العدد 4316 - الثلثاء 01 يوليو 2014م الموافق 03 رمضان 1435هـ

ممارسات بشعة باسم الدين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

القتل البشع باسم الله لا يختص بجماعات تتخذ من الإسلام ديناً فقط، فالعالم فيه العديد من المجموعات التي مارست أبشع الجرائم باسم الدين... وكان العالم قد شهد انتحاراً جماعياً في مطلع الألفية الحالية لجماعات مسيحية تؤمن بأن الله يريدها أن تلتحق به في اليوم الموعود، ولذا شهدت، مثلاً، قرية في أوغندا في مطلع العام 2000 قيام نحو ألف من أتباع طائفة مسيحية بسكب النار على المؤمنين بها وتم حرق أكثر من 500 شخص من الذين لم يستطيعوا الهروب من تلك الكنيسة التي أغلقت أبوابها بإحكام (ابتغاء مرضاة الله). مثل هذه الحادثة تكررت في أماكن مختلفة من العالم وراح ضحيتها مؤمنون بالله، ومن قتلهم كان يقول أيضاً إنه على اتصال بالرب أو بمريم العذراء، والتي ادعى بعضهم أنها تلتقي معهم في الأحلام وتُبلغهم بما يتوجب عليهم فعله.

مثل هذه الحركات لا تتواجد فقط في إفريقيا والشرق الأوسط، وإنما أيضاً في أميركا (مثلاً الطائفة الداوودية في واكو بتكساس)، وفي اليابان التي شهدت الهجوم بغاز كيماوي في طوكيو من قبل إحدى الجماعات المهووسة، كما كانت هناك انتحارات جماعية في سويسرا وكندا باسم المسيح... وشاهد العالم العمليات الإرهابية الانتحارية (باسم الإسلام) في أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وشاهد العالم كذلك استمرار هذه العمليات الانتحارية وازدياد وتيرتها في أعمال العنف الدموية في سورية والعراق وغيرهما من البلدان، وكل ذلك باسم الإسلام.

في كل الحالات تجد أن هناك دوافع دينية وظروف اقتصادية-اجتماعية، ويتم استخدام التحشيد العاطفي لإغلاق العقل عن التفكير، وبعد ذلك يتم تبرير أي عمل مهما كان بشعاً، باسم الدين، ومن أجل رضا الله. ومؤخراً اهتزت بريطانيا لرؤية بعض شباب المسلمين البريطانيين يتحدثون أمام الكاميرا في مكان ما في سورية أو العراق، وأنهم على استعداد للموت تحت إمرة زعيم «داعش»، وأحد المتحدثين كان من المتفوقين جداً ومن الذين حصلوا على قبول في أحسن الجامعات البريطانية، ولكنه ترك كل شيء وذهب إلى أماكن بعيدة من أجل ممارسة القتل، وربما الانتحار، من أجل الحصول على رضا الله.

إن هذا القتل الدموي شجعته وموّلته وحشدت له أطراف وقوى عديدة، وذلك من أجل تحقيق أهداف سياسية... هذا كان ما حدث في أفغانستان عندما كان الهدف إزالة الاحتلال السوفياتي، وهو ما حدث ويحدث في بلدان أخرى. ولكن هذه الظاهرة أصبحت كبيرة وقائمة بذاتها، وليست بالضرورة تخضع لإرادة من ساهم في تكوينها وغذَّاها بالمال والعتاد والرجال، وبالفكر الديني الذي يحلل جميع هذه الممارسات. غير أن البلاء يعمُّ، وهذه الممارسات الدموية أصبحت الآن تمثل خطراً محدقاً على من اعتقد أن البلاء سيصيب أناساً آخرين فقط.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4316 - الثلثاء 01 يوليو 2014م الموافق 03 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 10:47 ص

      مقال ...........

      لم يتطرق المقال الى مايفعل فيلق غذر ولا فيلق القدس الايراني في العراق

    • زائر 17 | 9:59 ص

      شكرًا للدكتور منصور على هذا المقال الرائع

      الله خلق الانسان حرا وجعله أحسن المخلوقات و أعطاه العقل ليفكر ويقرر حياته بنفسه، معظم الناس ننسى ذلك وأعطى زمام أمره لأشخاص سماهم العلماء او الكهنة او زعيم ليقرروا لهم كيف يعيشون وأصبحوا كال أغنام يتبعونهم يميناً ويسارا من دون تفكير ونسوا على ممر السنين استخدام عقلهم الذى وهبه الله لهم ليتحروا الحقيقة ويقرروا ما هو الصواب . هذه هي المشكلة

    • زائر 15 | 8:22 ص

      ويش الي خربها

      استغلال الدين شي من المشاكل الخطيرة عندما يطوع لخدمة اهداف معينة لضرب مكونات الشعب في اي بلد في العالم شوف في العراق علي سبيل المثال ربما تقولون انا ايد صدام في السابق ايام صدام حسين ماسمعنا عم ظاهرة الاسلام السياسي فكان الشعب العراقي واحد ومعظم القيادة العراقية هي فيسفاء منها المسيحي والمسلم السني والشيعي والكردي والزيدي والاشوري حتي ان 35 مطلوب للقوات الامريكية هم من الشيعة تبع صدام لكن بعد مجي هدة الحكومة انقلب الوضع واصبح الولاء للطائفة وليس الوطن وانا لما اقول هدة الحقيقة في الواقع الان

    • زائر 14 | 8:19 ص

      نكص على روحنا

      شعوب وحكومات لم تصنع الديمقراطية مضى اكثر من أربعة عشر قرنا ونحن في تخلف للوعي وإذا أردنا ندرس ونتعالج ونتعلم نذهب لبلدان ( الكفار). ان تلك الدول صنعت الديمقراطية والنظام الانتخابي وحقوق الانسان ومحاربة الفساد ومساواة المرأة بالرجل والصناعات والتقدم العلمي وفصل الدين والكنيسة عن الدولة. انظروا أنظمتنا في العراق وأفغانستان وإيران والدول العربية سرقات وقتل واعدامات وتوزيع صكوك الجنة . احزاب صدرية وداعشية وطالبان ومالكية طائفية يتقاتلون من اجل سرقة أوطانهم .

    • زائر 13 | 7:41 ص

      وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم

      اخبرت الآية الكريمة عن انقلاب الأمة وليس بعضها ولو كان المقصود انقلاب البعض لقالت الآية انقلب بعضكم ولكن الآية قالت انقلبتم وهذا للتغليب أي ان اكثركم انقلب على عقبيه مما يجعل الخطاب يحمل على كل الامة وهذا واضح في الخطاب قالت انقلبتم ولم يقل انقلب بعضكم او انقلب اناس منكم بل قالت انقلبتم
      وهذا ما حصل وما هو حاصل ان غالبية الامة الاسلامية بعيدة عن اخلاق الدين الاسلامي والدين لعق على السنتهم كما وصفهم سيد شباب اهل الجنة

    • زائر 9 | 3:57 ص

      باسم الدين

      The law of the jungle

    • زائر 7 | 3:46 ص

      النار تحرق مشعلها

      النار تحرق مشعلها

    • زائر 5 | 1:29 ص

      الزمن

      الزمن تغير واصبح الدين غريب القتل النهب الحرق ووووووووووبااسم الدين ورجال الدبن لاندري هم مع من

    • زائر 3 | 1:16 ص

      إختلط الحابل بالنابل..

      أعضاء داعش يعدمون ويصلبون أعضاء من النصرة ويكبرون..
      ثم أعضاء من النصرة يقتلون أعضاء من داعش ويهللون..

    • زائر 16 زائر 3 | 9:42 ص

      محرقي بحريني

      التطرف موجود في كل الملل والنحل وليس محكور على طائفة واحدة معينه مثل ماتفعل داعش وبناتها هناك أيضاً راينا في العراق ماذا فعل جيش المهدي وعصائب الحق وهم يسحلون القتلى بعد أعدامهم وهذا حصل بأسم الدين ونصرت المذهب حتى البوذين المعروف عنهم بالزهد والتسامح راينا مجازر المتديين منهم بحق المسلمين والامثلة كثير لامجال لحصرها

    • زائر 2 | 12:17 ص

      ...

      وما يحيق المكر السيئ إلا بأهله

    • زائر 1 | 11:12 م

      التاريخ

      التاريخ الاسلامي في الحقيقة ملطخ بالدم يكفي قتل ثلالثة من الخلفاء والإسلام السياسي بحد ذاته ليس ديمقراطيا ولم ولن يصنع الديمقراطية والدول التي تم نشر الاسلام فيها اغلبها بالسيف ولذلك ارتدت. فلنقرأ هذا التاريخ بحيادية وعلمية وبدون مجاملات. والأمثلة ساطعة والموديلات قائمة.

    • زائر 8 زائر 1 | 3:53 ص

      الاسلام دين الرحمه

      عندما تتكلم عن قتل الخلفاء وكأن الاسلام قد شرع القتل فأنت غير عالم بشريعه الاسلام .من قتل مسلم فكأنما قتل الناس جميعا .. القتل والتمثيل بجثث المسلمين حرام ومن يقبل بذلك فهو خارج عن دين محمد ص . الحروب لها اخلاق قد حث عليها الرسول وليست كما يفعل داعش الكفر

    • زائر 11 زائر 1 | 4:19 ص

      انا لله و انا اليه راجعون

      نعيش في زمن صكوك الجنه توزع على مزاج الناس و لا كان في خالق يرى و يسمع
      الله ينتقم من الظلام

اقرأ ايضاً