العدد 4361 - الجمعة 15 أغسطس 2014م الموافق 19 شوال 1435هـ

العصر الخليجي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كثير من الأحداث الكبرى، سواء كانت سيئة أو حسنة، التي تتصدر أخبار الشرق الأوسط والعالم، تستمد قوتها من «العصر الخليجي» الذي نعيشه حالياً. وهذا العصر بدأ في ثلاثينيات القرن الماضي عندما حدث كساد اقتصادي عظيم في العالم، وتزامن ذلك مع اكتشاف النفط في دول الخليج العربي، والذي مكّن منطقة الخليج من الصعود في عوالم السياسة والاقتصاد. هذا العصر الخليجي ازدادت أهميته بعد كساد عالمي آخر حدث بسبب الأزمة المالية العالمية في 2008، وازدادت منذ ذلك الحين أخبار الاستثمارات الخليجية التي اشترت معالم رئيسية في أهم العواصم العالمية. كما أن الإعلام العربي المؤثر عالمياً يملكه الخليجيون، والإسلام السياسي الذي يمتلك أكبر شارع جماهيري في كل أنحاء العالم يعتمد على الخليج في مصادر تمويله وفي أسلوب تفكيره.

العصر الخليجي له تأثيره الكبير جداً على مجمل ما يجري في عالم اليوم، وتجد أن أهم الأخبار السياسية حالياً، مثلاً، ترتبط بتنظيم «داعش»... ولكن «داعش» اعتمد في الأساس على الأموال الخليجية، واعتمد على التفسير الديني غير المتسامح والمنتشر في منطقة الخليج. وعلى رغم أن رجال التنظيم من العراق والشام والشيشان ومن كل مكان، إلا أن الخليجيين يمثلون رقماً مهماً من الانتحاريين الذي يقتلون أنفسهم ويقتلون الآخرين لاقتناعهم بأهداف دينية تتسق تماماً مع بيئة أنتجها العصر الخليجي.

الأخبار الإيجابية أيضاً مصدرها العصر الخليجي، فكثير من الأخبار الاقتصادية الإيجابية ترتبط بـ «دبي»، التي أصبحت الآن مدينة عالمية تجتذب أغنى أصحاب الأعمال، ومركزاً رئيسياً للنقل الجوي والبحري من وإلى كل مكان في العالم، ولتوريد وإعادة تصدير البضائع إلى مختلف أنحاء العالم. ودبي لم تكن قبل ثلاثينيات القرن الماضي سوى قرية صغيرة من دون خدمات تذكر، وجاءت فرصتها بعد انهيار مكانة ميناء «بندر لنجة» على الساحل الفارسي، ومن ثم انتقال النشاط التجاري إليها. ولكن تلك القرية الصغيرة أصبحت الآن تمتلك مشاريع بناء كبرى ومبتكرة وناطحات سحاب، ويتواجد على أراضيها أعلى مبنى في العالم (برج خليفة) ولديها جزر اصطناعية مذهلة، وفنادق لا مثيل لها في المنطقة، وعدد من أكبر مراكز التسوق في المنطقة والعالم.

على رغم أن العصر الخليجي كان سببه النفط، فإن تنظيم «داعش» يقتل ويهدم ويدمر، ولديه انتحاريون كان بإمكانهم أن يعيشوا في بحبوحة نفطية، ولكنهم تركوا كل ذلك وانصرفوا لإنهاء حياتهم وقتل الآخرين من أجل فكر ديني آمنوا به وانعقد في قلوبهم. أما «دبي» فقد أنجزت كل ما أنجزته وهي من أقل المناطق امتلاكاً للنفط، وأكثر من 70 في المئة من ناتجها المحلي (نحو 90 مليار دولار في السنة) يأتي من القطاعات غير النفطية. في كل الأحوال، فإن العصر الخليجي يصنع الخبر، سواء كان سيئاً أو حسناً، ولكن من الواضح أيضاً أن الأعداد البشرية الهائلة التي يعتمد عليها هذا العصر تأتي من خارج الخليج... وفي كل ذلك دروس تحتاج إلى استيعاب المدلولات المستقبلية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4361 - الجمعة 15 أغسطس 2014م الموافق 19 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 2:28 م

