العدد 4372 - الثلثاء 26 أغسطس 2014م الموافق 30 شوال 1435هـ

هوس المضاربة بالأراضي الزراعية الأميركية (1 – 2)

سوف تُعرف السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين بأنها سنوات الاندفاع العالمي منقطع النظير على صفقات شراء أو استئجار الأراضي الزراعية في مختلف الدول النامية.

وتفيد التقارير بأن الصفقات شملت شراء أو استئجار نحو 500 مليون فدان - ما يعادل ثمانية أضعاف مساحة بريطانيا - عبر العالم النامي بين العامين 2000 و2011، وغالباً على حساب حقوق الأمن الغذائي والأراضي المحلية.

كذلك فعندما ارتفعت أسعار المواد الغذائية في العام 2008 -الأمر الذي رفع عدد الجياع في العالم إلى أكثر من مليار نسمة - ازداد أيضا اهتمام المستثمرين بالأراضي. وهكذا، وخلال عام واحد، ارتفعت الصفقات الأجنبية لشراء واستئجار أراضي العالم النامي بنسبة مذهلة بلغت 200 في المئة.

واليوم وصلت درجة التحمس للزراعة إلى عتبة هوس المضاربة. فلم يسبق للقطاع المالي أن أبدى مثل هذا الاهتمام الجبار بالأراضي، وذلك بدفعة سواء من ارتفاع أسعار المواد الغذائية أو الطلب المتزايد على المحروقات الزراعية.

وعن هذا، دأب معهد اوكلاند منذ العام 2011 على الإفادة عن مدى حرص جيل جديد من المستثمرين المؤسسيين - بما في ذلك صناديق التحوط والأسهم الخاصة، وصناديق التقاعد، والأوقاف الجامعية - على الاستفادة من الأراضي الزراعية العالمية باعتبارها كفئة أصول جديدة ومرغوب فيه للغاية.

لكن الشيء الذي غاب دائماً أكثر من غيره عن متابعة هذا الانقضاض العالمي على الأراضي الزراعية، هو أنه هو بالضبط ذلك: انقضاض عالمي.

فعلى رغم أن التغطية الإعلامية تميل إلى التركيز على الاستيلاء على الأراضي في البلدان ذات الدخل المنخفض، يظهر الجانب الآخر للعملة نفسها أيضا، عملية الانقضاض على الأراضي الزراعية الأميركية، وهو الذي يتجلى في تزايد الاهتمام من قبل المستثمرين، وارتفاع أسعار الأراضي. وخصص عمالقة مثل صندوق التقاعد TIAA-CREF المليارات من الدولارات لشراء الأراضي الزراعية.

تقدر واحدة من المؤسسات الرائدة في هذا القطاع، أن 10 مليارات دولار في رأس المال المؤسسي يبحث حاليا عن إقتناء أراض زراعية في الولايات المتحدة، لكن هذا الرقم قد يرتفع بسهولة حيث يسعى المستثمرون للتخلص من المرحلة المالية الراهنة غير المؤكدة، عن طريق وضع أموالهم فيما يعتبرونه سلامة الزراعة.

في السنوات العشرين المقبلة، ونظرا إلى اجتياز الولايات المتحدة أزمة غير مسبوقة مست بالمزارعين، ستكون هناك فرصة كبيرة لتلك الجهات لتوسيع نطاق ممتلكاتها ما يقدر بـ 400 مليون فدان ستتغير حيازتها إلي أيدي الأجيال.

حتى الآن، لايزال الوجه الداخلي لحمى الاندفاع على الأراضي غير مرئي إلى حد كبير. فعلى رغم حجمها والطموحات المعلقة عليها، لا يكاد أي شيء تقريبا يعرف عن هؤلاء المستثمرين الجدد وممارساتها التجارية.

أنورادها ميتال

وكالة «إنتر بريس سيرفس»

العدد 4372 - الثلثاء 26 أغسطس 2014م الموافق 30 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً