امتزج وداع منتخب الجزائر من مونديال كأس العالم بشعور مزدوج من الفرحة والحزن، فالفرحة تعود للمستوى الكبير الذي ظهر عليه محاربو الصحراء طوال المباريات الأربع التي خاضها، والحزن لفقدان ممثل العرب في المونديال وخروجه من دور الستة عشر.

الجزائر ضرب أروع الأمثلة بالروح القتالية التي تمتع بها اللاعبون، وكان نداً قوياً في المباريات وقدم مستوى كبيرا للغاية وخصوصاً أمام منتخب ألمانيا وكان قريبا من الخروج بانتصار لولا «الحظ» الذي لازم الفريق طوال المباراة، إذ أضاع الكثير من الفرص السانحة للتسجيل كانت كفيلة بمواصلة مشواره التاريخي والوصول لأبعد مما وصل إليه.

فوارق شاسعة بين الكرة الألمانية والجزائرية، إلا أن لقاء المنتخبين أثبت عدم اعتراف الكرة بأفضلية البلد أو أسماء اللاعبين، فلو نظرنا لأسماء لاعبي ألمانيا سنرى بأنهم يلعبون في أقوى الدوريات الأوروبية مثل إسبانيا وانجلترا وألمانيا وغيرها، لكن ذلك لم يكن كافياً بأن ينتصروا بسهولة على الجزائر وكانوا قريبين من وداع المونديال على يد ممثل الكرة العربية.

على المستوى الآسيوي، لم تقدم منتخبات آسيا المستوى المطلوب وخرجت جميعها من الدور الأول بعد مشاركة منتخبات: استراليا، اليابان، إيران وكوريا الجنوبية، إذ ودعم جميعها الدور الأول بمستوى «متدن» للغاية أفقدت بريق الكرة الآسيوية التي قدمت مستويات أفضل بكثير في المونديال السابق.

الكرة العربية بحاجة للكثير لتحقيق ما حققه الجزائر على رغم خروجه، كون المنتخبات العربية تتأهل للمونديال وتشارك من أجل المشاركة فقط وتكون بعيدة كل البعد عن طموح التأهل وتفكر بانتصار واحد فقط يكون أشبه بـ «الشرفي»، وأصبحنا اليوم بحاجة لمنتخبات عربية مشابهة للجزائر التي ضربت مثالا بتشريف الكرة العربية في أكبر المحافل العالمية.

أخيراً... لم يتبق على المونديال سوى بضعة أيام، وأثبت المونديال الحالي أن البقاء للأفضل، وأتوقع أن تستمر المفاجآت في الدور ربع نهائي الذي سينطلق غداً، وأصبحنا على موعد جديد مع كرة عالمية مميزة سيكون عنوانها الدور ربع نهائي.