العدد 4345 - الأربعاء 30 يوليو 2014م الموافق 03 شوال 1435هـ

مِن «أنا الدولة»... إلى «نحن الأمة»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يُنسب إلى لويس الرابع عشر، ملك فرنسا لمدة 72 عاماً، بين 1643 حتى 1715م، والذي حكم بصورة مطلقة، أنه قال ذات مرة: «أنا الدولة»، مختصراً بذلك فهمه لموضوع الدولة التي تتفرّع منه، ولا يمكن أن تنفصل عن ذاته.

وهذه المقولة، رغم مناقشة المؤرخين لدقّتها، تُستخدم للتذكير بالوضعية التي يمكن أن يصل إليها الحاكم المطلق، الذي يصل إلى مرحلة لا يرى أن الدولة لها كيان منفصل عن حالته الشخصية.

لقد كان عصر لويس الرابع عشر يمثّل قمة الاستبداد المعتمد على القوة والانتصارات العسكرية التي حققتها فرنسا على باقي القوى الأوروبية آنذاك، وقد أدّت المشاكل الناجمة والمتراكمة في هذا العهد إلى اندلاع الثورة الفرنسية في العام 1789، وانتشار المبادئ الديمقراطية في جميع أنحاء أوروبا والعالم في نهاية المطاف.

حالياً، لا يوجد من يخرج على الناس ويقول: «أنا الدولة»، ولكن هناك أصحاب الخطاب التمزيقي، الذين يكرّرون «نحن أمة وأنتم طائفة»، وتأتي هذه المقولة عند السجال بشأن النهج البغيض الذي يتبنّونه من أجل الاستمرار في إشعال الصراعات الطائفية في المنطقة.

وتماماً كما كانت مقولة لويس الرابع عشر تختصر الدولة في شخصه، فإن هؤلاء الطائفيين يختصرون الأمة في طائفتهم، أما الآخرون فإنهم فرقة خارجة أو مِلة جانحة أو طائفة مارقة، وليس لها الحق في العيش الكريم، ولا بأس بانتهاك حقوق أفرادها أو حتى قتلهم.

وهذا المنهج لا يختص فقط بتنظيم «داعش»، وإنما هو فكر عام وعلني لعدد غير قليل من روّاد الخطاب الطائفي.

إذا كانت مقولة «أنا الدولة» تختصر الفكر الدكتاتوري، فإن مقولة «نحن أمة وأنتم طائفة» تختصر الفكر الفاشي، والذي هو شكل من أشكال العصبية الاستبدادية المتطرفة.

ولقد انتشر الفاشيون في ألمانيا وإيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى، وكانوا يسعون إلى توحيد الأمة من خلال دولة استبدادية ذات نزعة عسكرية، تعتمد على تعبئة الجماهير، وتبجّل التعصب للأمة المثالية.

ولعلنا لا نحتاج لقراءة التاريخ وحسب، لمعرفة ما آلت إليه تلك الأفكار الفاشية، وإنما أيضاً يمكننا متابعة ما يجري حالياً في منطقتنا بسبب أفكار مشابهة يروّج لها أصحاب الأفكار الفاشية المريضة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4345 - الأربعاء 30 يوليو 2014م الموافق 03 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 11:42 ص

      الدين والمذهب ؟؟

      ياسيدي دين الاسلام هو واحد ومعروف والرجاء عدم الخلط بينه وبين الكثير من المذاهب التي تلصق نفسها بالإسلام ، تلك مذاهب لا تمت للإسلام بصلة ، قد يكون اصول بعضهم يوما ما للإسلام ولكنهم لا يعتبرون مسلمين، على سبيل مذهب الأحمدية او الإسماعيلية او ،،، لا داعي للسرد ، وتركوا عنكم شلتوت وغيره . تلك قصة معروفة اسبابها ومن كان يقف وراءها

    • زائر 18 | 7:54 ص

      قال امير المؤمنين علي عليه السلام

      سيضهر فى امة رسول الله قوم يحملون الراياة السوداء وهى باسم الاسلام ويقاتلون الابرياء من المسلمين هؤلاء هم داعش ومواليهم المجرمون الله اخلص المسلمين من شرهم وقاتل الله الجهل

    • زائر 17 | 7:00 ص

      عقدة النقص

      عقدة النقص هي نقص في تقدير الذات، والشك في القدرات الذاتية، تحدث عادةً لا شعورياً وتقود الشخص المصاب بها للمبالغة في مدح الذات وهذا ما ينتج سلوكاً اجتماعياً غير سويّ.

