العدد 4355 - السبت 09 أغسطس 2014م الموافق 13 شوال 1435هـ

جنة البحرين

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

عندما تتبادل أطراف الحديث من الآباء والأجداد ممن بلغوا الثمانيين من العمر أو حتى أدنى من ذلك، تستمع إلى قصص أقرب إلى الخيال، عن جمال البحرين، وكل منطقة أو قرية في كل أطراف البحرين، لها حكاية مرصَّعة بأجمل وأبهى صور الطبيعة الخلابة الساحرة التي كانت تُعرف بها هذه الجزيرة.

ليس في ذلك شيءٌ من الترف في القول، أو المبالغة في الوصف، فكل ما تجود به الخواطر، والأقلام في سرد الطبيعة الفريدة لهذا الوطن لا تُعطي الصورة الكاملة لهذه اللوحة المعجزة العائمة في مياه الخليج، فمحدودية المساحة لهذه الجزيرة، لم تحدّ من امتداد روعتها، بساتينها التي جُلنا بعض أفنيتها ونحن في مقتبل العمر، سواحلها، عيونها الطبيعية التي لا تخلو منها منطقة مأهولة، بل حتى بحارها المالحة، كانت تفجر من عمقها ينابيع المياه العذبة التي يرتوي منها البحارة والغواصون، وهم يجمعون اللؤلؤ من قيعان البحر.

طبيعتها الزراعية كانت ضرباً من الخيال، ثروتها المائية كانت تُغرق من يعوم في وصفها فلا يبلغ مناه، ولكن الثروة البحرية كانت أم الثروات، وعندما يتحدث آباؤنا عنها نكاد لا نصدقهم من فرط ما يسردون من قصص لا نستطيع استيعابها ونحن في زمن الجزيرة الخالية من السواحل.

في الناحية الشمالية لخليج توبلي تقع قرية البلاد القديم، وكان موج هذا الخليج يضرب بساتين البلاد القديم الجنوبية، والتي كانت حدودها عند المدخل الجنوبي للقرية وتحديداً عند مبنى نادي الاتحاد حالياً، وكان النائم يسمع هيجان أمواج البحر، وخرير ماء عين قصاري، في وقت واحد.

أكثر ما كنتُ أسمع عن هذه الناحية من خليج توبلي أن الآباء حتى يصطادوا الروبيان لا يحتاجون إلى الإبحار بعيداً عن الساحل، وكانوا يستخرجون مئات المراحل، من أسراب الروبيان التي تسبح على أطراف هذا الخليج، حتى أنهم يقولون بأنهم يتعبون من غَرْف هذه الثروة البحرية، ولا يتعب البحر من مدِّهم بما يرغبون من صيد وفير.

هذا التواتر في الحديث عن هذا المشهد لا يجعل مجالاً للشك، بأنهم كانوا يعيشون على ضفاف الجنة، ولا تقتصر قصصهم على الروبيان فلهم مع كل نوع من أنواع السمك قصة تشدّ الذهن، وتشغل التفكير، وتفتح أبواب القريحة التي تعجز عن الوصف، حتى أنك تنقل ذلك بشيء من الحذر أحياناً حتى لا تُتهم بالإسفاف والمبالغة.

في الناحية الأخرى لخليج توبلي، كان موج هذا الخليج يضرب بساتين منطقة توبلي، فيتعدّاها ليضرب أشجار الرمان في سواحل سند، وأشجار اللوز في سواحل جرداب فتفيض خيراته من كل جوانبه، وكلما أكل الناس من هذا الخليج ازداد وفرة وخصوبة.

يوم أمس نشرت «الوسط» تقريراً مصوراً عن ناحية الخليج المطلة على قرية جرداب، وكيف أن الأملاك الخاصة طوَّقته، وأغلقت كل واجهاته البحرية، ولم يبقَ للجرادبيين الذين عاشوا مع البحر قروناً من الزمان سوى منفذ واحد عرضه متر واحد فقط، لا يسع لمرور أكثر من شخصين، وكأن هذا الممر نفق من أنفاق غزة التي أشعلت إسرائيل الحرب لهدمها.

وليس باقي القرى والمناطق الساحلية أفضل حالاً من جرداب، فغالبيتها لا عهد لها بالبحر، فقد فرَّق بينها وبينه، منذ أمد.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4355 - السبت 09 أغسطس 2014م الموافق 13 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 12:13 م

      زائر رقم 9

      رضيت انت او غيرك الاخوان من الدول الشقيقة مصر والالردن وسوريا واليمن صاروا بحرينيين خلاص مادام العمام قالوا ذيلين بحرينيين صاروا بحرينيين لكن طيبة الحكومة انها تتركنا نتكلم ونكتب بالوسط وهى الجريدة الوحيدة اللى تناقش مواضيع التجنيس

    • زائر 13 | 11:42 ص

      يوما ماه

      يوما ماه كل الغرباء سيرحلون .. عندما يجدون أن بلدانهم الأصلية أكثر أمانا وأفضل عيشا , فالبحرين فريدة من نوعها وما يفعل بها و بشعبها كما فعل بالهنود الحمر وجنوب أفريقيا ولنا في فلسطين خير مثال .

    • زائر 10 | 4:42 ص

      حب الدينار والدولار

      هو ما حول بلد غني بخيراته وعطاءابناؤه لصحراء قاحلة يحدها التلوث من كل صوب أرض المليون نخلة تفتقر للنخيل وبحار اللؤلؤ لم تعد تخرج ذلك والأسماك المصدرة لم تعد تكفي المواطن وظهرت اسماك الأحواض وتلوثت شواطئ البحار وقلت الأسماك والروبيان على أنواعها ناهيك عن المزارع المنتشرة هنا وهناك باتت شقق سكنية وبنايات

    • زائر 9 | 3:10 ص

      الطامه الكبرى

      ان المجنس اليمني او السوري لمى تتكلم عن التجنيس يتحسس ويصنفها في خانه التمييز ياخي انتوا جنسوكم ليس برغيه شعب البحرين وان معظم المجنسين هم بلا كفاءه الا كفاءه القمع و التنكيل بهذا الشعب المظلوم

    • زائر 8 | 3:03 ص

      لانستغربون من أفعال القراصنة

      هذا ديدنهم الخراب ...

    • زائر 7 | 2:26 ص

      سلام الله على تلك ألأيام ( كل شي تغير )

      البارحة كنت في احد المطاعم كنت جالس بالمنتصف تقريبا ، خلفي كنت اسمع اللهجة البحرينة بفئتيها ( هدويش و شله هاللون ) أمامي كنت اسمع واصخ السمع للهجات الجديدة والتي كان المتحدثون يحاولون الا ترتفع نبرتهم ليعرفوا وان كان بعضهم معتمر العقال والآخر الثوب والغريب ان الأثنين من بلدين مختلفتين واحد اسيوي والآخر عربي شامي ، جمعهما جوازنا البحريني الذي تغيرت لهجت حامله الى لهجات ولكنات ، أه يا محمد ليست الطبيعة فقط تغيرت كل شيء تغير

    • زائر 6 | 1:15 ص

      ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت ايدي الناس

      حين تصبح البلد حارة كل من ايده اله هكذا تدمّر الطبيعة ومصادر المياه وغيرها فعين عذاري كانت المياه التي تضخها تكفي لمئات الآلاف من الناس ولكن الحفريات التي حدثت ومن دون دراسة في ميناء سلمان والحوض الجاف وباقي البنايات الشاهقة كانت سببا رئيسيا في غوران عذاري وامثالها من العيون وحيث لا يوجد اكتراث ولا تخطيط سليم لذلك تدمّر كل الثروات ومن دون مبالات ولا حتى ادنى اهتمام فلا مساءلة ولا محاسبة

    • زائر 5 | 12:59 ص

      ابجي على البمبره وابجي على التينه

      ورأ ذلك تجسدت قصصا انسانيه عبث الدهر والحاكمون في مقاصدها خلفت دموعا ورجعت لا ينتهي وقصصا نتداولها جيلا بعد جيل لعلها ترسم لنا صورة المستقبل

    • زائر 4 | 12:34 ص

      اي طمع وتنفد هذا الوضع

      لأنهم يلعبون لعبة فرق تسد وتمزيق المجتمع لذلك هم يلعبون بكل القوانين التي يضعونها هم على مقاسهم جميع الجزر ملكية خاصة السواحل اكثرها مائة خاصة كل القرى البحرية قطعوا عنها البحر وأبعدوه تعمدا عشنا فترة الستينات ونحن نرى ونلهو في البحر الان هو حلم بعيد المنال لكن اقول الشره على ريايييييل مجلس نوابنا فهم شركاء في استيلاء القلة على السواحل

    • زائر 3 | 12:27 ص

      هذا ما فعله ..............

      والقادم أسوأ وسوف نقول لأحفادنا أن قراكم قد دفنت سواحلها ليتمتع بها نفر قليل لا يهمه البحر وثروته ولا كيف كان الناس يعيشون على خيراته وإنما ما يهمه هو وضع كرسي في بلكونة بيته المطل على البحر ... ليرى الأمواج ويستعرض مع ربعه وأصدقائه جمال البحر لوحدهم فقط بعد أن كان مشاعا ومتنفسا ورزقا للجميع. أخشى ما أخشاه أن يأتي الدور على جزيرة سترة وتدفن هي أيضا ويكون بكاء الناس هناك على حالهم يسمع في المناطق الثانية من هول ما يفعل المتنفذون في مستقبل البحرين الذي يدمرونه رويدا رويدا. الله المستعان.

    • زائر 2 | 10:25 م

      لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

      الظلم لزاد دمر يحرق اليابس ولخضر........

    • زائر 1 | 9:46 م

      صج

      صج منفذ الجردابين للبحر كأنه نفق من أنفاق غزة والشبه موبس في الممر والنفق بل البحرين تشبه فلسطين وهذا ماقاله كاتب فلسطيني .

اقرأ ايضاً