نظمت جمعية الهملة الثقافية الخيرية الاجتماعية خلال شهر رمضان المبارك العديد من الفعاليات والأنشطة والثقافية والاجتماعية والتوعوية، حيث أعدت برنامجاً توعوياً ثقافياً اجتماعياً ضمن برنامجها السنوي «المجالس العامرة» الذي يستمر للسنة الثامنة على التوالي. وهو برنامج اجتماعي توعوي متحرك، يتنقل بين عدد من المجالس الرمضانية ويستضيف شخصيات ثقافية وتربوية بغرض تعزيز أواصر الصلات الأهلية والعلاقات الاجتماعية في الشهر الكريم واستغلال لتواجد الناس في المجالس لبث الوعي بمختلف أشكاله. وكانت أولى فعاليات المجالس العامرة أمسية روحية شارك فيها القارئ محمد حسين الدرازي والشيخ رضي القفاص في مجلس أبناء المرحوم الحاج مهدي، حيث تمت قراءة بعض الأوراد الواردة في الشهر الكريم والوقوف عند بعض جملها للتأمل في جو تفاعلي إيماني.

وتلتها أمسية إنشادية وجدانية بالتعاون مع هيئة الإمام الحجة للمسرح الحسيني والرادودان السيد يوسف الوداعي وعلي حمادة في صالة أهل البيت، فقد تم تقديم أوبريت ممسرح بعنوان «سلام».

وهو عبارة عن سيناريو خيالي يحاكي حواراً بين الروح والجسد، تأكيداً على ضرورة إشباع الحاجات الروحية وبناء الذات وتربيتها، استلهاماً من إسلامنا الحنيف، ثم مجلس ختم قرآني مركزي في مجلس الحاج علي إبراهيم الهدار، وهي عادة اجتماعية دأب عليها الأجداد يتلاقى فيها الأهالي لختم القرآن في في ليلتي النصف من شهر شعبان وليلة العيد للتسبيح وقراءة الأوراد والقصائد المتعلقة بالمناسبة وتوديع الشهر الفضيل.

وتضمنت الفعالية كلمة قصيرة للشيخ محمد علي السندي بعنوان «الإصلاح الاجتماعي ضمانة المجتمع» تحدث فيها عن أهمية الإصلاح وآليات تعزيز الروح المبادرة نحو التماسك، تجنباً لحدوث تراكمات تفتك بمجتمعاتنا وتمزقها. وأشار إلى ضرورة وجود الأشخاص المبادرين الذين يصنعون التلاحم الاجتماعي، ويشكلون حائط صد لنزع فتيل الخلافات قبل أن تكبر وتمتد وتتعقد لسنين طويلة.

واستضاف منزل الحاج عبدالله عيد ندوة ثقافية عن تاريخ قرى البحرين المهجورة، قدمها الباحث والكاتب جاسم آل عباس، تناول فيها سرداً تاريخياً لعدد القرى في البحرين وتاريخ البحرين منذ عهد الرسول (ص)، حيث قدم استقراءً موضوعياً مدعماً بالأسانيد والمصادر لمجموع القرى والأسباب التي أدت إلى تقلصها وهجرة أهاليها والعوامل الداخلية والخارجية، ملفتاً إلى أهمية الحفاظ على التراث البحريني وإيصاله للأجيال المتلاحقة باعتباره إرثاً حضارياً عميقاً وشاهداً على عراقة البحرين وأصالة شعبها الطيب بمختلف توجهاته وعطائهم الممتد في إعمار وطننا الحبيب.

وتحت شعار «فلسطين نبض الأمة» وتزامناً مع العدوان الإسرائيلي على غزة تم عرض فيلم قصير يسرد معاناة الشعب الفلسطيني، أعقبها كلمة للشيخ علي الهويدي الذي أكد على ضرورة أن تكون معاناة الشعب الفلسطيني حاضرة في وجدان ضمير كل مسلم باعتبارها قضية إنسانية ومن القضايا المركزية للعرب والمسلمين.

وأُقيم إفطار جماعي للأهالي (إفطار صائم) في حسينية أهل البيت وهو فعالية سنوية تشكل فرصة لتلاقي الأهالي مع بعضهم البعض في مكان واحد وتبادل الأحاديث الودية على مائدة الشهر الفضيل.

واختتمت الفعاليات بإفطار خاص للأيتام، شارك فيها عدد من الشخصيات والوجهاء حيث تم تكريم الأيتام وتقديم عيديات لهم، لإدخال البهجة والسرور عليهم، تزامناً مع عيد الفطر المبارك، ولإدماج هذه الفئة بين المجتمع وإشراكها واستثمار طاقاتها ومواهبها لتعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم.