العدد 4317 - الأربعاء 02 يوليو 2014م الموافق 04 رمضان 1435هـ

كراهية الحياة والآخرين باسم الدين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مساء أمس، بعد الإفطار بقليل كانت إحدى الفضائيات تبث برنامجاً عن حياة «ستيف جوبز» الذي غيّر نمط حياتنا عبر منتجات مثل الآيفون والآيباد، والشخص الذي حقق ما يشبه المعجزات كان تخلى عنه والده (السوري الأصل) وتبنته عائلة متواضعة تعبت على تعليمه وأهدته للبشرية. وبينما أتابع البرنامج (وهو ليس أول برنامج أتابعه عن ستيف جوبز)، كانت تدور في خلدي أسئلة غريبة، مثل ماذا كان سيحدث لو أن والده السوري لم يتخلَّ عنه؟ فلربما قرر ستيف جوبز (حينها سيكون حاملاً لاسم عربي) العودة إلى بلاد والده، ولربما أنه سيكون أحد العاملين في الجيش أو الشرطة أو أي منصب آخر، أو لربما أنه يظهر الآن على «اليوتيوب» ليفتخر بقطع رقاب بشر آخرين وهو يصرخ «الله أكبر».

أسئلة أخرى دارت قي ذهني... ما الذي يجعل شباباً من كل مكان يبذلون الغالي والنفيس من أجل الذهاب إلى مكان آخر لقتل البشر وهم يرددون اسم الله؟ لماذا أصبح ديننا الذي تبدأ سوره في القرآن (ماعدا واحدة) بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» وكأنه دين يقدس القتل والذبح والسبي؟ كل البشرية تفتخر بأنها سارعت إلى تحرير العبيد، بينما تفتخر مجموعات تحمل اسم دين الإسلام بالسبي، بتحويل الناس من الحرية إلى العبودية.

إن كمية الحقد والكراهية المختزنة باسم الله، والتي تستخدم للفتك بالبشرية والعمران باسم الله تعتبر انتكاسة كبرى للمسلمين في عالم يرى كل شيء ويشهد على كل شيء. فبينما تفتخر الحضارات الأخرى بقدرتها على حل خلافاتها عبر الطرق السلمية، نجد أن القتل والسجن والسبي والظلم والقهر والاضطهاد هي السبل المعتمدة باسم الدين وباسم العادات والتقاليد وباسم الخصوصية.

في شهر رمضان الكريم سنسمع من يتحدث عن دين الرأفة والرحمة، ولكن هذا الحديث لا تجد له تطبيقاً عملياً، فمن يتحدث بهذه اللغة ليست لديه الشجاعة في أن يقف أمام من يحلل الكراهية والقتل والذبح. في هذا الشهر الفضيل تزدحم علينا الأحداث من كل جانب، ونجد أنها من صنع ثقافة حاقدة على الحياة وكارهة للآخرين، وهي لا تليق بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» أو برمضان الكريم.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4317 - الأربعاء 02 يوليو 2014م الموافق 04 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 8:52 م

      لماذا

      لم تسأل لماذا لانه ستجد من يقتلهم باي سبب ومن يحتل بلادهم وبالتالي لا يمكن ان تطالب المقتول بالرافهزبالقاتل

    • زائر 19 | 3:45 م

      لماذا

      لم تسأل لماذا لانه ستجد من يقتلهم باي سبب ومن يحتل بلادهم وبالتالي لا يمكن ان تطالب المقتول بالرافهزبالقاتل

    • زائر 17 | 6:06 ص

      التخلف

      كثير هم المتخلفين عقليا وتربية فمهما يتعلم في هذه الدنيا يضل كما هو ويرجع السبب الى أن هناك عقول متقفله بعدة قفول.. يختار اي قفل للفتح الا بعض القفول تكون للأسياد الذين يطغون الفكر المجتمعي للأسف فالجميع يرى انه سلمي ويرى الأخر عدو... مستحيل اي احد الأطراف ينظر للأساس فما ينظر الا لزعيمه فهو الفكر المقفول ...تحياتي

    • زائر 15 | 9:30 ص

      محد يسمع

      محد يسمع منك ليش قالوها إلي من قبل انماء نقاتلك بغضا لأبيك. كلمة تتجدد على مر الازمان

    • زائر 14 | 6:33 ص

      نسو اخلاق رسول الله

      الناس نست اخلاق الرسول و قامت تسمع كلام كل من هب و دب الرسول في ايامه كان يحترم كل الناس و خصوصا الديانات الاخرى الي في زمنه عشان يحببهم في الاسلام و الان للاسف الناس تكره الاخرين في الاسلام بسبب القتل و النهب و كله بالتكبير و التهليل و اسم الله بريء مما يفعلون

    • زائر 13 | 4:11 ص

      هذا ما ركزته بعض المذاهب

      الفكر الغريب والشاذ لدى بعض المذاهب بحيث تصبح اداة بيد السياسيين بحجة ولاية الامر وغيرها هذا ما جلبته وسوف تجلبه على الاسلام والمسلمين من ويلات . شيوخ هذه المذاهب دعاة لسفك الدماء والقتل لمجرد الاختلاف

    • زائر 12 | 4:06 ص

      اول خطوة علي الطريق الصحيح

      البارحة حضرت ندوة معهد البحرين للتنمية السياسية وأني اشكر الدكتور ياسر العلوي لاختياره الموضوع و المحاضرين وأشعر بأنها اول خطوة علي الطريق الصحيح حيث كانت موضوع الندوة " أهمية الخطابة الدينية في نشر ثقافة السلم الأهلي" اتمني ان تلو هذه الندوة بندورة عن أهمية الأعمدة في الجرائد المحلية في نشر ثقافة السلم الأهلي . كما انني اشكر الدكتور منصور الجمري لمقالاته المعتدلة و الوسطية لإلقاء الضوء علي المشاكل المتكدسه في مملكتنا والتي تحتاج من كل منا الهمة في حلها

    • زائر 11 | 3:23 ص

      نزار قباني يقول قد لبسنا قشرة الخضارة والروح جاهلية

      التكفير اصبح سلاح من لا يريد التفكير, فيختصر الطريق بوضع من يفكر في سلة الكفر

    • زائر 9 | 3:16 ص

      هؤلاء ليس لهم دين

      نعم لأن جميع الأديان السماوية تدعو للتسامح وتنبذ العنف والقتل هؤلاء مجموعة من اللابشر يأدون مهمة قذرة مقابل المال فقط والهدف منها تفكيك الإسلام والقضاء عليه من قبل جهات غير إسلامية متطرفة لعبت بعقول من يدعون الإسلام وأغرتهم بالمال حتى يقاتلوا بعضهم البعض للقضاء على الدين الإسلامي الحق

    • زائر 7 | 2:50 ص

      شكرا ابو علي

      خوش مقال ابو علي تسلم ايدك

    • زائر 6 | 2:07 ص

      المتمردة نعم

      اسلام بالكلام بس... بس داخل القلب كافرر زنديق ..صار الكل ينفر من الاسلام والمسلمين بسبب هالعقول المدكنة (باستثناء اسلام ...الاندومي)بصراحة المسلمين العرب هم اللي مفشلينا لان اكثر الجرايم والبلاوي تجي من تحت راسهم

    • زائر 5 | 1:16 ص

      يا دكتور

      أقول أنا الي أشوفه عندنا المسلمين كثير منا متشددين كل من اعتقد انه ناضج وله أنصار أرادا له السلطة او له كلمة ، مشكلتنا مشكلة ولا راح تخلص

    • زائر 4 | 1:16 ص

      اتغربلنا بحثالة البشر للاسف

      أمة مريضة مرض عضال همها القتل والتحريض والنحر والتخريب ...الخ ويصرحون ليل النهار السنة مظلومين . اي بشر هؤلاء!!!!!؟

    • زائر 3 | 12:38 ص

      الغلو

      تقبل الله صيامكم.. أعتقد بأن " الغلو " ومن وراءه السياسة التي زادته فوق خباله خبال !
      من سمات الغلو أن يتحول الدين الى شكليات لا يمارسها من يدعيها بصدق ذاتي بل من أجل المزايدة على الآخرين .
      وتجد فسادا في أغلب ممن يتسمون ب " الدعاة " لا تغطيه الافكار العظمى التي يدعون حملها فانطبق عليهم قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ) .
      هؤلاء دورهم تأجيج " الفروع " على " الأصول " بين الطوائف ، بل حتى داخل الطائفة الواحدة لاغراق المجتمعات بالتناحر .

    • زائر 2 | 12:09 ص

      !!!

      كلام من ذهب .. شكراً أبا علي .. ومبروك عليك الشهر

    • زائر 1 | 10:26 م

      يادكتور هذا مقال لم يدع جرح الا وفتحه في جسد هذه الامة ، احسنت

      انه لمن المؤسف جدا ان اقول ومن على منبرك الكريم هذا يادكتور انه وعلى مدى التاريخ المعاصر والغير معاصر لم يتم العبث بامة كما تم العبث بامتنا العربية والاسلامية. والسبب وبكل حرقة اولا هو الخيانة والتامر على هذه الامة من الداخل عبرتفتيح ابوبها للعدو كي يتغلغل فيها.ثانياً لجاجة العدو وغبثه الشديد.ثالثا:الجهل ، نعم جهل الناس بعدوهم وهو بين ظهرانيهم يعبث بهم يوقودهم للاقتتال، الكثير قد نسى ان امة محمد كانت هي السيد الاول في هذا العالم والان هي محاصرةكي لاتقوم لها قائمة من جديد.استيقضوا

اقرأ ايضاً