العدد 4314 - الأحد 29 يونيو 2014م الموافق 01 رمضان 1435هـ

الأوراق تختلط كما اختلطت قبل مئة عام

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل مئة عام، في (28 يونيو/ حزيران 1914)، اشتعلت الحرب العالمية الأولى واستمرت أربع سنوات، وقتل خلالها أكثر من 9 ملايين إنسان. السبب المباشر كان اغتيال ولي عهد الإمبراطورية النمساوية - المجرية في سراييفو (من قبل شاب صربي عمره 19 عاماً)، وهذا أدى إلى إعلان تلك الإمبراطورية الحرب على مملكة صربيا. اصطفت القوى المتحالفة (بريطانيا وفرنسا وروسيا) في وجه محور الإمبراطورية النمساوية - المجرية والإمبراطورية الألمانية والدولة العثمانية.

مع انتهاء الحرب في 1918، كانت الإمبراطورية الروسية قد انهار نظامها في 1917، وانهارت ألمانيا، والإمبراطورية النمساوية - المجرية، وانتهت أيضاً الدولة العثمانية... وأُعيد رسم خريطة أوروبا بتقسيمات جديدة، وأنشأت بريطانيا وفرنسا خريطة جديدة لمنطقة أطلقتا عليها مسمى «الشرق الأوسط»، وذلك عبر اتفاقية «سايكس - بيكو»، كما أعطت بريطانيا وعد بلفور لإقامة دولة لليهود على أرض فلسطين.

تأسست «عصبة الأمم» التي اعترفت بحق الفتح للدول الاستعمارية ومنحتها الانتداب على الدول التي سيطرت عليها، وتمَّ فرض شروط مذلة على ألمانيا، وتنامت الفاشية في أوروبا في الوقت الذي انتصرت فيه الثورة الشيوعية في روسيا، وظهرت أميركا بصفتها القوة العالمية الأولى بعد أن أُنهكت القوى العظمى السابقة.

بريطانيا كانت تسعى إلى حماية مناطق نفوذها من مصر إلى الهند، وبالتالي فإنَّ هدف بريطانيا من اقتسام النفوذ في منطقتنا كان إبعاد فرنسا وروسيا (حليفتي بريطانيا في الحرب) عن مصر والعراق ونهر الأردن ومياه الخليج. وعليه، فقد اقتسمت بريطانيا الدول العربية الجديدة مع فرنسا، واقتسمت النفوذ في إيران مع روسيا. أما منطقة الخليج العربي فكانت بريطانيا قد حسمت الأمر مع الدولة العثمانية قبل بدء الحرب العالمية الأولى، وذلك في 1913، عندما وقَّعت مع الباب العالي العثماني اتفاقية حددت حدود الولايات العثمانية في منطقة الخليج، وثبَّتت هيمنتها على الإمارات والمناطق التي كانت تقع تحت حمايتها.

ما حدث قبل مئة عام هو اندلاع حرب عظمى بسبب أحداث صغيرة غير متوقعة، وأدى عدم قدرة النظام الأوروبي آنذاك على احتواء المواقف إلى انفلات الوضع وسقوط الملايين وانهيار الأنظمة والحدود من كل جانب. التحدي الماثل أمامنا أنَّ هناك جهات فاعلة خارج إطار الدول، وهذه أصبحت تفرض أجندتها بصورة دموية، في وقت اعتقد البعض أنَّ بالإمكان الاستفادة منها لتحقيق أهداف سياسية. غير أنّه من الواضح الآن أنَّ هذه الجهات أصبحت خارج سيطرة من ساندها، ويمكنها أن تأتي على الأنظمة والتحالفات وتخلط الأوراق بشكل لم يتوقعه أحدٌ.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4314 - الأحد 29 يونيو 2014م الموافق 01 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 7:52 ص

      الحروب لا توقد من غير مصلحة

      المستفيد من الحروب فئة قليلة يدفع ثمنها المغرر بهم و الابرياء.
      عندما تتهور و تندفع تحت هذه الرايات او تلك مذا تجنى غير الدمار.
      مذا تجنى المليشيات من قتل الطرف الاخر غير الدمار المتبادل.
      السكوت و التهاون و الرضى بالظلم من قتل و تنكيل و تهميش طرف لاخر سوف يدفع ثمنه الجميع. لا يوجد حياد الساكت عن الظلم شيطان اخرس.

    • زائر 15 | 4:56 ص

      لم يتغير شى

      المهم فى كل الاحوال اننا ملعوب بنا وليس لاعبين بأحد يعنى احنا ثابتين

    • زائر 12 | 3:54 ص

      انا لله و انا اليه راجعون

      الله يشغل الظالمين بالظالمين و ينتقم لناس من شرهم

    • زائر 11 | 3:35 ص

      اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين

      الظالم جند من جنودي انتقم به وانتقم منه: الخطط والتدبير الالهي لا يمكن ان يدركه الانسان فالله القادر والمتمكن ارسل النبي موسى عليه السلام الى فرعون لكي يربيه ويتكفّل به في حين ان فرعون كان يقتل كل الاجنة والمواليد لكي لا يولد من يكون زوال ملكه على يده. ولكن حكمة الله هكذا، يسيّر الكون بمشيئته وارادته ويسلب الظلمة الحكمة والتفكير السليم فيخربون بيوتهم بايديهم

    • زائر 10 | 3:30 ص

      الاوراق تختلط كما اختلط قبل مئة عام

      اختصار ما حدث في مائة عام بضبط

    • زائر 8 | 3:18 ص

      ربك يضرب الظالم بظالم آخر ويأخذ الظلمة من حيث يعتقدون خلاصهم

      هكذا ضرب الله لفراعنة البشر يضربهم بما يعتقدون خلاصهم ونجاتهم فيه. تلك حكمة لله يضرب ظالم بظالم اشد منه فتكا

    • زائر 6 | 1:46 ص

      نظره اخرى

      دكتور لماذا لا نرى الأمور من منطلق اخر وهو محاولة تصدير الثورة الإيرانية الى دول الجوار وكثير من الدول الشرق اوسطيه وغيرها قد يكون سبب من الأسباب التي أدت الى قيام الكثير من هذه الجهات التي أصبحت خارج السيطرة حسب قولك. لو كل دول المنطقة عملت داخل حدودها وركزت على اقتصادها وشعبها لما وصلنا الى هذا الوضع. لن يكون هناك مستفيد ولكن اؤمن بان لكل فعل ردة فعل وما كان يحدث في العراق والجميع يرى ويتلذذ اعتقادا منه بان الطائفيه سوف تكون في صالح العراق وايران...والان هذه النتيجة!

    • زائر 9 زائر 6 | 3:23 ص

      اكثر من 3 عقود لم تعتدي ايران على بلد واحد بيما اعتدي عليها كثيرا

      الثورة الايرانية حوربت 8 سنوات وتعاون عليها كل العالم بما فيهم دول....الداعمة الاولى. ثم بعد 8 سنوات الى الآن تعيش ايران حصار ظالم لمدة 3 عقود اعتدي على دبلوماسييها اكثر من مرة وقتلوا العور والخلل في الفكر بسبب الحقد يجعلكم لا ترون الدول المصدرة للارهاب والتي تحاول حرق كل الدول المجاورة لها والسيطرة عليها كونها تملك اموالا فتصدر الموت هنا وهناك

    • زائر 13 زائر 6 | 4:18 ص

      العزيز

      هذا دواعش والقاعدة والنصرة وأزلام صدام البائد . كيف صاروا إيرانين وكيف تمويلهم وتسليحهم أسلحة إيرانية . أنت تفكيرك طائيفي وعنصري بإمتياز . وعندك عقدة تسمى بغض إيران .

    • زائر 5 | 12:37 ص

      ياريت وتكون تلك الدولة في خبر كان

      دول صنعت خصيصا لتفكيك الأمة ولقد أدت ماعليها فهانحن نعيش انجازهم لكن فلت التحكم من يدهم فلاتدري لعله الصلاح كي تتفكك بلاء الأمة ونرتاح من شرها وحاضنتها الدينية التكفيرية

    • زائر 4 | 12:26 ص

      حفيد بن مهزع

      شكر الله لك دكتور فكثير ممن ظلموا في أوطانهم قد يبايعون من يأخذ بحقهم ويشفي غلهم ممن افسد في وطنهم وخان امانتهم وفرض طغيانه عليهم واذلهم فلا غريب في ذالك فهم كثر فقد انقلب السحر على الساحر .

    • زائر 1 | 12:00 ص

      يادكتور مقال اختصر عشرات من كتب الجغرافيا والتاريخ معا احسنت

      الجهات الفاعلة خارج اطار الدولة كما استطردت يادكتور من الدعم المالي والعسكري والبترول والشاحنان العسكرية التي تصل لهم لاهم يصنعونها ولاهم ينقبون عن النفط.. القوى الاقليمية التي ساندت وانشات هؤلاء الدواعش يبحثون اليوم لهم عن مقبرة ولذلك ارسلوهم للعراق ، يستنزفون من قوة العراق من جهة وينهون الدواعش من جهة اخرى لان مهمتهم قد انتهت حقا ولان ضرهم قد يكون اكثر من نفعهم..فهم كاالغول الذي خرج من القمقم ولايمكن ارجاعه..نهايتهم

اقرأ ايضاً