      كل دولة اتخذت من تجارة الدعارة سبيلا لارتفاع اقتصادها سينقلب عليها .... ام محمود

      مع زائر 6 هناك دول تصدرت قوائم مدن الخطايا بعد بانكوك و أصبحت هذه التجارة سببا لتوافد آلاف السائحين من أجل السياحة الغير نظيفة و حتى أعلى مبنى في العالم الذي ذكرته هناك لباس غير محتشم على السواحل الكثير يعتبره تقدم و حضارة و رقي و في الواقع هو مخالفة صريحة لتعاليم الدين الاسلامي و لابد من عقاب الهي كما حدث لأمم مذكورة في القرآن الكريم تمادت في الافساد اليوم الكثير من المسلمين غارقين في الشهوات و في أفكار ما قبل الاسلام التي تستبيح القتل و الاغتصاب و التمثيل بالجثث و هذا كله نهى عنه الله سبحانه

    • زائر 20 | 2:16 م

      الوضع بائس جدا بسبب أعداد النازحين و المشردين .و بسبب قطع الرؤوس و التفاخر بهذا الفعل المنحرف و المقيت .... ام محمود

      بعد الفتنة السورية ظهرت مشكلة النازحين و الفارين من المعارك الشرسة و كانت الأعداد بالملايين و هناك دول شاركت في احتواؤهم منها تركيا و الأردن و لبنان الآن بعد الهجوم و التوغل و الاحتلال الداعشي ظهرت هذه المشكلة في العراق بعد فرار و نزوح الالاف في طقس حار جدا و ظروف معيشية صعبة حيث انهم اختبأوا في الجبال بدون طعام لأيام طويلة و في ظروف نفسية أصعب بسبب قتل رجالهم و خطف نساؤهم و لم اسمع عن دولة قالت انها سترسل طائرات لاستضافتهم في السابق كان شمر واحد الان مائة شمر لقطع الرؤوس و التباهي بهذا الفعل

    • زائر 19 | 2:05 م

      العصر الخليجي في خطر بسبب التحديات التي تمر في المنطقة .... ام محمود

      الأموال الخليجية و الآبار النفطية المسروقة و أموال البنوك و الأراضي الممتدة بين سوريا و العراق و الأموال و الأسلحة الغربية كل ذلك صنع داعش التي هي مثل الوحش كما قال السيد حسن نصر الله أمس و انها ستقوم بالتدمير و التهشيم و التفتيت و التفجير للدول العربية و تقتل الناس بدون انسانية أو رحمة و لحد الآن هي خطفت مئات الالاف من الفتيات و النساء تفعل فيهن ما تشاء و عندما تصل داعش لدول الخليج ستهاجم النفط و تسرق البنوك و تحرق الأرض و سيتوقف الاقتصاد و التجارةو سنعود لسنوات القحط و الجفاف كل ذلك بسببالحقد

    • زائر 15 | 9:05 ص

      تحت الجمر

      دبي مدينة غسيل الأموال

    • زائر 13 | 5:59 ص

      اللهم

      اللهم خلص البشريه من ظلم الحكام الطغات الي مايخافون الله اهمشى مصالحهم وكراسيهم الي ماراح اتدوم اليهم الدايم الله وخلص الامة من شر داعش الكافر الطاغى والله كريم

    • زائر 6 | 1:50 ص

      سحقا لداعش وسحقا لدبي الدعارة

      داعش المارقة على الدين والمخالفة لأوامر الله ورسوله ص سحقا لها وكذلك دبي بنت اقتصادها على حساب الدين بأنها من المدن العشر الاولى في الخطايا والنفط نعمة من الله سبحانه وتعالى والتصرف فيه فيما لا يرضيه سبحانه وتعالى كفرٌ بنعمته فلا نتطور ونتقدم على حساب الدين النبي يوسف عليه السلام ارتفع اقتصاد مصر في عهده ولكن ليس على حساب الدين .

    • زائر 22 زائر 6 | 10:22 م

      كلام يراد به سوء

      ما الفرق بين داعش وحزب الشيطان،الاثنين يقتلون الابرياء ،نيابه عن طاءفتهم

    • زائر 5 | 1:34 ص

      بناء المجتمع يحتاج اكثر من نفط

      دبي نموذج فريد اعتمد أقتصاد الفري زون free zone economy ليس فقط في التجارة و لكن في التنمية البشرية ... تمكنت دبي بجذب طاقات بشريه مذهلة في التنافس و خلق بيئة حاضنة في مدينه مذهلة عمرانية هذه الطاقات همها الوحيد هو العمل و تأمين عيش أفضل لها و عواأالها. هم من الأجانب و تمويل ذاتي لكل جوانب الحياة من تعليم و صحة و سكن لا ينتظرا من دبي اي معونات ولكن دبي فقط تخلق الفرص و البئة و المدينة الراقية.... اما باقي الخليج ليس له الأفق السياسي التعليمي الاقتصادي و المجتمعي MH

    • زائر 4 | 12:46 ص

      فعلا دبي خطفت انفاس العالم

      اطلعت على وثيقة مهمة تؤكد مكانة دبي التجارية ترجع لعام1907في عهد بطي بن سهيل آل مكتوم وهي تبين كيفية الاستيراد للبضائع وكيفية تبيان جودة البضائع وكيفية المطالبة بارجاع التالف وهي عبارة عن مرسلات وترجمة لها بالفارسية والإنجليزية اضافة للغة العربية ومقصد كلامي نظرة حكام دبي بجعلها منطقة اعمال ترجع لنهايات القرن التاسع عشر وايضا عدم تدخل الأفراد حسدا في البزنس وفرض رشاوي تحت الطاولة بالتوفيق يادبي

    • زائر 2 | 11:37 م

      التعاليم الغير متسامحة

      التعاليم الغير متسامحة و المتطرفة اصلها من ايران و نشرها الخميني كما تعلماً انت جيداً و ما داعش و القاعدة و غيرها من الحركات المتخلفه و الإرهابية الا ردة فعل للإرهاب الذي مصدره الأساسي الفكر الرجعي ... الذي ينتشر في ايران

    • زائر 8 زائر 2 | 2:10 ص

      خذ اسمك وسمني به

      لم تقراء التاريخ.................ومايحدث اليوم بسبب المواقف المتخادلة المنحرفة والخاطئة من فئة مسلمة وليس مؤمنة تقطع الرقاب وتشرع جهاد النكاح والخ....

    • زائر 10 زائر 2 | 3:04 ص

      العزيز

      لم نعرف في هذا الزمان دولة حاربها الشرق والغرب وبدأت من الصفر ووصلت إليه من قوة وتنظيم جيش و إنتاج في المواد الغذائية ومواد أخرى مثل النووي وغيره مثل إيران .أصبحت الدولة القوية الضاربة التي لا تقهر في المنطقة والتي أرعبت إسرائيل .
      خلك بحقدك .

    • زائر 16 زائر 2 | 9:21 ص

      القاعدة

      مؤسس القاعدة اسامه بن لادن سعودي الأصل يمني
      زعيم القاعدة ايمن الظواهري مصري

    • زائر 1 | 11:29 م

      شتّان بين من يزرع الورد وبين من يزرع الشوك..

      «دبي» ترتبط بها كثير من الأخبار الاقتصادية، وقد أنجزت كل ما أنجزته وهي من أقل المناطق امتلاكاً للنفط، وأكثر من 70% من ناتجها المحلي (نحو 90 مليار دولار في السنة) يأتي من القطاعات غير النفطية..
      «داعش» اعتمد في الأساس على الأموال الخليجية، واعتمد على التفسير الديني غير المتسامح والمنتشر في منطقة الخليج. وأن أهل دولة خليجية يمثلون رقماً مهماً من الانتحاريين الذي يقتلون أنفسهم ويقتلون الآخرين لاقتناعهم بأهداف دينية تتسق تماماً مع بيئة أنتجتها البيئة الحاضنة..

اقرأ ايضاً