العدد 4374 - الخميس 28 أغسطس 2014م الموافق 03 ذي القعدة 1435هـ

شباب جوالة المالكية... قيمة وطنية

شبر إبراهيم الوداعي

باحث بحريني

الشباب قيمة الوطن ورصيده ودعامته الفعلية في انجاز المشاريع الاستراتيجية للبناء والتقدم الحضاري. تلك هي الحقيقة التي نركن إليها ونحتسب لها مكانة وقيمة في تقديرنا ونضعها ركناً رئيساً في منهجيات التخطيط والعمل لتنفيذ البرامج الوطنية ذات البعد الاستراتيجي في التنمية، وذلك ما تأكد حضوره وواقعية وجوده في المكون الروحي لشبابنا البحريني في اللقاء الأولي مع شباب جوالة المالكية لبحث خطة العمل لتنظيم ورشة عمل تناقش الاتجاهات المنهجية لتفعيل توجيهات وزير الداخلية في شأن اعتماد التطوع في عمل الدفاع المدني.

شعلة من النشاط والمسئولية والالتزام، حقيقة أكدتها مبادرات شباب جوالة المالكية قولاً وفعلاً، منذ أن رسمنا خطوط العمل الأولى لتنظيم «ورشة العمل التداولية... التطوع في عمل الدفاع المدني»، جهود متواترة للعمل على إنجاز ما جرى الاتفاق بشأنه من خطوات تحضيرية، والحرص على أن يكون للورشة حضورها الاجتماعي والإعلامي، وتمثل ذلك الجهد في التواصل مع وسائل الاعلام وتنظيم حلقة حوارية مع تلفزيون البحرين ضمن البرنامج الصباحي «هلا بحرين»، وتصميم شعار الورشة وموقع الكتروني لتيسير عملية التواصل الاجتماعي وتشكيل فريق العمل التنفيذي والتخطيط لتنفيذ خطة دعائية وإعلانية وإعلامية للتمكن من تعميم أهداف رسالة الورشة.

الحرص والمسئولية الوطنية المقوم الرئيس والقيمة الأخلاقية والتربوية الذي لمسناه في مبادرات وثقافة شباب جوالة المالكية وحبهم للعمل التطوعي والوطني، وهو ما أكدته كلمة عضو الجوالة وأحد أعمدة فريق العمل التنفيذي، عبدالعزيز محمد، في سياق حديثنا حول الاتجاهات العملية لإنجاز أهداف المشروع والتي يشير فيها «كشباب، قادر على تقديم الكثير الكثير للمجتمع... أود أن أقدم خدمة إلى وطني»، وهي كلمة عميقة في معانيها الوطنية والأخلاقية والتربوية. إنه الإلتزام والمسئولية الوطنية، وعمق الجاهزية للعمل في تقديم ما باستطاعته تقديمه لخدمة الوطن، وتشكّل تجسيداً فعلياً لقَسَم الجوالة الذي يقول «أعد بشرفي أن أبذل جهدى في أن أقوم بما يجب علي نحو الله ثم الوطن. وأن أساعد الناس في جميع الظروف وأن أعمل بقانون الجوالة».

التقينا شباب جوالة المالكية للمرة الأولى في صيف العام 2000 في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة ضمن «الرحلة البيئية في دول مجلس التعاون الخليجي»، والتي ترتكز أهدافها على تأكيد الروابط الأخوية والاجتماعية والثقافية والتاريخية لشعوب مجلس التعاون الخليجي، وتنظيم استطلاع لمنظومة البيئات الطبيعية في دول المنطقة، ووجدنا في جوهر أهدافهم المسئولية والالتزام الوطني والإنساني. والكل في بلادنا يعرف جيداً جهود شباب جوالة المالكية قي نشاطاتها اإجتماعية والإنسانية والخيرية والخدمية والبيئية والتنموية، ومن أبرز المشاريع الوطنية التي يمكن الإشارة إليها «الحملة الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال» والحملة السنوية للتبرع بالدم منذ العام 2001، والحملة الوطنية للتبرع بالأعضاء منذ العام 1998، والدورات التدريبية على الإسعافات الأولية وحملة التوعية من مخاطر أنفلونزا الطيور، والحملة الوطنية للتوعية من مخاطر تعاطي المخدرات، والاحتفال بالمناسبات الصحية كـ «اليوم العالمي للسكر»، و»اليوم العالمي للكلى» وغيرها، إلى جانب المشاركة في التطعيم السنوي لحجاج بيت الله الحرام والزيارات الدورية لمراكز رعاية المسنين والمستشفيات، فضلاً عن تفاعلها الدائم مع الحراك المجتمعي والتعاون مع المؤسسات والأندية الاجتماعية والرياضية والمراكز الاجتماعية والشبابية، ضمن حملات تنظيف السواحل. ومن أبرز ذلك مساهمتها الفعلية في حملة تنظيف ساحل باربار ضمن برنامج مهرجان باربار البيئي.

وفي إطار تقييمنا لهذا الجهد ضمن استطلاع للرأي نظمته الجوالة، أكدنا على أن «ثقافة العمل والإبداع والمبادرة والمسئولية والالتزام الوطني والاجتماعي والانساني، صفات وجدناها وخبرنا نقاءها وتفاعلها في ثقافة وسلوك وأخلاق منتسبي جوالة المالكية، وقد وجدناهم مبادرين في البحث عن حلول لصون بيئة الهيرات كمعلم اجتماعي وتراثي ومعيشي. كما أن حضورهم بارز في موقع الحدث عندما يتطلب الأمر القيام بحملة تنظيف السواحل أو موقع يتطلب تدخل المجتمع المدني للمساعدة في إعادة تأهيله، أو دعم برنامج اجتماعي. إنها المسئولية التي أنجزت المفيد لبلادنا، وهي القيمة التي كان لها الأثر الفعلي في دفعنا للإقدام على إنشاء «جمعية البحرين للبيئة».

الكاتب والإعلامي المعروف منصور الجمري عبّر عن رأيه في أهمية جهود جوالة المالكية بقوله «العمل الاجتماعي هو المؤشر الحقيقي لحيوية المجتمعات الإنسانية، وجوالة المالكية استطاعت أن تحجز لها مساحة واسعة على خارطة العمل الاجتماعي البحريني، وصرنا نراها في مختلف الفعاليات الاجتماعية بشكل ملحوظ، فهي حركةٌ اجتماعيةٌ يمثلها مجموعة من الشباب البحريني الذي ينبض حيويةً ونشاطاً كبيرين، ويتحرك بروح مفعمة بالحياة في جسد هذا المجتمع الطيب».

إن تلك القيمة نحتسبها عنصراً مهماً في منظومة العمل الوطني التي من الطبيعي أن يجري قراءة قدراتها ومكامن قيمتها الإنسانية والوطنية، ودراسة فوائدها الوطنية والعمل على استثمار طاقات أفرادها في إنجاز المشاريع التنموية والوطنية، خصوصاً إذا ما أدركنا حقيقة مجربة ومؤكدة أن هذا النوع من البشر يتميزون بالإخلاص ومسئولية الالتزام والولاء الوطني.

إقرأ أيضا لـ "شبر إبراهيم الوداعي"

العدد 4374 - الخميس 28 أغسطس 2014م الموافق 03 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:20 ص

      تحيه للجواله

      بالفعل قيمه وطنيه تستحق التقدير والتكريم ولم نرى الجهات الحكوميه رغم هذا العطاء أن تبادر بتكريمهم تحيه لسعيد وسامي وبقية الأعضاء

    • زائر 1 | 12:26 ص

      نعم هذا هو الحس الوطني

      حريا بهذا الشباب المفعم بالحيوية و النشاط على هذا الجهد الكبير في خدمة هذه الأرض الطيبة و على الجهات الرسمية دعم و تكريم هذا الشباب لتحفيزهم على تقديم المزيد و بالخصوص لو يكون هذا التكريم من معالي وزير الداخليه إلى هاولاء ليكون الحافز أكبر لهم لا نجاز مبادرتهم القيمه التي تابعنها على شاشة تلفزيون البحرين بخصوص التطوع بالدفاع المدني

اقرأ ايضاً