العدد 4389 - الجمعة 12 سبتمبر 2014م الموافق 18 ذي القعدة 1435هـ

بين كراجيسكي وروباك... ما الذي تغيّر؟

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في شهر سبتمبر/ أيلول من العام 2011 وقف المرشح لمنصب السفير الأميركي في البحرين توماس كراجيسكي في جلسة الاستماع، قبل إقرار تعيينه، أمام اللجنة الفرعية لشئون الشرق الأدنى التابعة للجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، ليصرح بأن «الاستقرار في البحرين على المدى الطويل يتوقف على الاستجابة للمشاكل الداخلية، ليس عبر القمع وإنّما عبر إصلاحات حقيقية ومصالحة»، وأضاف أن «الإصلاح السياسي واحترام حقوق الإنسان أمور أساسية لاستقرار البحرين»، ما دعا مجلس النواب البحريني في حينها لإصدار بيان يدعو فيه الحكومة البحرينية لعدم قبول طلب السفير الأميركي الجديد، بسبب ما أسمته تصريحاته العدائية للبحرين ولقاءه المعارضة. ما يعني أن حالة العداء التي استفحلت فيما بعد بين الموالاة والسفير الأميركي كانت سابقةً على تعيينه في البحرين.

وفي شهر يونيو/ حزيران من العام 2012 هدّد مجلس النواب في مؤتمر صحافي عقد بمشاركة جميع الكتل النيابية، باستخدام أدواته البرلمانية في مساءلة وزير الخارجية في حال عدم اتخاذ أية إجراءات ضد ما يمارسه السفير كراجيسكي من تدخلات في الشأن البحريني.

حالة العداء هذه وصلت ذروتها عندما دشّن رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبد اللطيف المحمود في منتصف شهر يونيو من العام 2013 في مدينة الحد «العريضة الشعبية للرئيس الأميركي باراك أوباما للمطالبة بسحب وتغيير سفير بلاده في البحرين»، وبالطبع فإن أياً من هذه التهديدات لم تُطبّق على أرض الواقع، فلا مجلس النواب استطاع أن يقدّم ولو «سؤالاً» لوزير الخارجية حول إجراءاته بشأن التدخلات المزعومة للسفير الأميركي في الشأن المحلي، ولا استطاع رئيس تجمع الوحدة الوطنية جمع عددٍ من التواقيع التي تجعل الرئيس الأميركي يرضخ لرغبات ومطالب تجمع الوحدة الوطنية في البحرين ويقيل سفيره في المنامة، ولذلك سمعنا عن تدشين هذه العريضة ولم نسمع حتى الآن إلى أين وصلت!

ومثلما أعلن كراجيسكي عن موقفه بكل وضوح أمام لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ، ها هو المرشح الجديد لمنصب السفير الأميركي في البحرين وليم روباك يعلن أمام نفس اللجنة وخلال جلسة الاستماع الأسبوع الماضي عن الموقف نفسه، وتقريبا باستخدام الكلمات نفسها، فهو يؤكد أنه «سيصرح سواءً في السر أو العلن بحججه حول ما يجعل الحوار السياسي والإصلاح وتعزيز وحماية حقوق الإنسان تصبّ في مصلحة البحرين على المدى الطويل».

كما أعرب روباك عن اعتقاده بأن «تسوية سياسية ناجحة ستسمح للجمعيات السياسية بالمشاركة في الانتخابات المقبلة ستكون أضمن إشارة على تقدم البحرين نحو الإصلاح والمصالحة... وأن الحكومة لديها المزيد لتفعله فيما يخص مجموعة من توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق».

فهل سيأخذ البعض تصريحات روباك كما أخذ تصريحات كراجيسكي ويفسّرها بأنها معادية للبحرين؟ وهل سيبدأ هذا البعض بشن حربه على السفير الأميركي الجديد قبل استلامه لمهام عمله؟ ذلك أمرٌ متوقعٌ تماماً.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4389 - الجمعة 12 سبتمبر 2014م الموافق 18 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 8:07 ص

      كراجيسكي = روباك

      من يخاف من الشبح يطلع له

    • زائر 3 | 5:37 ص

      لا فرق بينهما

      لا فرق بينهما فكلاهما يريدان تمكين اتباع ولاية الفقيه من حكم البحرين كما فعلوا من قبل في العراق

    • زائر 2 | 1:22 ص

      سلمت أناملك

      جعل الله في ميزان حسناتك يامخلص لله وللوطن شكرا جزيلا لوقفك دائما مع المظلومين.

    • زائر 1 | 1:13 ص

      فزعات بعض النواب زوبعة في فنجان

      السر الكبير في سيكلوجيا بعض الربع في مجلس النواب في البحرين sms تأتيه التعاليمات في مسج فيقيم الدنيا صراخا وكأن الآخرة على الأبواب ثم يسكت سكوت الموتى فجأه ولا تعرف السبب
      وعندما تسأله يا سعادة النائب ويش السالفة يقول لك هامساً (( ياتني تعليمات ))
      وهي حقيقة غير خافية على أحد ولذلك هم النواب يقولون أن بينهم بصامييم
      وقالت عنهم الوزيرة مقولتها المشهورة (( موب رياييل ))

اقرأ ايضاً