العدد 4408 - الأربعاء 01 أكتوبر 2014م الموافق 07 ذي الحجة 1435هـ

راتبها روبية شهرياً!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

قبل أقل من أسبوع أقدم ستة هنود منكوبين على الانتحار، ثلاثة منهم اختاروا الانتحار شنقاً، واختار الرابع طريقة الانتحار بإحراق نفسه، وأمّا الخامس المسكين فاختار تناول السم الزعاف، بينما كانت الطريقة المثلى للمنتحر السادس هي بإلقاء نفسه أمام حافلة مسرعة فهشمت لحمه، وطحنت بعض عظامه والتحق بزملائه المنتحرين.

ولم تتوقف المأساة عند الهنود الستة المنتحرين، بل توفي أيضاً عشرة هنود آخرين بأزمات قلبية مفاجئة، كل ذلك حدث لهؤلاء الهنود الطيبين، عندما أدانت محكمة هندية رئيسة حكومة ولاية تاميل نادو الهندية وصدر ضدها حكم بالسجن أربع سنوات، بعد أن أدينت بجمع ثروة غير معلن عنها بلغت نحو 11 مليون دولار خلال توليها المنصب للمرة الأولى من العام 1991 حتى 1996.

كانت السياسية جايارام جايالاليتا تحصل على راتب رمزي قيمته روبية واحدة (1.6 سنت) فقط في الشهر، بينما يقول ممثلو الادعاء إن جايالاليتا ومساعديها أسسوا شركات وهمية نهبوا من خلالها مبالغ مالية كبيرة، ولم تكن الشركات تمارس أي أنشطة تجارية، ولكنها استحوذت على العقارات الرئيسية في الولاية الواقعة جنوبي الهند.

جايالاليتا التي كانت ممثلة قبل أن تدخل عالم السياسة اكتسبت سمعة طيبة بين هنود ولايتها، وكانت شخصيتها ذات كاريزما فريدة، حتى أنها كانت تشتهر بـ «الأم»، ويحمل عشاقها لها كمّاً كبيراً من العواطف وصل حد الهوس بين بعض الأنصار، إلا أن ذلك انهار كانهيار سد مأرب بعد أن سقطت في وحل الفساد، حتى أن عدداً من عشاقها قادتهم الصدمة إلى الموت شنقاً أو حرقاً أو سمّاً.

في عالم السياسة عادة ما تكون الأرض خصبة لممارسة مختلف أشكال الفساد، ففي هذا العالم مغريات جمّة، يسهل الانزلاق لها، ولعل السياسة هي الغطاء الأكبر لأكبر صفقات الفساد وأوسعها على الإطلاق.

المشكلة تكبر بحجم الكون عندما يستشري الفساد ويعم، وتدوّن أحداثه المتسلسلة في التقارير الرسمية، ولكن يصعب أن تقع عينك بين هذه التقارير على مفسدين، وكأن الفساد ممارسة يقوم بها الجن، أو سكان الفضاء.

والمؤلم أكثر هو أن يصاب المجتمع بمناعة من سماع قضايا الفساد، حتى تصبح عنده قصص الفساد لا تعدو روتيناً، يسمع عنه ولا يسمع من يعاقب عليه، فضلاً عن أن تصل به المأساة إلى شنق نفسه، أو حرق جسمه، أو تقطيع أمعائه بالسّم.

إن غض الطرف عن ملاحقة المفسدين، ومحاكمتهم، ومحاسبتهم، لن يوقف هذا النزيف الجارف من الفساد المستشري، الذي نكتفي بتدوينه في الأوراق المصقولة الجميلة.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4408 - الأربعاء 01 أكتوبر 2014م الموافق 07 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 10:38 ص

      الي زائر 3

      لآتظلم الهوامير قهم قي طريقهم للأ انقراض ربما مخلوقات أخرى فيجب النحري وشكرا

    • زائر 3 | 3:31 ص

      عندما خير

      العامل العادي أو الحارس البحريني يكلف راتبه بالتأمين تقريبا 200 الي 300 هذا اذا كان مثبت في الوزارة ولكن أذا كان يعمل في الوزارة عن طريق الشركة كما هو منتشر في جميع وزارات الدولة يكلف الدولة راتبه حوالي 650 دينار اليس هذا يعتبر استقلال لموارد الدولة وفساد يستفيد منه الهوامير

    • زائر 2 | 2:09 ص

      ذكرتني بالدينار

      ذكرتني الدينار قيمة الأرض التي بنوا عليها أعلى وأفخم مبنى في جزر الواق واق

    • زائر 1 | 12:55 ص

      مفارقة

      أحد الزملاء الهنود حدثني عن رئيسة هذه الولاية الهندية التي سجنت مؤخراً بتهم فساد الغريب في هذه المرأة انها رغم فسادها الا انها نقلت هذه الولاية من الفقر و سوء التخطيط الى مستوى راقي حيث ارتفع مستوى التعليم و دخل الفرد.
      الغريب ان الساسة المفسدين في غير الدول العربية يصنعون شيئاً جيداً في حياتهم الا المفسدون و اللصوص عندنا فهم يسرقون الاخضر و اليابس و تصل سرقاتهم الى صناديق التأمينات و التقاعد ليجهزوا على حياة الناس حتى القبر!!!

اقرأ ايضاً