قدر للجماهير البحرينية أن تشاهد وتتابع نهائيات كأس العالم سواء الحالية المقامة في البرازيل أو في نسخها الماضية من منازلها ومجالسها أو مقاهيها المنتشرة في مختلف أرجاء الوطن نظرا لعدم تمكن منتخبنا من الوصول وحجز تذكرة العبور لـ»المونديال» في أي من مشاركاته الماضية التي بدأت منذ تصفيات مونديال الأرجنتين 1978.

ولعل ذاكرة الجماهير البحرينية ما زالت تستذكر خيبة وفشل منتخبنا في ملحقين متتاليين لمونديال 2006 بألمانيا، و2010 بجنوب افريقيا عندما كان منتخبنا على أعتاب قطع بطاقتي العبور من أمام ترينيداد وتوباغو أولا ومن ثم نيوزيلندا ثانيا، ولكن جاء الإخفاق في المحطة الأخيرة لأسباب مختلفة في كلتا المحاولتين، لتبقى جماهيرنا على حسرتها لضياع الفرصتين الذهبيتين مع كل مونديال، مع التأكيد على بقاء أمل الوصول في المرات المقبلة.

الوصول للمونديال ولنهائيات كأس العالم يتطلب عملا وجهدا كبيرين وتخطيط مسبق ولأموال طائلة تصرف على اللعبة وخصوصا مع تقدم المستوى والتطور الواضح للكرة الآسيوية ولمنتخبات القارة، والعمل الكبير الذي تقوم به الاتحادات الأهلية، فيما الواقع الذي تعيشه الكرة البحرينية يشير إلى حالة ركود إن لم نصفه بالتراجع في السنوات الأخيرة.

ولا يختلف اثنان على أن الكرة البحرينية تملك من الطاقات والمواهب والخامات الكثير، ولكنها بحاجة لدعم مالي كبير أكثر بكثير مما هو موجود حاليا لتطبيق وتنفيذ برامج أكثر تقدما وتطورا للنهوض بالكرة المحلية ومنها على سبيل المثال مشروع الاحتراف والذي «ربما» يكون مفتاحا لازدهار الكرة لدينا وليس الحل الوحيد.

وإلى حين، فإن الكرة البحرينية ستبقى بعيدة عن أجواء المونديال العالمي، وستبقى كذلك في السنوات المقبلة إلى أن نشهد تحسنا وتطورا في مختلف المجالات والجوانب الإدارية منها والتنظيمية وصولا للجوانب الفنية، ولا ننسى أيضا المنشآت والملاعب وغيرها من الأمور القادرة على انتشال «كرتنا» وأنديتنا من حالة الركود إلى حالة الانتعاش والتطور والتقدم.