العدد 4398 - الأحد 21 سبتمبر 2014م الموافق 27 ذي القعدة 1435هـ

الحكمة و«التعاونية» تخرجانا من الحالة السلبية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يوم أمس عرضت فضائية «سي إن إن» مقابلة مع الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون... وفي نهاية المقابلة كان السؤال حول الكتب التي ينصح كلينتون المشاهدين بقراءتها، واقترح كتابين أحدهما يفسر لماذا أن بعض الكائنات تعيش أكثر من غيرها رغم قسوة الظروف، وأن مؤلف الكتاب وجد أن هذه الكائنات تجمعها صفة «التعاونية» فيما بينها، ولذلك فإنها قادرة على التكيف والتغلب على الصعوبات، وأن تستمر في البقاء رغم تقلب البيئة على مر الزمن. وشرح كلينتون «التعاونية» هي التي تمكن أي مجموعة من الكائنات (بشراً، حيوانات، كائنات صغيرة) من مواجهة مختلف أنواع التحديات وتقلل الجوانب السلبية التي تواجهها، وبالتالي فإنها لا تفسح المجال للحالة السلبية بالسيطرة عليها.

وحالياً، فإن الأخبار السلبية في منطقتنا تغلب على الأخبار الإيجابية، بل وتتسيّد الحالة السلبية على مجمل الحياة العامة. ولعلّ من أسوأ مظاهر السلبية هو انتشار حالة اللامبالاة؛ وذلك لشعور الكثيرين بالعجز في التأثير على مجريات الأمور المحيطة بهم، وعدم القدرة على التأثير فيها عبر الطرق المتاحة، وهذا بدوره يؤدي إلى ظاهرة أكثر خطورة وهي الشعور بالغربة في الوطن، مما يدفع نحو الانزواء والتشكيك في كل شيء.

نجد كيف أن شعور فئة من المجتمع العراقي، مثلاً، بالغربة من العملية السياسية هناك قد أحدث في النهاية «فراغاً سياسياً» قام أصحاب الأفكار المتشددة بملئه. فلقد وجدت الجماعات المتشددة حواضن اجتماعية ذات فراغ سياسي، وهذه الحواضن أفسحت المجال لتمدد تلك الجماعات بسرعة، وأصبح المتشددون الآن يمثلون تحدياً وجودياً لأطراف عديدة. إن الحل الأمني والعسكري لا يكفي من دون حل سياسي يجتمع عليه مختلف أطراف المجتمع على أسس إنسانية عادلة بعيدة عن المزايدات والمناكفات والأحقاد والكراهية.

إن ما نأمله لبلدنا ولجميع بلدان المنطقة أن لا تقع فيما وقع فيه العراق، وذلك من خلال معالجة الأوضاع السياسية بحكمة تؤدي في نهاية المطاف إلى تحويل الشعور السلبي إلى شعور إيجابي قائم على حالة من «التعاونية» تشمل الجميع تحت مظلة عادلة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4398 - الأحد 21 سبتمبر 2014م الموافق 27 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:31 ص

      العلمانية هي الحل

      العلمانية و فصل الدين عن الدولة و منع رجال الكه..... من التدخل في الشأن العام هي الحل الوحيد لبلد مثل البحرين يعاني من انقسام طائفي

    • زائر 8 | 12:39 ص

      ولماذا لانكون كالمكون السني في العراق

      لنكن واقعيين ثار سنة العراق وطالبوا برفع التهميش والتمييز الذي وقع عليهم دول العالم باركت مطالبهم وتم ماتم من تغيير المالكي وحكومتنا اول الداعمين لثورة السنية وهي كذلك وهذا مو موضوعنا يأتون للبحرين الجميع اخرس والقهر يدعمون الحكومة ضد شعبها. الذي يطالب سلميا فقط لأنهم شيعة وهناك سلاح وقتل لانهم سنة عيب والله وسنتزع الحقوق كسنة العراق

    • زائر 7 | 11:20 م

      هذا لن ولن يكون يادكتور

      فلا ترتجي منهم خيرا للبلد ابدا اهم مايكون لديهم هي مصالحهم الشخصية والبقاء مدة اطول للاستحواذ على ثروات ومقدرات الوطن وتطبيق نظرية البقاء للاقوى وحتى المعونات التي يتصدقون بها علينا دول الجوار لانرى منها الا الفتات الا ترى يادكتور كيف تحول ذلك الصرح العظيم وهو جامعة الملك عبدالله الطبية الى مبنى قزم حيث علقت يافطة هذه الجامعة على مركز الجوهرة البراهيم للطب الجزئي؟يعتريني الشعور بالالم كلما مررت واتسال هل هذه اليافطة بمليار ريال؟

    • زائر 6 | 11:12 م

      المآلات

      صباح الخير .. أظن بأن ماذكرته د. منصور هي قاعدة تلف كل جوانب حياتنا !
      فمثلا حينما تأخذ قبضة من رمل الشاطىء فسرعان ما يأتي البحر برمل يملأ الفراغ الذي أحدثته ، واذا مانظرت الى الدول فان تحييد " الكفاءات " يعني ملأ فراغهم ب " العاهات " وغياب " العدل " سيملأه " الظلم " والظلم الى زوال .
      أعتقد بأن وصف " اللامبالات " قد لا ينطبق على الجميع فدراسة مآلات الأمور توفر على الانسان الكثير من الجهد والوقت .. ودمت بخير ومسح الله على قلوب الامهات في أرضنا خاصة !

    • زائر 4 | 10:36 م

      لاتنسون الطفل

      يا كتاب
      لاتنسون الطفل جهاد السميع 10 سنوات عمره
      اقفو معاه كتبو عنننه اعتبروه ابنكم قلبه وقلبه اهله يتالم

    • زائر 3 | 10:31 م

      صحيح دكتور

      وأنا لا أرى مظلة عادلة فيما طرحته الورقة الحكومية الأخيرة التي تدعي توافق الجميع وهي تظلم فئة وتقدم أخرى. ترفض الدوائر العادلة بحجة التوازن. وترفض مشاركة حقيقية في الحكومة باسم الوزارات السيادية. وترفض الشعب مصدر السلطات لصالح الاستئثار.

    • زائر 2 | 10:17 م

      ما من مجيب

      لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن.........

    • زائر 1 | 10:14 م

      دعاء

      الفقرة الاخيرة دعاء. نأمل ان يستجيب ولي الامر و يستجاب من قبل صاحب الامر.

اقرأ ايضاً