العدد 4340 - الجمعة 25 يوليو 2014م الموافق 27 رمضان 1435هـ

«الأقلية» أغلبية بتوزيعة «طائفية»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في ظروف سياسية معقدة، ووضع متأزم، وأحاديث عن تسويات وصفقات، ولقاءات ومساومات، وجملة من المبادرات، والعروض الذي جاءت وفق صيغ «شفوية» عن عرض لتشكيل حكومة وفق معادلة «6/6/6» (6 مقاعد للطائفة الشيعية، و6 للطائفة السنية، و6 للعائلة الحاكمة)، وإعادة تشكيل الدوائر الانتخابية بتوزيعة «20/20» (20 مقعداً للمعارضة، مقابل 20 مقعداً للموالاة»، يخرج مجلس بلدي الجنوبية للمطالبة بزيادة دوائر محافظته إلى 8 بدلاً من 6 دوائر حالياً!

المطلب «غريب» جداً، في ظل حديث مؤكد وقد يقر قريباً، عن تعديل مرتقب للدوائر الانتخابية بشتى المحافظات الخمس، وما هو «شبه مؤكد» أن المحافظة الجنوبية ستقلص دوائرها من 6 إلى 4 دوائر، على أن تضاف دائرة في المحافظة الشمالية، وأخرى في المحافظة الوسطى.

ما لا يمكن النقاش فيه هو اتساع الفجوة بين نسبة التمثيل في دوائر المحافظة الجنوبية، ودوائر محافظتي الشمالية والوسطى، إذ يمكن مقاربة ذلك بين الأولى بالمحافظة الشمالية (أكبر دائرة انتخابية في البحرين) والدائرة السادسة بالمحافظة الجنوبية (أصغر دائرة في البحرين).

الأرقام التي لا يمكن لأي أحد أن يشكّك فيها، وهي أن ناخب «سادسة الجنوبية» يعادل 21 ناخباً في «أولى الشمالية»، وبالعدد نفسه في الدائرة الأولى لمحافظة الوسطى ثاني أكبر دائرة في البحرين.

في العام 2010، عندما أعلن عن قوائم الناخبين، تبين أن الدائرة الأولى في المحافظة الشمالية شهدت زيادة قدرها 5 في المئة عن العام 2006، فيما شهدت الدائرة السادسة بالمحافظة الجنوبية تراجعاً في عدد الناخبين بواقع 36 في المئة! كما شهدت «خامسة الجنوبية» و«ثالثة الجنوبية» أيضاً تراجعاً في عدد الناخبين وبشكل طفيف!

الأرقام لا تكذب، والواقع يؤكد أن ثلاث دوائر في المحافظة الجنوبية تشهد تراجعاً سكانياً، وأن الزيادة التي حدثت في «أولى الشمالية» في العام 2010 (774 ناخباً) تفوق عدد ناخبي «سادسة الجنوبية» بالكامل (768 ناخباً)، في مفارقة غريبة جداً، لا يمكن أن تجدها في أي بلد في العالم على الإطلاق!

تلك الأرقام، تبين حقيقة الظلم الواقع في توزيع الدوائر الانتخابية في البلاد، إذ أن نائباً يمثل دائرة لا يسكنها إلا قلة معدودة على الأصابع من البشر، ولا يعرف حقيقة سكنهم ودائماً ما يفوز بـ«التزكية»، وبين دائرة تضج بآلاف مؤلفة من البشر.

ومع ذلك الظلم البين والفاحش، في توزيع الدوائر الانتخابية، فإن تيارات وكيانات «مواليها» تهرب من المطالبة بتطبيق العدالة في الدوائر الانتخابية، وربطت ذلك بمفهوم «التحصن الطائفي» الذي أوردته تلك الكيانات بما فيها «جمعيات الفاتح»، وكذلك «تجمع الوحدة» في وثيقته السياسية (الصفحة السابعة السطر الخامس قبل الأخير) «التحصن من طغيان طائفة إلى الصبر على طغيان (...)».

كيانات «الفاتح» الموالية تتحدّث عن أنها تطالب بدوائر انتخابية أكثر عدالة ضمن مرئياته في حوار التوافق الوطني وهي أحد مراجع المشروع السياسي.

العقل والمنطق، يؤكدان على أمر واحد، وهو أن خطأ التطبيق لا يمكن أن يحمله التشريع، وتحقيق العدالة والإنصاف بين الناس لا يمكن أن يؤجل أو يلغى لوجود مخالفين له، أو متصارعين عليه، إذ لا يمكن أن نسلب كل الناس حقوقهم، لمجرد وجود بعض من يريدون استغلال ذلك الحق.

التبرير غير المنطقي وغير العقلاني، هو هروب من حقيقة «النزعة الطائفية» في توزيع الدوائر الانتخابية، إذ ستجد أن كل الدوائر في محافظة الشمالية مثلاً، تتجاوز عدد الناخبين فيها حاجز الـ10 آلاف ناخب، فيما عدا الدائرة الرابعة (البديع) عدد ناخبيها فقط 3900!

تيارات وكيانات «جمعيات الفاتح» تتمسك ضمن رؤيتها الحالية والتي هي مجبورة عليها وفق الظروف والمعطيات والمتغيرات التي تفرض القبول بـ«التنازل» ولو بالقليل، تتمسك برؤيتها في أن يعاد توزيع الدوائر الانتخابية بصورة «أكثر عدالة»، حسب تعبيرها، فتلك الكيانات لا تطالب بالعدالة، بل بأكثر عدالة، وهي العدالة المنقوصة التي لا تساوي بين الناس أجمعين كأسنان المشط.

الكيانات «الموالية» التي ترفض ظاهرياً «المحاصصة الطائفية»، تتمسك بتوزيع دوائر «طائفي» لا يسلبها مكتسباتها التي تضمن لها الأغلبية، رغم كون حقيقتها «أقلية».

تلك الرؤية، لا تريد العدالة المنطقية التي أوجدها رب العالمين، بل تريد عدالةً تفوق العدالة السابقة، إذ كانوا يرون من قبل أن توزيع الدوائر الانتخابية عادلة ومنطقية، وتحقق لهم الأمان والحماية، وعدم الخوف من «طائفة»، والآن يريدونها أكثر عدالةً من السابق، وذلك بعد ثورة وأزمة خانقة استوجبت المراجعة والتنازل عن جزء بسيط من الأنانية والنزعة الإقصائية، وتقديم فتات بسيط بمفهوم «أكثر عدالة».

لكي نفهم حقيقة تلك العبارة التي أوردوها في أدبياتهم مراراً وتكراراً، وتحديتُ مناصريهم أن يفسّروها: «التحصن من طغيان طائفة إلى الصبر على طغيان (...)»، سنفهم حقيقة عدم المطالبة بدوائر انتخابية عادلة، ومن ثم الحديث الركيك والمتخبط عن المطالبة بدوائر انتخابية أكثر عدالة، لا تقلب الموازين، ولا تغيّر من التركيبة الحالية، ولا تقلّص من نفوذ أو تغيّر معادلات طائفية، حتى لا تتحقق نبوءة «طغيان طائفة»!

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4340 - الجمعة 25 يوليو 2014م الموافق 27 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 1:16 م

      استاذ هاني

      ليش ماتنشؤن وصلة اكترونية تستطلعون فيها آراء البحرينين في ان تكون البحرين دائرة انتخابية واحدة ؟؟
      لان حسب تصوري وتصور الكثير من الناس هو ان تكون البحرين دائرة وحدة لا هذا يقول منطقتي ولا ذاك يقول منطقتي

    • زائر 33 | 12:53 م

      ههههههه

      اين هي شعارات 2011 ؟؟ رجعت حليمة الى عادتة القديمة..
      النجنيس والبعثات والدوائر الانتخابية والسوالف البطالية هههههههه

    • زائر 31 | 12:15 م

      مقهورين

      هناك من يتحدث عن الامور الجامعة والموحدة بس المهم تقرب للاخذوه ظلم وجور
      يبون وحدة بس بطلم وتمييز جماعة مسخرة

    • زائر 30 | 9:23 ص

      هذه هي العدالة اللي ماكو افضل منها= خصوصية الظلم =الكيلو بربع

      ان تصبح أقلية في بلدك مسلوب كل الحقوق ويصبح عشرات الآلاف من المواطنين الكيلو بربع . هل هناك منطق مثل هذا المنطق في العالم

    • زائر 28 | 7:47 ص

      بحريني

      جميع مقلاتك طاءفيه واسلوب واحد .الكاتب الجيد هو الذي يطرح افكار جامعه للناس لكنك بعيد كل البعد عن هذا لذاللك نصيحتي لك التوقف لفتره عن للكتابه لفتره لمراجعه النفس حيث اننا في حاجه الي كتاب ذو عقليه جامعه وليست مفرقا للوطن

    • زائر 29 زائر 28 | 8:43 ص

      شكلك مو نايم

      هالكاتب مافتح الجريدة الا حق اقرا مقالاته
      لانه دائما يجيبها في الصميم و في نص الجبهة
      شكله كلامه قهرك من جدي ماعجبك

    • زائر 32 زائر 28 | 12:17 م

      العقلية الجمعة

      اايدك بالعقلية الجامعة، ليش ترفضون المساواة والعدالة في توزيع الدوائر الانتخابية.
      والوحدة الجامعة يعني لازم تكون فيها انتم المسيطرين على كل شيء غريب امركم ودينكم

    • زائر 24 | 6:14 ص

      الشعب

      مهما حاولت الحكومة من الاعيبهه الشعب لن يدخل الانتخابات الى بشروط والشروط تعرفها الحكومة الشعب لن ينهزم مدام مواصل فى حراكه والله ياخد الحق المسلوب وقاتل الله الجهل القبلى

    • زائر 23 | 6:11 ص

      دائرة واحدة بدون طائفية

      هل تجرؤ السلطة على دائرة واحدة بدون طائفية : الرياييل يغطسونهم في البحر و يطلعونهم ناشف

    • زائر 22 | 5:53 ص

      البعض يحتاج الى 666

      المضحك انهم يا زعم يرفضون المحاصصة ودوائرهم الانتخابية بنيت أصلا على المحاصصة لذا ترى انهم دائما يفوزون بالتزكية

    • زائر 21 | 5:52 ص

      اذا منعنا الطائفيين من السياسة

      اذا تم إلغاء و شطب الوفاق و الأصالة و المنبر (اخوان) و منعهم من ممارسة السياسة و منع أمثال ....................... من التدخل في الشأن العام عندها انا سأكون اول المطالبين بأن تكون البحرين دائرة واحدة فقط لا غير و لكن مع وجود كل هؤلاء هذا شيء مستحيل

    • زائر 20 | 4:33 ص

      اسليمي لرفاع

      اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي آله { يقول المثل يا حادي الثنتين فرق حداهم } ما راح يصلح الحال في البحرين الا بالعداله الاجتماعيه واولها البرلمان وهو الصوت الي يوصل نداء المواطن ويصلح المجتمع ويقضي علي الفساد الاداري والمالي والمحافظ علي المال العام ففي مهمة النائب ان يكون عادلا لا مواليا للحكومه كمايقولون في الامثال { ما سوينا شئ } حتي لو صار حل في الدوائر ماكوا ضمير حي عند النائب فيجب اولا منع العسكريين من الجنود والشرطه في عدم التصويت حتي لايحصل نائب موالي وثانيا يجب ان يكون من حاملي الدكتوراه

    • زائر 19 | 4:19 ص

      ابراهيم الدوسري

      يا هانى انتم تدارون سواتيكم بعد احتلال الدوار

    • زائر 26 زائر 19 | 6:59 ص

      شباب

      اللي فهم افهمني

    • زائر 27 زائر 19 | 7:29 ص

      ترديد الأكاذيب و الأباطيل لن يغير الحقيقة

      للحين مامليتون من ترديد هالكلمات احتلال و ... و .... يا اخي الحقيقة واضحة هناك مطالب مشروعة و أنتوا للحين امصدقين كذبتكم

    • زائر 18 | 3:56 ص

      هل انتم معي

      فلنصوت هنا على ان يتم تحويل البحرين لدائرة واحد لا طائفية فيها

    • زائر 17 | 3:55 ص

      كشف الحقيقة

      من هم الطائفيون الان. ومن هم يريدون الطائفية والمحاصصة الظالمة

    • زائر 16 | 3:54 ص

      شكراً على هذا المقال

      شكراً على هذا المقال الرائع اصبتهم في مقتل

    • زائر 15 | 3:53 ص

      هذا رد غير مباشر

      هذا رد غير مباشر على وزير العدل

    • زائر 14 | 3:05 ص

      لا فض فوك

      لا فض وفوك
      مقاعي وموالي

    • زائر 12 | 2:25 ص

      هؤلاء أكثر ناس طائفيين

      المحمود ومن يجري في فلكه أكثر طائفية واحلى مافي اسم جمعيته. ...جمعية الوحدة الوطنية وهو ماخله شي لخلق فتنة بين كل مكونات المجامع علشان يميل يجيبه ولا يهمه لا وطن ولا ناس

    • زائر 11 | 1:28 ص

      التغير قادم لا محال

      التخبط بالاقوال من قبل الموالات دليل الخوف من حدوث عدل بين أبناء الشعب قادم لا محال

    • زائر 10 | 1:13 ص

      قاصد خير

      اقترح زيادة نسبة المحافظات التي بها ناس متعلمه لخدمة البلد وبلا شيعه وسنه

    • زائر 9 | 1:10 ص

      لا للطائفية

      البحرين دائرة واحدة بدون طائفية
      هل تجرؤ السلطة على ذلك

    • زائر 8 | 12:47 ص

      في الصميم

      لايريدون محاصصه طائفيه وهم ينفثون التمييز والطائفيه

    • زائر 7 | 12:34 ص

      رحم الله والديك يا ولد الفردان

      والله ما ليك حل شكرا لكم فصفصتها عدل

    • زائر 6 | 12:26 ص

      لماذا هذه المواضيع

      ملينا من هذه السوالف التي نسمعها يوميآ والحكومة لا تحرك شئ من هذا الموضوع ، اذا كانت المعارضه لن تشارك فلماذا هذه المواضيع اللي ما تودي ولا تيب ، هل نشم خلاف ما تقوله المعارضه وستشارك في الاستحقاق القادم وهناك مقدمات لذلك .. الايام ستثبت

    • زائر 13 زائر 6 | 3:00 ص

      ماعجبك المقال لا تقراه

      ماعجبك المقال لا تقراه
      لازم تنتقد

    • زائر 5 | 12:03 ص

      وين الغريب

      ما في شي غريب ؟ الموضوع تشكيل حكومة مو موضوع انتخابات او خارطة الدوائر او المحافظات او توزيع الوزارات على حسب المقاعد ؟
      الشي اللي لازم يفهمه اي شخص ايفكر يدخل للعمل السياسي انك لا ترفض ولا تقبل شي قبل ما تعرف كم راح تربح وكم راح تخسر ؟ اذا ما تعرف شنو راح تربح وشنو راح تخسر العالم راح ياخد كلامك من هدي الادن وايطلعه من الثانية والاحتجاجات الميدانية ما اتفيدك وحتى لو اتشيل الحكومة و (تنتخب حكومة ثانية ) العالم ما بيعترف ابك ؟
      كان ممكن تقبل بثلث معطل ولا تعطي الثقة لحكومة ما تعجبك ؟ ولكن ؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 4 | 11:21 م

      كبد الحقيقه

      100%

    • زائر 3 | 11:16 م

      مافي طائفية

      وأن الزيادة التي حدثت في «أولى الشمالية» في العام 2010 (774 ناخباً) تفوق عدد ناخبي «سادسة الجنوبية» بالكامل (768 ناخباً)، في مفارقة غريبة جداً، لا يمكن أن تجدها في أي بلد في العالم على الإطلاق!
      عادي مافي طائفية.

    • زائر 2 | 11:04 م

      هذه هي المحاصصة الطائفية «الخائنة» ...

      - ناخب «سادسة الجنوبية» يعادل 21 ناخباً في «أولى الشمالية»، وبالعدد نفسه في الدائرة الأولى لمحافظة الوسطى ثاني أكبر دائرة في البحرين.
      - الزيادة في «أولى الشمالية» في العام 2010 (774 ناخباً) تفوق عدد ناخبي «سادسة الجنوبية» بالكامل (768 ناخباً)، في مفارقة غريبة جداً، لا يمكن أن تجدها في أي بلد في العالم على الإطلاق!
      - كل الدوائر في محافظة الشمالية مثلاً، تتجاوز عدد الناخبين فيها حاجز الـ 10 آلاف ناخب، عدا الدائرة الرابعة (البديع) عدد ناخبيها فقط 3900!

اقرأ ايضاً