العدد 4361 - الجمعة 15 أغسطس 2014م الموافق 19 شوال 1435هـ

عواصف المنطقة

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

تمر المنطقة بكل دولها بعواصف سياسية وتغييرية شديدة للغاية بحيث لا يمكن لأحد مقاومتها وكل الدول بدأت بالتحرك في اتجاهات مختلفة من أجل التعامل مع هذه التغييرات الهائلة والكبيرة.

هذه التغيرات لها العديد من المؤثرات، وبعض هذه المؤثرات تكون خارجية وعالمية بفعل تداخل المصالح الإقليمية والدولية وتضاربها؛ وبالتالي فإن استقرارها بحاجة إلى توافق أو صفقات بين تلك الأقطاب.

ومن الواضح أن المتصادمين في العلن لديهم تواصل وراء الكواليس للتوصل إلى حلول لهذا التصادم، في العديد من الملفات وليس هناك ملف مستبعد على الطاولة، ومن يتوهم ذلك فهو مخطئ.

الولايات المتحدة لاعب كبير، غير أن هناك روسيا الداخلة بكل قوة على التغيرات في المنطقة والعالم، إلا أن وجود الأقطاب الدولية يوازيه وجود أقطاب إقليمية، والواضح أن أهم قطبين في الإقليم هما السعودية وإيران، ولا تخلو التحليلات والتسريبات من وجود توافق في هذا الملف أو تواصل بشأن ملف آخر.

العراق كان أحد الملفات التي تتصارع فيه المصالح الإقليمية والدولية، ورغم وجود ملاحظات على أداء رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي إلا أن له إيجابيات منها خروجه من السلطة مفضلاً عدم إراقة الدم في الصدامات وبالتالي تُمكِّن «داعش» من التوغل أكثر في العراق.

ويبدو أن ما جرى في العراق جاء نتيجة توافق ما في الإقليم والعالم، والأمر سينسحب على لبنان الذي لا يزال الاستحقاق الرئاسي فيه يراوح مكانه منذ أشهر، فقد عاد سعد الحريري بعد غيابه لثلاث سنوات عن لبنان رغم أنه قال إنه لن يعود إلى بيروت إلا عبر دمشق، في إشارة إلى أنه لن يعود إلا بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.

المشهد في تونس يسير ببطء شديد لكنه الأكثر تقدماً للأمام، فيما يشهد الوضع الليبي تراجعاً كبيراً للغاية وسط تناحر الجماعات المسلحة ومعارك تلك الجماعات مع الجيش الليبي هذا إذا كان هناك جيش ليبي أصلاً. ولا يخلو المشهد الليبي من التدخلات من داعمي الجماعات المسلحة أو داعمي بعض الجهات؛ فكلٌّ «يغني على ليلاه» والضحية هو الشعب الليبي.

أمّا مصر وهي الدولة العربية الكبرى ورغم الاستقرار النسبي الذي تعيشه لكن كل ما يجري فيها يوضح أن هناك حاجة ماسّة إلى مصالحة وطنية شاملة قائمة على أساس واضح من حقوق الإنسان والعدل.

البعض يغرد خارج السرب، ظناً منه أنه خارج العالم وخارج كل التأثيرات، ولكن كل يوم بل كل قرار يوضح تماماً أن التغريد خارج السرب أمرٌ خيالي ليس إلا وإن طال زمانه.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 4361 - الجمعة 15 أغسطس 2014م الموافق 19 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:53 ص

      يسلم عليك المالكي

      نوري المالكي وثقافة أخذ الذي بين عينيك
      خوش مقال ويبين فهمك السياسي انك محنك سياسيا من قرأ مقالك انسحب لقوة قلمك

اقرأ ايضاً