    • زائر 15 | 6:11 ص

      ألحين بيقولون بدل ما تكلمونا كلموا ايران

      وش دخلنا في ايران

    • زائر 14 | 3:52 ص

      انها الحقيقة المؤلمة يا منصور

      انها الحقيقة المؤلمة يا منصور و للاسف عليك تقبلها ففعلاً هناك أمة و هناك طائفة

    • زائر 13 | 3:03 ص

      نعم طائفة ولكن بوزن ثقيل

      عندما يقولون لنا أنتم طائفة ونحن أمة مالذي يعيبتا وهل العبرة بالكثرة لا والله العبرة ... ونحن لم نخرج عن نهج الأسلام بل بالعكس عقيدتنا خرجت من بيت النبي صلي الله عليه وآله وسلم ونحن نطبق شريعة الدين كما كانوا يطبقونها فهل هناك من شك في عقيدتنا بل هو فخر لنا أن نستمد عقيدتنا من هذا البيت الطاهر ولا يهمنا قول فلان أو غيره سواء كنا طائفة أو أمة

    • زائر 12 | 2:36 ص

      مقال أكثر من راقي

      ولكن للأسف لن يستوعبه من يعنيهم هذا المقال
      لأن الأنا الطائفية لديهم متضخمة ولديهم عسر في هضم الفكر الراقي

    • زائر 11 | 1:59 ص

      دروس التاريخ

      كما وضع التاريخ الفاشيين في المانيا وأيطاليا في مزبلته هؤلاء أيضا سيتبعونهم فالحياة تسير والله عادل في حكمه فمصيرهم سيلاحقهم جزاء أعمالهم فلن تنفعهم كراسي ولا تيجان .

    • زائر 9 | 11:41 م

      ماقصر

      ماقصر الدكتور النفيسى يضرب على هذا الوتر هذا هو الفكر الملوث

    • زائر 8 | 11:30 م

      كتابات على مستوى راق لأناس لا يعرفون الف باء تاريخ الأمم وثقافاتها

      يا دكتور كتاباتك مشكلتها انها ذات مستوى ارقى من فهم الكثير الكثير في مجتمعنا.
      انت تختزل في عقلك وفكرك الأمثلة الكثيرة من قصص الامم السابقة وهذا بحد ذاته ثروة ضخمة من العلم النافع الذي لو كان في بلد غير بلدنا لتمّ الاستفادة منه ايما استفادة ولكن للأسف كما يقول المثل (من باع ذرّ على فحّام ضيعه).
      يا دكتور تسليط اصحاب العقول الخاوية والأفكار المريضة وتسليمهم مقاليد الامور هو بحد ذاته مأساة لهذه الأمّة.
      والأدهى ان يصبح جهلة القوم كتاب اعمدة في بعض الصحف أي مقارنة بينك وبينهم؟

    • زائر 6 | 10:51 م

      التجهييل

      في قانون العقوبات البحريني يعتبر الشيعة ملة وام لم يسمهم فالتجهيل يادكتور قائم بالقانون وهي نتاج غياب الدولة وهيمنة الانا المضخمة

    • زائر 5 | 10:32 م

      آية الله نفيسي

      هذا المدعي للفكر والطارىء على الدين المدعو النفيسي دائما يكرر نحن الأمة والشيعة طائفة. لابارك الله فيك ايها الفاشي الفاشل.

    • زائر 4 | 10:16 م

      لنضرب مثلا على مستوى بسيط

      مدرسة بها عشرة آلاف طالب منهم مائة يتميزون بالذكاء العالي والمهارة وحسن التفكير والقدرة على الإبتكار والإبداع في تصميم المشاريع التربوية والعلمية إلى جانب مهارات التكنلوجيا الحديثة فيما يتعلق بعلم الفضاء والإنترنت والجيولوجيا والكثير من المهارات وآلإبداعات وأما باقي أفراد المدرسة فإنهم على مستوى عادي أو أقل مما يتميز به المائة طالب إذن في هذه الحالة أيهما أهم وأقوى المائة ( الطائفة ) أم الباقي ( الأمة) هذا مثل بسيط للتذكير فقط

    • زائر 3 | 10:07 م

      دكتورنا

      كلامه صحيح لأن فيه فرق بين آلامه ولطايفه وأنت خبير بذلك

    • زائر 2 | 9:50 م

      اطلقها النفيسي فتلقفها القاسمي " نحن امة وامتم طائفة"

      الامة في اللغة جماعة من الناس تجمعهم مشتركات او مشترك واحد و الطائفة تعني فرقة او جماعة . وجاء في القران وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا .من هذه التعريفات السنة طائفة من الامة الاسلامية و الاباضية و الاسماعيلية و الامامية و الزيدية طوائف من الامة الاسلامية له مشتركات الرب و النبي و القرآن و الكعبة و الفروض . محاولة اخراج الطوائف من الامة الاسلامية يعني اخراجها من الدين وهو فكر التطرف .

    • زائر 1 | 9:50 م

      للأسف

      التمييز في البحرين عنوانه نحن الأمة
      فلنا البعثات حتى لو كنا أقل درجات
      ولنا الوظائف حتى لو كنا أقل كفاءة
      ولنا التعيينات والترقيات والوزارات وحتى المناصب الرياضية
      وأما أنتم فلستم
      إلا ملة من الملل التي يجب أن تعيش مهمشة
      وبعد ذلك : سنحارب تحركاتكم ضد التمييز نعم دعونا نظلمكم أكثر

اقرأ ايضاً