العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ

ثورة صناعية جديدة (2 - 3)

لن تشهد السوق عموماً تحركات كبرى على المدى المتوسط، لكن المبتكرين سيحققون نجاحاً جيداً، مع طفرات متفرقة في بعض القطاعات. ويشعر الجميع بالقلق من زيادة أسعار الفائدة، لكنني لا أعتقد أن ذلك سيحدث. ربما ترتفع أسعار الفائدة قليلاً في الدول المتقدمة من مستوياتها المنخفضة حالياً، لكن توجد الكثير من الأموال التي تبحث عن مكان آمن تنتظر فيه ريثما يصبح المنظور المستقبلي أكثر وضوحاً، ولذلك لا أتوقع تغييرات كبيرة في العائد على السندات السيادية عالية الجودة أو سندات الشركات فوق المستويات الحالية.

قد تكون ألمانيا شؤماً على أوروبا التي تحتاج المزيد من الأموال لتحفيز النمو. وقد خرجت أوروبا من الركود الانكماشي الذي ساهمت في حدوثه برامج التقشف المدعومة من ألمانيا، لكنها تنمو الآن بمعدل 1 في المئة فقط. وربما تحتاج القارة إلى جرعة من التيسير الكمي لتسريع النمو، لكنّ ماريو دراغي، رئيس البنك المركزي الأوروبي (ECB)، يرفض تقديمها. ونجد مستشاريه الألمان يحضّونه على الحذر من التضخم، مع أن الغالبية في أوروبا قلقة من الانكماش وليس من التضخم. ولايزال معدل التضخم في أوروبا أقل من 2 في المئة. لذلك أعتقد أن السياسات النقدية التيسيرية ستكون أمراً طيباً للاقتصادات في جميع أنحاء القارة. وقبل أسابيع قليلة، أعلن البنك المركزي الأوروبي عن بعض الخطوات التيسيرية الصغيرة، لكنها لم تكن كافية لإحداث أي تغيير عميق. هناك ظرف واحد يمكن أن يدفع البنك المركزي الأوروبي لتيسير السياسة النقدية بشكل كبير وهو حدوث تباطؤ في الاقتصاد الألماني. وأعتقد أن ذلك سيحدث على الأرجح في العام المقبل، لكنني لن أفاجأ لو رأيت أنجيلا ميركل عندها تقنع ماريو دراغي بتحرير السياسة النقدية.

أمّا بالنسبة للدول الأخرى في أوروبا، فأنا أرى الأمل يتجدد بشأن إيطاليا وإسبانيا واليونان والبرتغال، أمّا فرنسا فلا يمكن التنبؤ بها. وتواصل بريطانيا مفاجأتنا بأدائها الجيد، لكن ذلك يرجع أساساً للطفرة في قطاع الإسكان هناك، والتي ساهم فيها بشكل رئيسي مشترون من روسيا والشرق الأوسط.

بالنسبة لإيران، فأنا متفائل بالتوصل إلى اتفاق يسمح لذلك البلد بالانسحاب من برنامج تطوير الأسلحة النووية. الكثير من الشباب في إيران يدركون ما يحدث في أماكن أخرى من العالم ويريدون المشاركة فيه. ولن يتمكن رجال الدين من كبحهم إلى ما لا نهاية. فالعقوبات الدولية تلقي بثقلها على البلاد، ويأمل الجميع برفعها، ما خلا القيادة العليا. والقصة الحقيقية في إيران وسائر العالم العربي هي أنّ 70 في المئة من السكان هم تحت سن الثلاثين، ويرغب هؤلاء الشباب في التغيير ويتطلعون لحياة أفضل. وإذا تم رفع العقوبات، ستتدفق الكثير من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى إيران وتُحدث طفرة هائلة. أمّا بالنسبة لسورية، فلا أرى أملاً كبيراً لهذا البلد. إذ يبدو أن الأسد ونظامه القمعي باقون إلى أمدٍ غير منظور، وقد ينفصل الشمال الشرقي من سورية ليصبح جزءاً من العراق.

بايرون وين

«بلاك ستون»

العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً