العدد 437 - الأحد 16 نوفمبر 2003م الموافق 21 رمضان 1424هـ

واختلط القرقاعون بالفالنتاين

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

لقد أصبح أمرا مألوفا، ولا نبالغ عندما نقول إنه لا يبعث على الاستغراب، فما إن تدق النواقيس معلنة بدء تلكم الليلة حتى ينجال الشباب في الطرقات، ذكورا وإناثا، صغارا وكبارا ومن مختلف الأعمار، لحد الآن لا يوجد ما يبعث على الاستنكار في هذه الكلمات، ولكن ليالي الاحتفال بالمناسبات الدينية أصبحت فرصة لقيام مرضى النفوس بمزاولة ما اعتادوا عليه.

وما ليلة «القرقاعون» أو غيرها ببعيدة عن الأذهان، فلم تكد الساعة تتجاوز السابعة حتى دوت أصوات «المفرقعات» مطلقة العنان لحركة غير طبيعية... الفرسان الملثمون وغير الملثمين امتطوا الخيول و«الحمير»، وضاقت الأرض بما رحبت في شوارع القرى والمدن حتى أصبحت عادة ألفها الناس واعتادوا عليها.

في الجهة الأخرى، شابات وشباب انتظروا هذه الليالي بفارغ الصبر وأعدوا العدة، أرقام تتطاير، وعيون تلتفت يمنة ويسرة علها تصطاد في ماء عكر، فما اعتدنا عليه أو بالأحرى تعود عليه آباؤنا حور أكثره، صحيح أن لكل زمان دولة ورجال، ولابد أن تحدث تغييرات، ولكن في الإطار المقبول والمتعارف عليه، وأضعف الإيمان التغيير الذي يمكن هضمه.

ولكن السؤال هو لماذا يحدث ذلك؟ هل هو بسبب غياب رقابة الأهل عن أبنائهم؟ هل هو بسبب الضيق والضجر الذي يعيشه الشباب؟ أم هل هو نابع من تراكمات جاءت من هنا وهناك فاختلط القرقاعون بالفالنتاين؟ ولعل الأهل يلعبون الدور الأكبر في هذه المجال، فإرخاء الحبل أكثر من اللازم هو السبب الأكثر ترجيحا لشيوع مثل هذه التصرفات، وتطرق الذهن طرافة عرضتها إحدى القنوات الفضائية، حينما كانت تعرض برنامجا يناقش مشكلات الشباب، اتصل الخبير الفلاني وسألته مقدمة البرنامج عن السبب وراء تيه الشباب وانسياقهم وراء كل ناعق فأجاب: ذلك لأن الشباب يعيش حاليا حالة من الازدواجية المفرطة... ويا لهذا الجواب المقنع!!!

ولعل الدعوة التي أطلقها بعض الأشخاص بتحريم الاحتفال في مثل هذه الليالي لم يلق الرواج المخطط له. نحن لا نقول إننا نؤيد ما وصلت إليه الأمور من استهتار وبذخ وتصرفات غير مسئولة، ولا نقول إننا نتخلى عن موروثات موجودة منذ الأزل لم تعرف التوقف في أصعب الظروف وأصعب الأوقات... منظر الأطفال وهم يجوبون البيوت بيتا بيتا، ومنظر القرى والمدن وهي تزدهي بالزينة في كل مكان... المجالس فتحت أبوابها للزائرين والمارين؛ مشاهد رسمت في الأذهان منذ قديم الزمان، ومن الصعب أن تمحى في ليلة وضحاها...

لا بد من وقفة صريحة تعالج مشكلات الشباب، لا بد من وجود دراسات واعية وجادة لحالات الشباب. ولا بد لنا في هذه العجالة أن نعرج إلى دراسة تم معالجتها تعنى بالمسلسلات المدبلجة، وخرجت الدراسة بنتيجة مؤداها أن هذا العرض المكثف يستهدف زرع فكرة في نفوس الشباب؛ تشريع الحمل قبل الزواج والحب على الطريقة المكسيكية، وللأسف وقعت قنواتنا في مغبة العرض المفرط لمثل هذه المسلسلات ولازالت... الشباب ليسوا بحاجة إلى مركز يجري الدراسات ويضعها بين دفتين ويقفل خزانة عليها عشرة أقفال بحجة السرية ومراعاة الصالح العام، الشباب بحاجة إلى وقفة صريحة وواعية من الأهل، وبحاجة إلى اهتمام أكثر فأكثر إلى اهتمام الجهات المختصة

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 437 - الأحد 16 نوفمبر 2003م الموافق 21 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً