العدد 4381 - الخميس 04 سبتمبر 2014م الموافق 10 ذي القعدة 1435هـ

نادي باربار... خمسون عاماً من العمل والإنجاز

شبر إبراهيم الوداعي

باحث بحريني

خمسون عاماً مضت على ذلك الحدث التاريخي عندما تنادى نفر قليل من المجتمع المحلي في باربار للاجتماع والاتفاق على إنشاء مؤسسة ثقافية ورياضية تلم شمل شباب القرية، وتوحّد جهدهم الثقافي والاجتماعي.

بسيطة هي البداية، بيت متواضع يضم غرفتين صغيرتي الحجم، خُصّصت إحداهما لمجلس الإدارة والأخرى نظمت فيها مكتبة متواضعة، وجعل فناؤها الصغير للقاءات الأعضاء ومشاهدة التلفاز وممارسة بعض الألعاب التقليدية الشائعة في ذلك الزمان.

مسيرة عمل النادي كما الشجرة، غرسها الاوائل وحمت وجودها الأجيال المتلاحقة، بدأ صغيراً وصار كبيراً، بدايات نشاطاته لا تتعدى تنظيم بعض البرامج الموسمية تشمل باقة من المناشط الترفيهية والرياضية التي كان يلتف حولها أبناء القرية.

في صيف العام 1966 جرى بناء المقر الرسمي للنادي، وبدأ التحول التدريجي في توسيع نشاطاته، وصار يهتم بالجوانب الثقافية وتنظيم مكتبة حرص على تزويدها بالكتب في العلوم المختلفة، إلى جانب الاهتمام بالخدمات التعليمية بتشكيل لجنة التعليم، وحصر الراغبين في المشاركة ببرنامج محو الأمية. وحقّق المشروع أثره الايجابي في التحاق عدد من المشاركين بالبرنامج في مواصلة الدراسة المنزلية.

كما جرى العمل على تكوين فريقٍ لكرة القدم اضطلع بدوره في المحافل الرياضية الوطنية، وكلّل ذلك النشاط بابتكار دورة التعارف الكروية التي غدت من الفعاليات الرياضية الوطنية المشهورة. وشهد النادي تحولاً نوعياً في خططه المتنوعة مع استلام إدارة النادي شباب فريق الكوكب في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وجرى تبنى برامج طموحة ارتكزت على أهداف وأسس موجهة للإرتقاء بفاعلية النادي اجتماعياً وثقافياً ورياضياً، وجعله واجهة للعمل الإجتماعي لإنجاز المشاريع الخدمية والتنموية وتطوير البنى التحتية لقرية باربار.

بدايات التحول انصبت الجهود في الاهتمام بالجانب الثقافي، وإنجازاً لأهداف ذلك المشروع جرى العمل على تطوير مرافق النادي وتنظيم مكتبة حديثة مزودة بأحدث الاصدارات الأدبية والاجتماعية والثقافية والعلمية، وبناء مسرح بمواصفات حديثة جرى استثماره لممارسة الأنشطة الثقافية وتدريب الأجيال المتعاقبة على فنون المشاركة في البرامج والمسابقات الثقافية. وأمكن بفعل ذلك النهج إعداد فريق متمرس شارك في المسابقات الثقافية على المستوى الخليجي ونال المركز الثالث، كما جرى استثمار المسرح في تنظيم الأمسيات الأدبية والثقافية والمسرحيات الموجهة للتوعية.

ويشكل التعليم والارتقاء بالمستوى التعليمي للمجتمع في باربار محوراً رئيساً في خطة العمل التنفيذي للنادي، وفي إطار ذلك جرى الاهتمام ببرنامج محو الأمية وتبني مشروع التقوية المجانية للطلبة في مختلفة التخصصات الدراسية. وشارك في تنفيذه عدد من المتطوعين، وتعزيزاً لأهداف المشروع جرى تخصيص موازنة لدعم الطلبة والعمل على صرف رسوم للطلبة في الجامعة والمعاهد لتمكين أبناء الأسر ذات الدخل المحدود من مواصلة تحصيلهم الجامعي.

المحور الاجتماعي مقومٌ رئيسٌ آخر في خطة العمل التنفيذي للنادي، وقد جرى وفق ذلك تنظيم حملات تطوعية لجمع الأدوية المنتهية صلاحيتها، وتنظيم حملة توعوية شملت محاضرات متنوعة في التثقيف الصحي للجنسين، بالتعاون مع وزارة الصحة. كما جرى التعاون مع إدارة الدفاع المدني في تقديم محاضرات تخصصية حول طرق الاسعافات الأولية، ورافق ذلك الجهد تنظيم حملات دورية لتنظيف الساحل والأماكن العامة والمقابر، وزراعة الأشجار في المواقع الحيوية في القرية.

ويشكل المحور الرياضي أحد الجوانب المهمة في خطط النادي، ووفق التوجه لحجز مساحة للنشاط الرياضي في الحركة الرياضية الوطنية جرى العمل على إعادة تنظيم دورة التعارف الرياضية للمرة الثانية بعد توقف نشاطاتها والانضمام للاتحادات الرياضية، والانتقال من حالة النشاط الرياضي الترفيهي إلى الأنشطة الرياضية التنافسية. وتعزيزاً لذلك التوجه جرى إنشاء صالة رياضية متعددة الأغراض، وممارسة ألعاب القوة والطائرة وتنس الطاولة والشطرنج، وحجز النادي مكانة مرموقة في رياضة كرة اليد وكوّن فريقاً تميّز بالقدرة على الفوز بالبطولات الوطنية وتهيئة لاعبيه للمشاركة بفعالية في المنتخب الوطني لكرة اليد، والارتقاء إلى مستوى النجومية بين الفرق الخليجية، واحتراف عدد منهم في عدد من أدية دول مجلس التعاون الخليجي.

القضايا التنموية وتعزيز مقومات البنى التحتية للقرية شكلت محوراً استراتيجياً في خطط العمل التي تبناها، حيث تم تحديد أولويات واحتياجات القرية والعمل على الاهتمام ببناء شبكة للصرف الصحي وتعبيد الطرق وإنارة المواقع الحيوية في القرية، بما يتوافق والأسس الحديثة للتنمية الحضرية، وإقامة حديقة عامة.

كما جرى توجيه الخطابات الرسمية إلى الجهات المختصة وعقد الاجتماعات مع الإدارات المعنية بتنفيذ المشاريع التنموية، وأخذاً في الاعتبار متطلبات توفير الخدمات الصحية للقرية والقرى المجاورة، بذل النادي منذ العام 1995 جهوداً غير مسبوقة في توجيه الخطابات الرسمية والتواصل مع الجهات المختصة وعقد الاجتماعات مع المسئولين لبحث ضرورات إقامة مركز صحي في القرية، وتكللت تلك الجهود بتوجيه القيادة السياسية بإنشاء مركز الشيخ جابر الصباح الصحي الذي جرى افتتاحه يوم الثلاثاء (1 يوليو 2014) في باربار.

إقرأ أيضا لـ "شبر إبراهيم الوداعي"

العدد 4381 - الخميس 04 سبتمبر 2014م الموافق 10 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:57 ص

      نشكر إدارة نادي باربار


      نحتاج تركزون على بيوت الإسكان
      صار لي 15 سنة في بيت الوالد
      وانتون تعرفون وضع أهل باربار
      شوفو مسئول من وزارة الإسكان يسوي إلينا حل
      ومشكورين

    • زائر 1 | 4:58 ص

      ..

      يعجز اللسان عن شكر القائمين على ادارة نادي باربار، نحن ننتظر التطورات بخصوص مشروع مرفأ وساحل باربار، مع تمنياتنا كل التوفيق والتقدم للكاتب الدكتور شبر الوداعي وأدارة النادي..

    • زائر 3 زائر 1 | 6:45 ص

      علاء اسماعيل

      يعجز اللسان عن شكر القائمين على ادارة نادي باربار، نحن ننتظر التطورات بخصوص مشروع مرفأ وساحل باربار، مع تمنياتنا كل التوفيق والتقدم للكاتب الدكتور شبر الوداعي وأدارة النادي..
      علاء اسماعيل

اقرأ ايضاً