العدد 4329 - الإثنين 14 يوليو 2014م الموافق 16 رمضان 1435هـ

الخيبة الثالثة في الشرق الأوسط

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الوضع في العراق قبل مئة عام كان قد ساهم بصورة حاسمة في تشكيل منطقة «الشرق الأوسط»، والعراق حالياً يعيد تشكيل السياسة في هذه المنطقة، وذلك بسبب الخلاف السياسي بين النخب التي تسلمت الحكم في السنوات الأخيرة. فالبرلمان العراقي يواجه طريقاً مسدوداً مرة أخرى ولا يبدو أنه قادر على التوصل إلى اتفاق لتسمية الرؤساء الثلاثة (رئيس سني للبرلمان ورئيس كردي للجمهورية ورئيس وزراء شيعي)، هذا في الوقت الذي يستفيد المسلحون الذين يسيطرون على ثاني مدينة عراقية ويهددون محيط العاصمة بعمليات دموية مستمرة.

ما يدور في العراق سيحدد مسار السياسة في الشرق الأوسط، هذه المنطقة التي تشمل الهلال الخصيب (العراق والشام)، وشمال إفريقيا ومنطقة غرب آسيا (بما في ذلك دول الخليج العربي). هذه المنطقة ربما هي الوحيدة التي تحمل اسماً لم يطلقه عليها أهلها، فهي في الشرق وهي في منطقة وسطى، كانت تعتبر منطقة عازلة بين الدول الأوروبية والهند، ولأن بريطانيا كانت تود منع الدول الأوروبية من الوصول إلى الهند فكان لزاماً أن تسيطر عليها. ثم بعد ذلك أصبحت المنطقة مهمة بسبب اكتشاف النفط، وقيل إن أول مرة استُخدم فيها مسمى «الشرق الأوسط كان في العام 1901 أو 1902، ومن ثم تحوّل إلى مسمى مهم بعد أن شكلت بريطانيا دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية رأسها ونستون تشرشل بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد ذلك في الثلاثينات من القرن العشرين أسست بريطانيا «القيادة العسكرية للشرق الأوسط».

الشرق الأوسط بشكله الحالي صمم من أجل خدمة الهيمنة الاستعمارية بعد الحرب العالمية الأولى، ومن ثم استولت النخب العسكرية على الحكم في عدد من الدول العربية الرئيسية، والتي جاءت تحت عناوين الوحدة ولكنها أصبحت أكثر تفريقاً وأكثر استبداداً من النظم التقليدية، وتحوّل اليأس لدى ملايين البشر إلى حركات فكرية تكفر بالعصر الحديث وتسعى إلى العودة إلى الماضي الأبعد حتى لو كان ذلك بالبشاعة التي نشهدها حالياً في عدد من المناطق التي يسيطر عليها المسلحون الدمويون الذين يقتلون ويهلكون الحرث والنسل باسم الدين.

كان كثير من العرب قد صدّقوا وعد بريطانيا قبل مئة عام بأنها ستمنحهم حكماً مستقلاً عن الأتراك، ولكنهم اكتشفوا لاحقاً أن بريطانيا وعدت الفرنسيين في 1916 باقتسام غنائم الدولة العثمانية، كما وعدت اليهود في 1917 بتسليمهم فلسطين. كانت تلك الخيبة الأولى لحلم تكوين الدولة العربية برعاية بريطانية وذلك عند تأسيس ما يسمى بالشرق الأوسط. بعدها جاءت الخيبة الثانية عبر هزيمة منكرة للعرب أمام إسرائيل في 1967 واكتشف العرب عدم قدرتهم على تحقيق شعاراتهم الجميلة. والآن نحن نعيش الخيبة الثالثة عندما نهضت قوى باسم الدين لتوحيد المناطق عبر تخريب العمران وقتل الإنسان.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4329 - الإثنين 14 يوليو 2014م الموافق 16 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 8:43 ص

      الفكر التكفيري الفاسد

      الفكر التكفيري الفاسد سوف يتغلغل في البلدان التي انشأته

    • زائر 12 | 5:50 ص

      تحرق المنطقة كلها ولا تعطى فرصة للشيعة ان يحكموا وان كانوا اكثرية

      سياسات دول نفطية منذ ان وعينا الى هذه الدنيا وهذه ممارساتهم مئات المليارات انفقت لجلب الدمار والخراب في حروب بين العرب والمسلمين والهم الاكبر ان لا يحصل الشيعة على بعض حقوقهم في حكم ديارهم

