العدد 4216 - الأحد 23 مارس 2014م الموافق 22 جمادى الأولى 1435هـ

الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية: "الحلبة" أنهت استعداداتها لاستضافة الفورمولا

أكد الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة، أن استمرار نجاح الحلبة في تنظيم منافساتها لمدة عشر سنوات يعد إنجازا لمملكة البحرين بأسرها، وللقائمين على الحلبة بشكل خاص، مشيدا بما سماه التعاون اللا محدود لجميع البحرينيين في هذا الشأن، وثقتهم الدائمة في "حلبة البحرين الدولية" من أجل تأكيد شعار الحلبة الذي كان وسيظل رمزا لمملكة البحرين باعتبارها "موطن رياضة السيارات في الوطن العربي".

وقال إن إدارة الحلبة تعمل دون كلل أو ملل من أجل الارتقاء بـ "حلبة البحرين الدولية"، وانه رغم التحديات التي تواجهها، لكنها لن تدخر جهدا في وضع الحلبة الوطنية ضمن مصاف حلبات السيارات الدولية، مشيرا إلى أن خطط وبرامج التطوير التي تعتزم الحلبة إجرائها لن تتوقف ولا سقف لها، في إشارة إلى أن إجراء منافسات الفورمولا وان هذا العام ولأول مرة ليلا هو غيض من فيض سيتلوه تطورات هيكلية وإنجازات أخرى لن يتم الكشف عنها حاليا.

وفيما يلي نص الحوار:

ـ مع مرور 10 سنوات على انطلاق سباق جائزة البحرين الدولية للفورمولا ون.. ما هو تقييم القائمين على المنافسات تجاه حلبة البحرين الدولية من بين الحلبات العالمية؟

عندما بدأنا التفكير في إنشاء حلبة البحرين الدوليّة، لم نكن نريد وقتها إجراء مُنافسات على الصعيد المحلي فقط، بل كان الهدف الأوّل وراء هذه الحلبة هو استضافة سباقات الفورمولا وان العالمية، فضلاً عن تحفيز وتطوير الجيل العربي الجديد في البحرين خاصة، والخليج عامة، نحو رياضة السيارات، والحمد لله، الجميع يعلم الآن ما هو موقع مملكة البحرين في هذا الشأن.

وفي رياضة الفورمولا وان، من الصعب جدًا أن تواصل مسيرتك بنجاح لمدة 10 سنوات في هذه المنافسات، وهو ما يعد إنجازا حقيقيا بالنسبة إلينا، إذ إن هناك الكثير من حلبات السيارات الأخرى التي استضافت سباقات الفورمولا وان لعام أو عامين قبل أن تغادرها لإخفاقها في تحقيق النجاح المطلوب، ولا يسعنا في هذه المُناسبة إلا أن نشكر جميع البحرينيين على ثقتهم الدائمة بنا، وعلى تعاونهم اللامحدود من أجل التأكيد على شعار الحلبة المعروف بـ "موطن رياضة السيارات في الوطن العربي".

لقد بدأت حلبة البحرين الدولية تنافس الحلبات العالمية، وذلك من حيث الخدمات والاحتفالات التي تقدمها لعشاق هذه الرياضة طوال فترة انعقاد مسابقات الجائزة الكبرى، وحتى نعلم المكانة التي وصلت إليها الحلبة ما علينا سوى قراءة ما يُكتب عنها من تنسيق وكرم ضيافة في الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نحن نستقبل جميع وسائل الإعلام من المطار ونوصلهم حتى فنادق إقامتهم، ومن ثم من الفنادق إلى الحلبة، وهذا أمر غير موجود في أيّ حلبة أخرى.

ـ هل من إمكانية لبعض التغيرات على حلبة البحرين في السنوات القادمة؟

دائمًا ما تسعى حلبة البحرين الدولية إلى التجديد، وهذا ما نرمي إليه على الدوام، ونحنُ نعمل ليل نهار فيما بيننا من أجل إبقاء ضوء الحلبة ساطعًا للسنوات القادمة، واليوم تستضيف الحلبة سباقًا ليليّا للمرّة الأولى في تاريخها، وقبل ذلك أجرينا بعض التعديلات على المسار في العام 2010 للاحتفال بالذكرى الـ60 على بطولة الفورمولا ون، كما كُنّا الجولة الأولى (الافتتاحية) من موسمي 2006 و2010، وبالتالي تشهد حلبة البحرين الدولية دائمًا تغيرات وتطورات، ولا أستطيع أن أقول ما هي التغييرات التي سنقوم بها في السنوات القادمة، أو الكشف عن خُططنا المستقبلية، ولكن على الجميع أن يعلم بأننا نفعل ما باستطاعتنا من أجل الارتقاء بهذه الحلبة إلى مصاف الحلبات العالميّة، فنحنُ لا نكّل ولا نمل، وهُناك تحديًّات كثيرة أمامنا ونحنُ مستعدون لها.

ـ تغيرات كثيرة طرأت على رياضة محركات سيارات الفورمولا ون.. كيف ستكون منافسات الموسم الحالي؟

كما رأينا في الجولة الأخيرة في أستراليا، فإنّ مُحركات "مرسيدس" هي الأقوى من دون مُنازع، وهذا من شأنه أن يخلق صراعًا جديدًا في سباقات الفورمولا وان، فبعد سيطرة "ريد بُل" على البطولة في الأعوام الأخيرة، بات أمامنا الآن منافسين للحظيرة النمساويّة، هُناك "ويليامس" و"ماكلارين" وهُناك "ريد بُل" و"فيراري"، وهناك الكثير من الفرق التي تستطيع الفوز بالسباقات، وهذه كلها أمور إيجابيّة للبطولة بكّل تأكيد.

كما أنّ تغيير القوانين الجديدة يُضيف بعض اللمسات الإضافيّة على زيادة سحر هذه السباقات، فكما شاهدنا مؤخرا تّم شطب نتيجة الأسترالي "دانيال ريتشاردو" لأنّ فريقه لم يستجب لطلب الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) من أجل التخفيض من استهلاك الوقود في سيارة سائقه، في الواقع، هُناك الكثير من التعديلات، وأنا مُتأكّد بأنّه مع كلّ جولة سنُشاهد العديد من المفاجآت.

ولا ننسى بأنّ "حلبة البحرين الدوليّة" هي الحلبة الثالثة من حيث استهلاك الوقود، وبالتالي فإن هذا من شأنه أن يضفي نكهة خاصة على سباق هذا العام، حيث يطرح المعنيون والمهتمون العديد من التساؤلات: هل نضغط على السيارات في بداية السباق؟ أم أننا نُحافظ على كميّة الوقود حتّى النهايّة؟، وهذه الأسئلة وغيرها سيطرحها السائقون في سباقنا الليلي، والسائق الأذكى والأبرع بينهم سيفوز.

ـ العديد من الانتقالات لنجوم الفرق في عالم الفورمولا ون حصلت في هذا الموسم، كيف سنرى منافسات الفرق والسائقين في الموسم 2014؟

هُناك العديد من التغييرات على صعيد الفرق والسائقين، ولعلّ أبرزها انتقال الفنلندي كيمي رايكونن من فريق "لوتس" إلى "فيراري"، وأيضاً تعاقد فريق "ماكلارين" مع الدنماركي "كيفن ماغنوسن" ذاك الشاب البالغ 21 عامًا فقط، والذي لمع نجمه باحتلاله للمركز الثاني في سباق أستراليا، كما لا يجب أن ننسى انتقال "فيليبي ماسا" هذا السائق المُخضرم من فريق "فيراري" إلى "ويليامس"، وهو الفريق الذي أظهر قدرة كبيرة على المنافسة في أستراليا، وبرأيي سيكون موسمًا رائعًا بكلّ تأكيد، فمن جهة لدينا قوانين جديدة، ومن جهة أخرى لدينا تغييرات في لائحة الفرق والسائقين.

ـ سباق الفورمولا وان في البحرين يعتبر محرك "اقتصادي وإعلامي وسياحي" هائل, كيف تقيمون النتائج على كل هذه المستويات على مر السنوات العشر السابقة؟

الحمد لله، رياضة الفورمولا وان هي من أكثر الرياضات شعبيّة حول الحلبة، وعندما قمنا ببناء هذه الحلبة كان هدفنا الأوّل أن تستفيد المملكة بالدرجة الأولى، وفي كلّ عام يبلغ مدخول العائدات بين 200 إلى 300 مليون دولار، وذلك من حجوزات للفنادق وشراء التذاكر والتبضع ورحلات السفر، وجميع هذه العناصر تزيد من مدخول المملكة في كلّ عام، ولهذا السبب نُحن مُستمرون في سباق الفورمولا وان، فالهدف هو إقامة سباقات والحصول على مردود مالي منها يعمل بشكل مباشر على دعم ورفد الاقتصاد البحريني..

