العدد 4274 - الثلثاء 20 مايو 2014م الموافق 21 رجب 1435هـ

نطالب بإدراج حق المعلومة وحرية الإعلام للأهداف التنموية لما بعد 2015

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لقد كانت صحيفة «الوسط» من أوائل وسائل الإعلام في المنطقة التي ساهمت في الترويج للاستقصاء الذي تدريه حالياً الأمم المتحدة، عبر موقع www.myworld2015.org، من أجل التعرف على آراء الشعوب بشأن تطلعاتهم وآمالهم وأولوياتهم للأهداف التنموية للعالم بعد العام 2015.

الأمم المتحدة طرحت الاستقصاء العالمي للحصول على وجهات نظر الناس في مختلف أنحاء العالم، وهذه الآراء سوف تعرض على قادة العالم عندما يبدأون عملية تحديد المجموعة التالية من الأهداف العالمية وخطط التنمية من أجل تحديد الأجندة التنموية للعالم ما بين 2015 إلى 2030. وقد اختار الأمين العام للأمم المتحدة فريقاً رفيع المستوى من الشخصيات المرموقة (HLP) والذي يشارك في رئاسته رئيس ليبيريا، رئيس إندونيسيا ورئيس وزراء المملكة المتحدة ليقدموا التوصيات بخصوص هذه المسألة.

وحالياً، من بين أهم الأولويات المطروحة للاستقصاء: رعاية صحية أفضل، التحرر من التمييز والاضطهاد، فرص عمل أفضل، المساواة بين الرجل والمرأة، توفير الطعام المغذّي وبأسعار معقولة، حماية الغابات والأنهار والمحيطات، توافر حكومة أمينة ومستجيبة، اتخاذ إجراءات بشأن التغيير المناخي، الحماية من الجريمة والعنف، الحريات السياسية، تحسين النقل والطرق، توفير مياه نظيفة ومرافق صحية، توفير الوصول إلى الهواتف والإنترنت، توفير طاقة موثوق بها في المنازل، دعم الأشخاص غير القادرين على العمل، والتعليم الجيد.

ولكننا كإعلاميين، نؤيد ما طرحته اليونسكو بشأن حق الوصول إلى المعلومة والإعلام الحر المستقل، فهما عاملان لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض في الوقت الحالي حيث أصبحا جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية التي تحتاج إلى المعلومة، كما تحتاج إلى الخبر الذي يتكلم عن الحدث.

وبطبيعة الحال فإن الظروف والعوامل المعاشة في المشهد العربي لا يمكن أن تفصلها عمّا يأتي من المعلومة أو من الحدث عبر وسائل وأدوات لا تقيد بل تتحرر من كل قيد يحد من تدفق المعلومة في مناخ تتوافر فيه أدوات الإعلام الحر. وهو ما يعد ضماناً لتمتع الناس بحقّ الوصول إلى المعلومة بأي شكل من الأشكال، إذ يعتبر أمراً حيوياً لمستقبل الأجيال، سواءً كان مصدر هذه المعلومة هو الهاتف النقال أو شبكة الانترنت أو الإعلام المرئي أو المسموع أو المكتوب.

وحق الوصول إلى المعلومة والإعلام الحر المستقل يأتي ضمن أهداف أعمال التنمية لما بعد العام 2015 التي تسعى إليها الأمم المتحدة من خلال صياغة مثل هذه الأهداف، التي من شأنها أن تبني مزيداً من التقدم، وسيكون لها الأثر الكبير على أولويات التنمية الوطنية والدولية.

في الدورة الـ37 للمؤتمر العام لـ «اليونسكو» الذي عقد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، أصدر المؤتمر قراراً يسلط الضوء على أهمية الترويج لثلاث مسائل رئيسية في برنامج عمل التنمية لما بعد العام 2015، وهي: حرية التعبير، إمكانية الوصول الشامل للمعرفة والمحافظة عليها، استقلالية وحرية وتعددية وسائل الإعلام سواء على شبكة الانترنت أو خارجها. ووصف القرار هذه العناصر على أنها لا غنى عنها في ازدهار الديمقراطيات وتشجيع مشاركة المواطنين.

لقد أوضحت «اليونسكو» أن حرية التعبير وما يترتب عليها من حرية الصحافة وحرية المعلومات، هما من الحقوق الأساسية بل ومن العوامل المساعدة في تحقيق العديد من الأهداف ذات الصلة ببرنامج عمل التنمية لما بعد العام 2015. وهذه تشمل الحكم الرشيد، الشفافية، الحصول على المعلومات، تمكين المرأة والشباب، القضاء على الفقر وضمان مجتمعات مستقرة وآمنة.

إننا نطالب بالاعتراف الكامل بأهمية وسائل الإعلام في برنامج عمل التنمية لما بعد العام 2015، وذلك – كما قالت اليونسكو- لأن وسائل الإعلام الحرّة والمستقلة والتعددية، التي تشمل الصحافة المطبوعة والمذاعة وعلى الانترنت، تعتبر حاسمةً في برنامج عمل شامل للتنمية، كونها تسهل إيجاد مجال عام شامل لإشراك المواطنين في عمليات الحكم الرشيد والتنمية المستدامة.

إن دور وسائل الإعلام أمر حيوي إذا لعبت التعددية الثقافية دورها كمحرك للتنمية، وإذا كان هناك تعليم غير نظامي واسع النطاق لدعم التنمية.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4274 - الثلثاء 20 مايو 2014م الموافق 21 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:31 ص

      مقال رائع

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      مقال رائع وممتاز

    • زائر 1 | 3:04 ص

      يا ريت

      يا ريت تقومين بمقابلات لبحرينيين بمختلف المجالات العملية ..افضل من الطباخة الهنود و الصاغة الباكستاينيين وغيرهم ...هناللك بحرينيين اصيلين لهم الاولوية في وطنهم

اقرأ ايضاً