العدد 4315 - الإثنين 30 يونيو 2014م الموافق 02 رمضان 1435هـ

تقلبات العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في تسعينات القرن الماضي انتهت الحرب الباردة وخرجت أميركا منتصرة ومفتخرة بهزيمة الاتحاد السوفياتي الذي تفكك بسرعة لم يتوقعها أحد، وبانتصار حلف الناتو من دون الحاجة إلى قتال، وأثبتت أميركا قدراتها العسكرية عبر إزالة قوات صدام حسين من الكويت في مطلع العام 1991، بينما كانت فضائية الـ «سي إن إن» تنقل الانتصارات على الهواء مباشرة لحظةً بلحظة.

أصاب النخبة الأميركية الزهو، وعلى رأسهم ما عُرف لاحقاً بمجموعة «المحافظين الجدد»، والذين راحوا يؤكدون أن «القيادة الأميركية للعالم هي الأجدر وهي الأصلح»، وأن هذه القيادة لديها أعظم قوة عسكرية عرفها تاريخ البشر لحد الآن، وأن لديها وضوحاً في الطرح الأخلاقي بالنسبة إلى مفاهيم الحرية السياسية وحرية التجارة العالمية، وأن القرن العشرين كان قرناً أميركياً، والقرن الحادي والعشرين سيكون أميركياً أيضاً، وأن المصالح الحيوية الأميركية هي مصالح حيوية أيضاً لرخاء العالم، ولا فرق بينهما، وأن على الأنظمة والحركات التي تعادي المصالح والقيم الأميركية أن تستعد لهزيمتها.

دخلنا القرن الحادي والعشرين وجاءت أول الأحداث التي ستغير العالم بشكل مختلف، إذ فاجأت الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر/ أيلول 2001 العالم أجمع، ووجد المحافظون الجدد أن فرصتهم الذهبية قد جاءت مع تزامن هذا الحدث بوصولهم إلى البيت الأبيض، وكانت نتيجة ذلك شن الحرب على أفغانستان والعراق وإزالة نظامي طالبان وصدّام في كابول وبغداد.

الحرب التي شنّها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن كانت «ضد الإرهاب»، ولكن الإرهاب ليس بلداً وليس جيشاً وليس هدفاً واضحاً يمكن ضربه والتخلص منه أمام عدسة الفضائيات. وعليه فقد طالت الحرب على الإرهاب، وتقلبت الظروف إلى أن وصلنا نهاية فترتي إدارة بوش الابن في 2008 بحدوث ضربة اقتصادية لا تقل خطراً عن الأحداث الإرهابية في 2001. وهكذا بدأ بوش الابن عهده بأحداث إرهابية غير متوقعة وانتهى بأزمة مالية عالمية غير متوقعة.

والآن ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، فإن الزهو الذي دفع باتجاه تبنّي سياسات في المنطقة لم يحقق نتائجه، وحركة طالبان التي انتهت من حكم أفغانستان عادت لتهدد أفغانستان، بينما نشأ في العراق تنظيم «داعش»، وهو أشد عنفاً ودمويةً وإرهاباً وتشدداً من «طالبان». ما يجري حالياً يوضح أن لكل قوة حدوداً، وأن الحل العادل في نهاية المطاف سيأتي من داخل مجتمعاتنا عندما تقبل ببعضها البعض وعندما تتفق على إدارة شئونها بصورة إنسانية تعددية تشمل الجميع.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4315 - الإثنين 30 يونيو 2014م الموافق 02 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:29 ص

      ماذا عن

      ماذا عن التدخل .....القذر في لبنان والعراق والدول العربية وسوريا ؟ سيضع التعليق الان ياترى ام ماذا سنرى

    • زائر 3 | 2:46 ص

      و ماذا عن التدخل الإيراني القذر ؟

      و ماذا عن التدخل الإيراني القذر في شؤون الدول العربية و إنشائها بمليشيات و احزاب طايفية تهدد كيان هذه البلدان ؟

    • زائر 2 | 1:39 ص

      ماهو الافضل

      دكتور الحقيقة لا احد يتقبلها! لماذا لا نتقبل الواقع؟ ما يحدث في ليبيا, سوريا, العراق, لبنان, اليمن, مصر اليس هو اكبر اثبات على ما يحدث. السؤال هو هل الأنظمة الجديدة اكثر ديمقراطية من سابقتها؟ اذا اخذنا الأمور بدون تعصب ولا طائفيه الواضح ان ما تسمى بالأنظمة الجديدة هي اكثر تعصبيه واكثر شراسه واكثر طائفيه. اذا لا نستخدم عقولنا سينتهي بنا المطاف مثلهم. الوقت يمر ولا احد سيستفيد....حتى من يصدر ثوراته فسيكتشف انه من الأفضل تطوير اقتصاد دولهم وتنمية مجتمعاتهم بدل تأزيم وتأجيج الأوضاع في دول أخرى

    • زائر 1 | 12:40 ص

      عفوا استاذى !!

      ماكنت تقصده يا استاذ ليسوا بشرا !! هؤلاء اناس نزلوا من كوكب اخر لايهمهم شى فى الوجود غير الكرسى . عفوا استاذى هؤلاء سيفهمون ما تقصده عندما ينته كل شى لديهم فقط وهنا يكون القطار قد فاتهم . فقط هنا سيفهمون شيئا مما قلته.

اقرأ ايضاً