العدد 4420 - الإثنين 13 أكتوبر 2014م الموافق 19 ذي الحجة 1435هـ

التنافس الأخلاقي

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

التنافس بين الأندية الوطنية يجب أن يبقى في إطاره الرياضي بعيدا عن استخدام الأساليب الملتوية غير الأخلاقية في بعض الأحيان كونها تؤثر على مجمل الرياضة البحرينية.

البناء الأخلاقي للرياضة مهم بشكل كبير إلى جانب البناء الرياضي نفسه، إذ إن الرياضة البعيدة عن الأخلاق يكون التنافس فيها أبعد ما يكون عن الأهداف السامية وأبعد ما يكون عن التطوير المنشود.

لكي تبنى رياضة على أسس متينة وصحيحة لا بد من شيوع العدالة والمساواة في الفرص وبعد ذلك لكل مجتهد نصيب، أما أن تبنى هيكلية الرياضة على غير ذلك فإن نتائجها عادة ما تكون سلبية وبعيدة عن الطموحات الشعبية.

وأساس الرياضة الصحيحة هو العلاقة الندية المتساوية بين الجهات الرياضية الرسمية من جهة والجهات الأهلية وبين هذه الجهات والأندية وكذلك بين الأندية بعضها بعضا.

مفهوم التنافس يجب أن يبقى في اطار العدالة وتساوي الفرص وعدالة توزيع الموارد وليس في اطار التمييز الذي يقضي على أي بناء رياضي حقيقي.

فالتمييز نتائجه كارثية ويحول التنافس الرياضي إلى صراع عمالقة وصغار وحينها لا يمكن بناء رياضة جماهيرية ولا يمكن ايجاد منتخبات وطنية مميزة.

ما نحتاجه هو أشبه بالميثاق الأخلاقي للتنافس بين الأندية نفسها بحيث تمنع الأساليب الملتوية التي يستخدمها البعض وكذلك ميثاق بين الجهات الرسمية والأهلية يضمن المساواة والعدالة في التعامل والتوزيع العادل للموارد بما يتيح لجميع الأندية الفرصة نفسها في المنافسة الأخلاقية بما ينعكس ايجابا على تطور الرياضة المحلية.

المشكلة تكمن في تكريس أساليب التنافس غير الأخلاقية واعتبارها نوعا من الدهاء أو الذكاء وهي في الحقيقية حيلة الضعيف وحيلة فاقد الشيء الذي لا يمكن أن يعطي الرياضة شيئا.

ما مكن العالم المتقدم من بلوغ هذه المراتب الرياضية هو وجود التنافس الرياضي الحقيقي والأخلاقي والمبني على المساواة في توزيع الموارد والعدالة في التعامل ومن خلال هذا التنافس تمكنت الرياضة الغربية من التقدم لما وصلت له اليوم.

الرياضة مبنية بالأساس منذ نشأتها على التنافس، وهذا التنافس له أسس أخلاقية من دونها تضيع قيمته وبضياع هذه القيمة تضيع حقيقة الرياضة، ولذلك تجد الدول المتخلفة رياضيا تزداد تخلفا في حين أن الدول المتقدمة رياضيا تزداد تطورا.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4420 - الإثنين 13 أكتوبر 2014م الموافق 19 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً