العدد 4339 - الخميس 24 يوليو 2014م الموافق 26 رمضان 1435هـ

كيف تحافظ على طعامك بعد فرض صيامك؟

فيصل عبداللطيف الناصر

رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع في جامعة الخليج العربي

رمضان شهر الخير والإيمان، وهو كذلك شهر الاعتناء بالصحة سواء كانت الروحية أو الجسدية أو المعنوية؛ لذا فإنه من الضروري خلال هذا الشهر المحافظة على صحتنا والاهتمام بغذائنا.

إن العناية بالغذاء لا تعني أبداً الاهتمام بكمية الطعام وزيادة حجم الموائد الرمضانية فقط بل هو يتعدى ذلك ويشمل الاهتمام بالنوعية والاستخدام الأمثل.

قد يتبع البعض عادات غذائية غير سليمة خلال هذا الشهر والتي تؤثر تأثيراً مباشراً على صحة وسلامة الجسم. لذلك أحببنا توضيح بعض الأمور الغذائية السليمة التي لو اتبعت ونفذت لكان لها الإفادة المثلى للصائم في هذا الشهر الفضيل، وسنتطرق إلى أساسيات مهمة مرتبطة بالغذاء.

أنواع الغذاء واحتياج الإنسان

يحتاج الإنسان إلى غذاء لنموه وللمحافظة على حيوية خلايا جسمه وللطاقة اللازمة سواء للأعمال اليومية أو وظائف الاحتراق الداخلي وهذا الغذاء يشمل البروتينيات والنشويات والدهون والخضراوات والفواكه والسوائل.

وتعتمد كمية الغذاء المطلوبة يومياً على عوامل كثيرة الرئيسي منها عمر الإنسان وطوله ووزنه وجنسه. وأهم من ذلك كله نوعية النشاط الممارس يومياً.

إن الهدف الرئيسي من التغذية السليمة هو الحصول على الطاقة اللازمة للقيام بالأعمال اليومية والمحافظة على حيوية الخلايا وضمان بقاء عناصر الجسم الغذائية. ويقدر كمية الغذاء الذي يحتاجه الإنسان بكمية السعرات الحرارية التي يستهلكها يومياً، فكمية السعرات الحرارية التي يحتاجها الإنسان يومياً تختلف من شخص إلى آخر، وبالتالي نجد أن الإنسان الدائم الحركة والذي يمارس مجهود عضلي يحتاج إلى 3000 سعرة حرارية في اليوم (2500 سعرة حرارية بالنسبة للمرأة). بينما لا يحتاج الشخص الذي لا يمارس أي نوع من أنواع الرياضة، والذي لا يتطلب عمله القيام بمجهود عضلي أكثر من 2500 سعرة حرارية في اليوم (2200 بالنسبة للمرأة).

نسبة السعرات الحرارية في الأغذية

توفر جميع أنواع الأغذية سعرات حرارية تساعد الإنسان على القيام بالنشاطات المختلفة يومياً، ولكن مقدار تلك السعرات تختلف من غذاء إلى آخر، فالأغذية الرئيسية التالية تبين كمية السعرات الحرارية التي توفرها:

البروتينات توفر نحو 4 سعرات حرارية لكل جرام

النشويات توفر نحو 4 سعرات حرارية لكل جرام

الدهون توفر نحو 9 سعرات حرارية لكل جرام

وكما أن على الإنسان أخذ احتياجاته من الغذاء بصورة متوازية، فإن أي اضطراب في توازن كمية ونوعية الغذاء قد يؤدي إلى أمراض مختلفة، فنقص الغذاء يؤدي إلى نقص حيوية الجسم وفقر الدم وزيادة الغذاء، وعدم الاتزان قد يؤدي إلى مجموعة أمراض يطلق عليها بأمراض العصر (مثل داء السكري وضغط الدم وتصلب الشرايين، والذي يتسبب بأمراض القلب).

فوائد الصيام

إن شهر رمضان المبارك لهو شهر الخير والبركة، ولو لم تكن هناك فوائد جسمية وروحية للصيام لما فرض الله سبحانه وتعالى صيامه.

لقد اكتشف الطب حديثاً ما كان معروفاً لدى المسلمين قديماً من أن المعدة هي بيت الداء. كما وجد أن الصيام يفيد في تجنب مضاعفات أمراض عديدة وخصوصاً أمراض العصر الآنفة الذكر. ولقد برهنت دراسات علمية عديدة منها ما أجري في البحرين، بأن الصيام المعتدل والمنظم يساعد على خفض نسبة السكر في مرضى داء السكري، كما يؤدي إلى تقليل نسبة ضغط الدم المرتفع.

وتتاح في هذا الشهر الفضيل فرصة فريدة للذين يرغبون في تغيير عادات وممارسات غير صحية قد اعتادوا عليها كالتدخين والإفراط في الأكل، وبالتالي يتمكن الشخص من الابتعاد عن هذه العادات الضارة والمتسببة في أمراض غير حميدة. كما أن به فرصة لمحاربة السمنة وتخفيض الوزن.

إن الصيام خلال هذا الشهر والالتزام بالغذاء الجيد يؤدي إلى خفض نسبة الإصابة باضطراب وآلام الجهاز الهضمي الذي عادة ما ينتج عن مشاكل في الهضم، وكذلك فهو يساعد على التقليل من الإصابة بأمراض قرحات المعدة والإثنى عشر، والتي من المعروف علمياً بأن أحد المسببات الرئيسية لتلك القرح هو الاضطراب الذهني. ففي رمضان يجني الصائم الصفاء الذهني والاطمئنان النفسي خلال هذا الشهر الذي يساعد على خفض نسبة الإصابة بهذه الأمراض.

الغذاء المناسب في رمضان

لقد كان الرسول (ص) يبدأ إفطاره بالتمر (ثلاث تمرات) أو شيء لم يصبه النار، فإن لم يجد فماء.

عن سلمان بن عامر عن النبي (ص): «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فماء فإنه طهور».

إن لنا في قول رسول الله أسوة حسنة نقتدي بأفعاله وأقواله في جميع أعمالنا اليومية. فلقد كان في هذا الشهر المبارك يبكر في الإفطار (أي كسر الصيام بشيء من التمر) ويؤخر في السحور، بينما كان يعمد إلى تأخير وجبة الإفطار الرئيسية إلى ما بعد أداء الصلاة.

ولو نظرنا إلى هذه العادة من منظار صحي نجد أنها ذات فائدة عظيمة لجسم الصائم. فالتمور إضافة إلى أنها بركة، فهي سريعة الهضم، لا ترهق المعدة وبها نسبة عالية من السكريات والعناصر الأخرى التي يحتاجها الجسم فالسكريات الموجودة بالتمر لها خاصية مهمة، فهي سريعة الامتصاص، وبالتالي تعطي جسم الصائم الطاقة اللازمة في أسرع وقت ممكن (خلال دقيقتين ونصف).

كما أن بدء الإفطار بالتمر يساعد على زيادة إفرازات الأنزيمات الهاضمة للطعام للاستعداد للوجبة الرئيسية، وبالتالي تهيئة المعدة وإعدادها لتقبل وجبة الطعام وعدم إجهادها بكميات كبيرة من الطعام في فترة وجيزة.

ومن المهم الإشارة هنا بأنه مهما عمل الإنسان فلن يستطيع الامتناع كلياً عن الطعام ومن يدّعي عكس ذلك فهو خاطئ. فكم من شخص حاول حرمان نفسه من الطعام لفترة معينة، وذلك باتباع حمية غذائية صارمة تهدف إلى الفقدان السريع لوزن الجسم نجد بأنه يفشل في البقاء لفترة طويلة على هذا المنط غير الصحي، وسرعان ما يعاود إلى تناول الغذاء بكمية أكبر وبشراهة. لذلك فنحن لن نستطيع الامتناع عن الطعام ولكننا بإمكاننا تقنين تغذيتنا والتعود على نمط غذائي صحي معين.

إقرأ أيضا لـ "فيصل عبداللطيف الناصر"

العدد 4339 - الخميس 24 يوليو 2014م الموافق 26 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 2:50 ص

      الصحة المستدامة

      مشكور دكتورنا الغالي على هالنصايح المفيدة قبل رمضان وبعد رمضا واثناء رمضان يحتاج الانسان للذكرى دائما لانه كثير الغفلة الله يعطيكم الصحة والعافيه زكل عام وامتنا وشعبنا بخير

    • زائر 3 | 2:49 ص

      بارك الله فيك

      كلام مفيد جدا . شكرا على هذه المعلومات القيمة

    • زائر 2 | 11:49 م

      من يراهنني؟

      الذين يعنيهم المقال و هن ربات البيوت لا يقرأن هذا المقال و لا بردن التعلم و لا يصل فكرهن للانشغال بأمر حفظ بقايا الطعام. الأسهل رميه و الدليل الإحصائيات التي نشرت قبل يومين. من يراهن حول صحة تعليقي او عدمه؟؟؟

    • زائر 1 | 11:14 م

      شكرًا

      شكرًا جزيلا على هذا المقال المفيد الذي يناسب اول الشهر

اقرأ ايضاً