والحمد لله إن سباقنا الليلي وحتى الآن حاز على قدر كبير من الاهتمام في دول المنطقة، ونستطيع أن نقول بأنّ عدد التذاكر المُباعة حتّى الآن يفوق عدد التذاكر المُباعة في الموسم الماضي، وعند إقامة السباق في موعده المقرر سنرى جميع وسائل الإعلام البحرينيّة والعربيّة والعالميّة تعمل كخليّة نحل من أجل نقل وقائع هذه الجولة العالميّة، نحنُ سعداء للغاية بسباق الفورمولا وان، وسعداء أيضاً بالمردود الذي يعود إلى وطننا الغالي البحرين.

ـ حلبة البحرين الدولية تعلن عن أول سباق ليلي "تحت شعار لا يفوتك" احتفالا بمرور 10 سنوات على تنظيم أول سباق، ما هي مزايا هذه الخطوة الفريدة؟

عندما ذكرنا "لا يفوتك" فهذا يعني بأنّ الجميع يجب أن يتواجدوا ليشاهدوا السباق، سيكون هذا سباقنا الليلي الأوّل، ونحنُ نعّد الجماهير بأنّ الحدث سيكون مُختلفًا عن الأحداث السابقة أو التي شاهدوها في السباقات الماضيّة، والمعروف أنه لا تستطيع أيّ حلبة في العالم استضافة سباق ليلي بسهولة، وبالتالي عندما أعلنا عن هذه الخطوة أو المُبادرة، زارنا وفد من "الاتحاد الدولي للسيارات" من أجل دراسة الموضوع، والحمد لله نحن اليوم مستعدون وقبل عدة أسابيع من بداية السباق، إنّه أمر لا يصدّق، فالسباق الليلي في الحقيقة يختلف بنسبة كبيرة عن السباق الذي يقام في النهار، سواء من حيث انخفاض درجة الحرارة ومستوى واتجاه الرياح، ومع القوانين الجديدة ستختلف مناطق الكبح، وهي أمور فنية مهمة يدرك تأثيرها المهتمون وعشاق رياضة المحركات في البحرين والعالم، وبالتأكيد ستزيد جميع هذه العوامل من صعوبة ومن ثم متعة القيادة، وبالتالي ستنتج لنا سباقًا رائعًا.

يضاف إلى ذلك أن فعاليات منافسات جائزة البحرين لن تقتصر على داخل الحلبة فحسب، بل لدينا فعاليات أخرى عديدة خارج الحلبة، حيث سيكون هناك الحفلات الغنائيّة، والبرامج الترفيهيّة للعائلات وأولادهم من جميع الأعمار، كما أن هُناك العديد من المزايا لهذا الحدث، ولا أستطيع أن أعددها الآن، ويجب على المهتمين ألّا يفوتوا السباق من أجل أن يروها واقعة أمامهم.

ـ أعلنت حلبة البحرين الدوليّة "عن تكريمها لبطل العالم الألماني "مايكل شوماخر" من خلال تسميّة المُنعطف الأوّل للحلبة باسمه، كيف تقيمون رد الفعل على هذه اللفتة الإنسانية الكريمة، سيما بعد إصابته الخطيرة؟

للمتسابق "مايكل شوماخر" معزّة ومكانة داخل كل بيت بحريني عاشق لهذه الرياضة، فهو السائق الأوّل الذي حفر اسمه من ذهب على هذه الحلبة في نُسختها الأولى عندما أقيم السباق عام 2004، كما أنه يمتلك شعبيّة جارفة في المنطقة العربيّة والعالم بأسره لإنجازاته التي حققها خلال فترة تواجده في الفورمولا وان، ونحتاج إلى العديد من السنوات لنرى سائقًا مثله أو سائقًا قادرًا على كسر رقمه القياسي والمُتمثّل بسبع بطولات للعالم، وقد أتت المُبادرة لتسمية المنعطف الأول للحلبة باسمه من أجل تعبيرنا عن شكرنا العميق لهذا المتسابق ولتاريخه الذهبي في هذه الرياضة، ومن أجل أن نوصل له رسالة بأنّ جميع البحرينيين معه، وأننا نتوق لمُشاهدته على قدميه من جديد، ولا يسعنا إلّا أن نتمنى له الشفاء العاجل.

وقد وصلتنا في الحقيقة عبر مواقع التوصل الاجتماعي وغيرها العديد من الرسائل المُشجعّة والفخورة بهذه الخطوة الفريدة التي أقدمنا عليها، كما أن مدير أعمال المتسابق الألماني وعائلته أعربوا عن شكرهم العميق تجاه "حلبة البحرين الدوليّة" وما قامت به، صحيح بأنّ المُنعطف الأوّل سيحمل اسم "شوماخر"، لكن قلوبنا أيضا تحمل هذا الاسم منذ فترة طويلة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً