العدد 4333 - الجمعة 18 يوليو 2014م الموافق 20 رمضان 1435هـ

الاضطهاد الداعشي لا يختلف جوهريّاً عن غيره

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تنظيم «داعش» وزّع بياناً في مدينة الموصل العراقية موجَّهاً إلى المسيحيين أمرَهم بتحديد أحد الخيارات لهم مع هذا اليوم (السبت 19 يوليو/ تموز 2014)، وهي: أما اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية، أو السيف.

قد يبدو هذا الإعلان مرعباً ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ولاسيما أن المسيحيين عاشوا على أرض العراق منذ ألفي سنة، وجاء الإسلام قبل 1400 سنة ولم يعامَلوا بهذه الطريقة، ولكنهم الآن عليهم الاختيار بين ترك دينهم، أو دفع الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، أو قطع رقابهم بالسيف. ولربما أن المسيحيين أكثر حظاً من غيرهم، إذ إن المسلمين الشيعة، مثلاً، ليس لهم إلا خيار واحد فقط، وهو القتل.

تنظيم «داعش» لم يأتِ بشيء غريب على ثقافة التمييز المعمول بها في معظم بلدان المنطقة، سوى أن الآخرين يستخدمون الأساليب الصامتة ويفعِّلونها على الأرض بصورة مؤسسية ومنهجية للتمييز بين الناس واضطهادهم من دون الحاجة إلى التشهير بأنفسهم على الطريقة الداعشية.

الحركات المتطرفة تنفع في شيء واحد، وهي أنها توضّح الأمور على حقيقتها من دون لفّ أو دوران. ففي أوروبا عندما انتشرت الحركات القومية المتطرفة فإنها وصلت في نهايتها إلى الحزب النازي الذي كان يضطهد من يختلفون معه، وكان يضعهم في أحياء سكنية مغلقة، أو يسجنهم جماعياً في معسكرات اعتقال محاطة بأسوار وعسكر من كل جانب، أو يحرقهم في الأفران الغازيّة على دفعات. كانت هذه الأساليب المتوحشة هي التي أوضحت خطورة تلك الحركات القومية المتطرفة.

والحال كذلك في بلداننا، إذ تسيطر الجماعات المتطرفة التي تلبس لباس الدين على كثير من مناطق النفوذ في كثير من بلدان المنطقة، ويتم اضطهاد الفئات المجتمعية على أساس انتمائهم المذهبي أو العرقي أو القبلي أو المناطقي، ولكن القبح الشديد لهذه الاتجاهات لا يبدو واضحاً كما هو الحال مع تنظيم «داعش»؛ وذلك لأن الاضطهاد المؤسسي لا يُنفَّذ على الطريقة الداعشية المعلنة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4333 - الجمعة 18 يوليو 2014م الموافق 20 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 7:15 ص

      تسلم دكتور

      هذه فكرتي طرحتها قبل خمسة عشرة يوما مع الأخوة وهي أننا في البحرين نواجه داعش ولكن بأسلوب آخر فمن يحرمك من حقك هو يريد قتلك ولكم يقتلك بطرق ملتوية لا تكشف سوأته أمام الآخرين.

    • زائر 18 | 6:51 ص

      داعش

      تاريخ العرب كلة داعشي ولوان الاساليب مختلفة

    • زائر 17 | 6:20 ص

      من كتاب السفياني حتم مر للسيد ج الموسوي ... ام محمود

      فرضية الرمزية في السفياني تعني بالضرورة أنه عبارة عن تيار فكري يتميّز بمنهج فكريّ عقائديّ منحرف وسياسي لئيم مذبذب وسلوكٍ شاذ لم يعرف له التاريخ الإسلامي مثيلا يتبنّاه ويمثّله مجموعة كبيرة تنطبق عليهم كل المواصفات الواردة في شأن السفياني وأنه لا يوجد شخص معين من آل أبي سفيان وإنما هو فكر مماثل لفكر السفيانيين في زمن النبي ص أو زمن أمير المؤمنين ع أو بعد ذلك كالدولة الأموية فيكون السفياني كالدجّال الذي قيل في حقه أنه يمثل المدنية الظالمة في آخر الزمان والتي تنظر للعالم بعين واحدة وهي عين المادية

    • زائر 16 | 5:57 ص

      اصبت يا كتور ولكن

      يعرفون انفسهم ويعلمون علم اليقين انهم خارجين عن المحرّمات الدينية والقوانين الوضعية ولكنهم يصرون على ذلك نكاية بمن يطالب بحقوقه ولنا عبرة في بينوشيه رئيس شيلي السابق اذا لاحقته التهم الى آخر حياته وهو في حالة يرثى لها ولكن العدالة يجب ان تقتص منه ومن امثاله وما ذلك اليوم ببعيد فالزمن في تحوّل وتبدّل وما يعتقد البعض انه صعب الحصول حين تنقلب المقاييس يصبح من اهم الامور.
      يوقف ضابط داعشي متقاعد ويكفّر شعب البحرين ويهددهم بالقتل

    • زائر 14 | 5:03 ص

      كل العرب هكذا

      لانهم امة إرهاب لا تعرف للإنسانية أي معنى , وقد وصفهم ابن خلدون بالهمج الرعاع يدمرون البلدان ............ الخ . ان دينهم الاموي يامرهم بمثل هذا ولهم في تاريخهم اسوة سيئة فهم لم ياتوا بجديد من عندهم .انهم امة معاوية والخصي ابن تيمية الحراني الى اخر مشايخهم الحاليين .
      علي جاسب . البصرة

    • زائر 20 زائر 14 | 7:16 ص

      كل العرب

      صدقت نحن نعبد الله ولا نشرك به نتبع محمد بن عبدلله ولا نتبع اثني عشر امام ولا تنسي كيف تم إجبار المسلمين في ايران علي اعتناق الدين الاثني عشري والمجازر وقتل اكثر من مليون مسلم
      نحن العرب خير امه اخرجت للناس ومحمد منا يا ابن من تدعي انك من البصره
      رحمه الله عليك يا بو عدي

    • زائر 22 زائر 14 | 10:16 ص

      الي زائر رقم 20

      تعليقك ينم عن جهل يا هذا، افتح الكتب و أقرأ بماذا أوصى الرسول الامجد الطاهر من بعده اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما (لن تضلوا بعدي ابدا) و الاثنا عشر هم هؤلاء العترة في حديث آخر لكن ما عساي أن أقول هم كالانعام بل أضل

    • زائر 13 | 4:43 ص

      الدواعش ماركة مسجلة

      اختلف معاك دكتور توجد فروق اخري دكتور بين الدواعش وغيرهم الذين يستخدمون اساليب اخري، الاخربن يضحكون في وجهك بس تعرفون الباقي، يعني عيش مشترك بس تعرفون ...صح

    • زائر 12 | 4:25 ص

      نعم هو كذلك

      اصبت يا دكتور، فما هو موجود هو داعش بمكياج. اما الافعال والنتائج فهي هي هي "سيم سيم".

    • زائر 11 | 3:19 ص

      وزيرة عربية تقول انها ثورة

      تقول انها ثورة على الظلم والتمييز وهل طرد الأبرياء من ارضهم وتهجيرهم ثورة يا وزيره اتقوا الله

    • زائر 10 | 3:14 ص

      الموت وأحد

      داعش تقتل بسرعة و هؤلاء يقتلون ببطء

    • زائر 9 | 3:01 ص

      هيثم ابو عبد الله

      باختصار ... الحرب الطائفيه بدأت .. والعلمانيه هي الحل ... 1400 سنه من حكم الإسلامين ليس بها غير سفك الدماء والدماء والجهل !! العلمانيه هي الحل وهي الطريفه الوحيده التي تحقق ماعجز المسلمين عن تحقيقه طيله 14 قرن إلا وهو لا إكراه في الدين ... العلمانيه وحدها هي التي ستحفظ حق الشيعي والسني واليهودي والسيحي و و الخ

    • زائر 8 | 2:46 ص

      مجرد للتذكير

      في الثمانينات مجرد وضع لحيه بسيطه او عدم لبس الكرقات او التكلم عن الدبن بتهمونك بالتطرف وانك على نهج المارقين وانظر بنفسك اتان اللحى والتطرف الحقيقي

    • زائر 7 | 2:37 ص

      الخوارج

      صباح الخير .. قال " ابن خلدون " في مقدمته ( ان الاعراب هم أسرع الناس للخراب وانهم يحتاجون الى دعوة دينية يستطيعون من خلالها استحلال الدماء و الاموال والاعراض واسباغ الشرعية على ثوراتهم وادعاءاتهم ) .
      هذه المدرسة تناسبت في تاريخنا مع فكر " البدو " ومنذ الفتنة الكبرى ومقتل أمير المؤمنين ومن نفس المنطقة والى يومنا هذا لا نها تعطي فرصة استمرار حياة السلب والنهب والقتل وقطع الطريق ولكن باسم " الاسلام " .
      للدكتور أحمد صبحي منصور بحث كامل للموضوع . وشكرا

    • زائر 6 | 1:13 ص

      تاريخنا كله داعشي

      ان اختلف الزمان والمكان فتاريخ المسلمين مع انفسهم كان داعشيا القتل السبي قطع الروءس نبش القبور التعذيب الاغتصاب هذه امه تسعى الى الحضيض

    • زائر 3 | 11:58 م

      مفوه

      لا فظ فوك يا ابن أمي و أبي مفوها مذ كنت طفلا

    • زائر 2 | 11:14 م

      التطهير الطائفي

      صدقت يا دكتور فالتطهير الطائفي تمارسه داعش بالقتل يمارسه آخرون في بلدنا بالتمييز في البعثات والتوظيف والترقيات والتعيينات والتجنيس والمحاكمات والاضطهاد الديني وغير ذلك الكثير

    • زائر 21 زائر 2 | 8:39 ص

      صدقت

      صدقت فكل يميز طائفيا بطريقته الخاصة، وبذلك نبتعد شيئا فشيئا عن جوهر الاسلام

    • زائر 1 | 10:52 م

      يشبهون كفار قريش في أشكالهم

      لا زلنا نتذكر االأفلام العربية القديمة مثل ظهور الإسلام ونتذكر اشكال كفار قريش وهم يتآمرون على قتل المسلمين وهم لا يختلفون عن الدواعش في أشكالهم القبيحة بل وأفعالهم الأكثر قبحا ً إذن التاريخ يعيد نفسه وكفار قريش القتلة الإرهابيين عادوا من جديد ويدعون أنهم مسلمين بل خسأوا فالدين منهم براء هم قتلة مجرمين وإرهابيون ومصيرهم مزبلة التاريخ

اقرأ ايضاً