    • زائر 11 | 5:37 ص

      دول تصبّ مليارات لتمزيق العراق والحجة تافهة

      هناك دول سخّرت مليارات البترول لتمزيق العراق والحجة بأن لا يحكمه الشيعة ورغم كل الكتل تشارك في الحكم وبالنسب التي تستحقها وفق عدد السكان ولكن هناك دول تتربص بالطائفة الشيعية في كل مكان لها اكثرية يجب ان لا تحصل هذه الاكثرية على حكم في أي مكان

    • زائر 15 زائر 11 | 2:20 م

      الي زئر 11

      وش تقصد من كلامك لاتفكر ان الشيعه في العراق هم الاكثريه انا لا اتحدث يالطائفيه بعض شيعه العراق مظلومين والسبب هم اذناب ايران الصفويه قبل الاحتلال الامريكي الي ريعك في كل مكان يتحامون فيهم باسم حقوق الانسان .كانت العراق كاسره خشم الصفويين .................الفرس والان عندما سلمت امريكا العراق الي ...............قتلت شعب العراق سنه وشيعه واكراد وايران هي من صنعت داعش وهي من مولت القاعده اذا كنت لاتعرف اي شيئ بالسياسه اكرمنا بسكوتك

    • زائر 10 | 3:28 ص

      نعيد ونكرر

      سياسة امريكا وبريطانيا واسرائيل وأذنابهم تريد اضعاف العراق بأي وسيلة وهذه الحرب ضد العراق هي الورقة الاخيرة لديهم...أما الاكراد صارت لعبة بيد امريكا ورئيسها عميل اسرائيلي بحت.. أما شيعة العراق هم عرب لا يرضون بالتقسيم فقط من هم يكفرون الشيعة... فالتحيا العراق موحدة متحابه نستطيع أن نسند عليها نحن الشعوب ونعتمد عليها فهي لا تعرف النفاق مثل بعض الدول العربية الكبرى وقوفهم معانا بالفلوس أما العراق فوقفهم مع الدول نابع من دينهم وحضارتهم العريقة...

    • زائر 9 | 3:16 ص

      الخيبه الثالثه

      الخيبه الثالثه ليس هي ظهور الدواعش، بل هي الربيع العربي الذي اتى ليحرر المواطن العربي من جميع اشكال الاستعمار فتكالبوا عليه من كل حدب و صوب ليقولوا له ابقى مكانك و اقبل بالدكتاتوريه و الظلم لان البديل هو داعش

    • زائر 8 | 3:05 ص

      الشرق الأوسط تسمية استعمارية...

      والتسمية الصحيحة هي غرب آسيا، ولكننا لا نقرأ التاريخ ولا نفهم كيف يخطط للسيطرة علينا واستعبادنا

    • زائر 7 | 11:33 م

      العراق الجديد

      هناك من يسعي الي تقسيم العراق طائفيآ لأضعافه وليس من مصلحتهم أمنه وأستقراره الحقد ومايسوى

    • زائر 6 | 11:13 م

      الخيبة الثالثة هي عندما ظهر ما يسمى الربيع العربي الذي سرعان ما تحوّل إلى خريف بل أسوأ...

      والآن نحن نعيش الخيبة الثالثة عندما نهضت قوى باسم الدين لتوحيد المناطق عبر تخريب العمران وقتل الإنسان.

    • زائر 5 | 10:51 م

      عبد علي البصري

      عجبت من تفرقكم عن حقكم وإجتماع هؤلاء القوم على باطلهم!!!! القوم ابناء القوم , ؟؟ فلا تعجب .

    • زائر 4 | 10:44 م

      كل يوم تريد بعلا

      يقول معاوي لابنه يزيد يا بني اذا طلب منك اهل العراق ان تنصب لهم حاكما كل يوم ففعل ؟؟؟ هههههه . كل يوم تريد بعلا . القوم ابناء القوم .

    • زائر 3 | 9:53 م

      الحذر

      ان دور دول الغرب في تمزيق المنطقة معلوم ولكن بريطانيا كانت ولازالت هي أس البلاء في هذه المنطقة فهي أخبثهم جميعاً. حمى الله شعوب المنطقة مما يراد لها من حروب وفتن وخصوصاً الشعب العراقي الحبيب.

    • زائر 2 | 9:45 م

      نبغي عن البحرين

      يا دكتور نبغي مواضيع عن البحرين
      ناس منعمة وناس مطحونة
      الله على الظالم

    • زائر 1 | 9:39 م

      ماذا انتم فاعلون

      المذكور في المقال وقائع تاريخية معروفة. السؤال ماذا فعل العرب؟ ماذا انتم فاعلون؟

اقرأ ايضاً