العدد 4242 - الجمعة 18 أبريل 2014م الموافق 18 جمادى الآخرة 1435هـ

«عالي» في يوم التُّراث العالمي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

احتفلت قرية عالي مساء أمس الجمعة (18 أبريل/ نيسان 2014) بيوم التُّراث العالمي، وهو اليوم الذي خصَّصته منظمة «اليونيسكو» للاحتفال بالمعالم والمواقع الأثرية، وتهدف من خلاله إلى رفع مستوى الوعي العام بالتَّنوع وضعف بنية الآثار في العالم، وحثِّ الجهات الرسمية والأهلية على تكثيف الجهود لحفظ وتسجيل المواقع التُّراثية. ومن الجميل أنَّ جمعية عالي الخيرية حصلت على تعاون الجهات الرسمية لإقامة الاحتفال بهذا اليوم العالمي في القرية، بمشاركة عدد من المتخصصين والعاملين في مجال التراث الوطني.

قرية عالي، هي إحدى أهم القرى التراثية في البحرين، وهي أيضاً احتضنت حرفاً تقليدية لصناعة النُّورة والفخار، وعرف عن أهلها الجدُّ والاجتهاد، واشتغل أجدادهم في البناء، وهم الذين شاركوا في تشييد فرضة المنامة القديمة، كما أنَّ عدداً من كبار الشركات الإنشائية خرجت من رحم هذه القرية الممتدة في جذورها إلى أكثر من أربعة آلاف سنة. ومساء أمس حرص الأهالي على التذكير بأنهم يحتفلون بمنطقة «عالي معن» التي تحتوي على المواقع الأثرية، وعلى «الدوغة» التي استخدموها في صناعة النُّورة والفخار، إذ إن هناك أيضاً «عالي حويص» التي تنتشر فيها المزارع، وهناك «هورة عالي» التي تحتوي على أنواع من الأحراش المزروعة، وسابقاً كانت هناك «عالي ثمود».

إن قرية عالي تتميز باحتوائها على أكبر عدد من القبور التاريخية التي تعتبر أكبر وأقدم مقبرة تاريخية في العالم، ففيها القبور الدلمونية التي تعود إلى 2200 سنة قبل الميلاد، والقبور الملكية التي تتواجد داخل القرية وتحيط بها المنازل من كل مكان، وهذه القبور تحتوي على ترتيبات وتجهيزات من بينها الفخار، الذي كان رمزاً لهذه القرية التُّراثية.

قبل الدخول إلى القرية من الجهة الشرقية يستقبلك نصبُ الفخار الذي يذكرك بحرفة تقليدية كانت تستخدم لمختلف الأغراض، بما في ذلك الزينة، كما تجد في المعرض التراثي للقرية صورة لختم دلموني كان يرافق المنتجات التي كانت تُصدَّر من هذه المنطقة إلى خارج البحرين. بمعنى آخر، فإنَّ قرية عالي كانت تُصدِّر منتجاتها إلى العالم قبل آلاف السنين، وكانت حتى مطلع السبعينات، مثلاً، تُصدِّر مادة «النُّورة» إلى بلدان الخليج الأخرى.

ما أفرحني مساء أمس، ليس فقط اهتمام الأهالي بإحياء هذا اليوم العالمي وسط ما نمرُّ به من أحداث، وإنما أيضاً ما أشار إليه أحد المسئولين بأن وزارة الثقافة تسعى إلى تسجيل بعض آثار عالي في سجل التُّراث الإنساني الذي تشرف عليه «اليونيسكو». فتحية للأهالي ولكل المخلصين من الجهات الرسمية والأهلية الذين يسعون إلى الحفاظ على تراثنا الوطني.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4242 - الجمعة 18 أبريل 2014م الموافق 18 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:09 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،رجاء دكتور لا تجيب طاري دلمون ،،ما نريد انزعل احد ،،ترى حضارة البحرين ،،توها جت { اول امس } يا مسهل .

    • زائر 3 | 1:00 ص

      بارك

      بارك الله فيكم يا اهالي عالي وتحيه الي منصور الجمري لأهتمامه بالتراث

    • زائر 2 | 11:04 م

      اخيرا

      و أخيرا نرى وزارة مسؤولة و وزير مخلص هي الشيخة مي و فقها الله و كثر من أمثالها..

    • زائر 1 | 10:10 م

      ما يخافون الا من التاريخ لذلك يحاولون طمسه بس بدون فائدة

      بعد ان كانت القبور مائة الف اصبحت الان الف أقيمت البيوت ووزعت التلال كااراضي للكبار المهم في فترة كان مفروض عليك نمط وتاريخ مكتوب معين ترغبه الجهات المتنفذة الان بعد توافر هذه التسهيلات التكنولوجية اصبحت المعلومة الصحيحة متوافرة بضربة زر يعني توفير المعلومة وتوثيق الحاضر وبدأت رحلة الأعراف والتقاليد الى الانقراض

اقرأ ايضاً