارثية . الغريب انه لا أحد في الجماعة أنكر ذلك

    • زائر 5 | 2:12 ص

      ابو محمد

      نحنوا لا نتمني إقصاء كان من كان ولكن نتمني القصاص لكل من ظلم هذا الشعب كان اخوانيا أو شيعيا أو غير ذلك والله ولي التوفيق

    • زائر 4 | 1:17 ص

      لا تخافي على الاخوان فهم يجيدون التلوّن والنفاق

      من يجيد التلوّن فلا خوف عليه سيجد لنفسه مخرجا من ازمته وسوف نرى ذلك هؤلاء برو برو تعو تعو

    • زائر 3 | 12:45 ص

      منافقين

      في الحقيقة هم كانو يصبون الزيت على النار لانهم يستغلون الوضع للوصول لاهدافهم المريضة في الحصول على المناصب و الغنائم. منافقين

    • زائر 2 | 12:45 ص

      الا البحرين فهم راس الحربة الموجهة للمعارضة

      في البحرين هم راس الحربة ضد المعارضة ولازالوا يحتاجونهم فلن تفرط فيهم الحكومة والحكم وعلى فكرة هم سبب بلاء البحرين فالتمييز الممنهج في الوظائف والبعثات وغيرها من راسهم وأن كانو ينفدون الأوامر لكنها أوامر فردية يستطيعون تجاوزها لكنهم يتماهون معها حتى استطاعوا ملك القرار في التوظيف في القطاعين العام والخاص

    • زائر 1 | 12:20 ص

      قل الحق ولو كان مرا .

      مع انى لست من الاخوان ولا أشجعهم غير أنى أجد أنهم لم يفعلوا جرما يستحقون به البغض ولم يناصبوا العداء لأحد ، وهكذا أمرنا الله تعالى أن نقول الحق ولو على أنفسنا فالله عز وجل سيحاسبنا على ما نقول وهو القائل ادفع بالتى هى أحسن فالتحريض عليهم بغير حق وبلا مناسبة اعتقد اختى العزيزة ليس فى مكانه مطلقا مهما بلغ منا الاختلاف معهم ولم نتعلم من آل البيت عليهم السلام التحريض على مسلم مهما بلغ اختلافنا معه فالله أعلم بالسرائر وإنما نحن نأخذ بالظاهر .وبالنسبة لمصر فانهم لم يغتصبوا الحكم مطلقا كما نعلم .

اقرأ ايضاً