العدد 4427 - الإثنين 20 أكتوبر 2014م الموافق 26 ذي الحجة 1435هـ

الحزب الحاكم السوداني يختار البشير مرشحه لانتخابات الرئاسة 2015

جدّد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان اليوم الثلثاء (21 أكتوبر / تشرين الأول 2014) اختيار الرئيس عمر حسن البشير كمرشح له في انتخابات الرئاسة المقررة في ابريل نيسان عام 2015 فيما يؤكد إلى حد كبير عدم نيته التنحي بل تمديد فترة حكمه على الرغم من قضائه 25 عاما في سدة الحكم.

وكان البشير (70 عاما)-المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب ابادة جماعية وجرائم حرب - أشار من قبل إلى أنه لن يرشح نفسه لفترة ولاية أخرى في الانتخابات المقررة في أبريل نيسان 2015.

وتعهد أيضا بأن يرعى حوارا وطنيا قبل الانتخابات غير أن احزاب المعارضة السودانية القليلة التي ما زالت نشطة فقدت أي أمل فيما يبدو في إحداث تغيير في المناخ السياسي.

وأعلن حزب المؤتمر الشعبي السوداني وهو احد احزاب المعارضة الرئيسية في الأسبوع الماضي انه سيقاطع الانتخابات موضحا أن غياب الديمقراطية لن يسمح باجراء انتخابات نزيهة وهو ما يقلل من مصداقية العملية الانتخابية.

وفي حالة ثانية تعد دلالة على مواقف المعارضة غادر المعارض البارز صادق المهدي السودان إلى القاهرة هذا العام بعد سجنه لفترة قصيرة بتهم كان من الممكن أن تؤدي إلى الحكم عليه بالاعدام.

ومع عدم وجود منافسين واضحين من خارج الحزب سرعان ما أقدم حزب المؤتمر الوطني على خفض عدد المرشحين المحتملين من خمسة إلى مرشح واحد في مؤشر على أن البشير لا يعتزم التخلي عن السلطة.

وشمل المرشحون الآخرون مساعدين كبارا للبشير بينهم اللواء بكري حسن صالح الذي حل مكان السياسي المخضرم علي عثمان طه في منصب النائب الاول للبشير في العام الماضي.

وصوت أغلبية اعضاء المجلس التنفيذي في الحزب لصالح اختيار البشير.

وقال إبراهيم غندور نائب رئيس الحزب لرويترز إن اسم البشير سيكون الوحيد الذي سيطرح في تصويت نهائي بمؤتمر الحزب الذي سيبدأ يوم الخميس.

ومنذ استيلائه على السلطة في انقلاب عسكري عام 1989 تغلب الرئيس السوداني على ثورات وحرب أهلية. أما قلقه الأكبر حاليا فيتمثل في أمر اعتقال أصدرته بحقه المحكمة الجنائية الدولية في تهم ابادة جماعية وجرائم حرب أخرى في دارفور.

وينفي البشير الاتهامات كما يرفض السودان التعامل مع المحكمة ومقرها لاهاي.

وتمنع مذكرة التوقيف البشير من السفر إلى الكثير من البلدان على الرغم من أنه استقبل في عدد من البلدان الحليفة له مثل مصر والسعودية.

وقال مجدي الجزولي وهو باحث في مؤسسة ريفت فالي إن خوف البشير من محاكمته أمام المحكمةالجنائية الدولية وانعدام ثقته حتى في اقرب مساعديه وكبار المسؤولين في حزبه هو ما يمنعه من التخلي عن السلطة.

وقال الجزولي "ان ترشح الرئيس البشير للرئاسة مجددا كان أمرا محسوما تقريبا.. لن يحتمل أن يكون اقل من رئيس . عليه أن يموت وهو في منصبه. لا يملك أي خيار منطقي آخر."

وحضر البشير اجتماع الحزب اليوم الثلاثاء مع المرشحين الأربعة الآخرين ولكنه كان المرشح الوحيد الذي تحدث في الاجتماع. وفي تصريحات مقتضبة قال إنه سيلقي كلمة في مؤتمر الحزب يوم الخميس.

ومن بين الحضور في المؤتمر كان هناك شخص غادر القاعة غاضبا وتمتم للصحفيين المنتظرين في الخارح قائلا إن تسمية البشير تطيح بمبدأ تجديد الحزب الذي يحتاج إلى وجوه جديدة وقادة جدد.

ويجد هذا التصريح صدى طيبا لدى بعض السودانيين خصوصا أولئك الذين يكافحون للتغلب على الصعوبات الاقتصادية مثل التضخم الذي تأرجح على حدود الأربعين في المئة على مدى اشهر.

وتسبب انفصال جنوب السودان الغني بالنفط عام 2011 في أزمة اقتصادية حادة أدت الى تظاهرات قمعتها الحكومة بالقوة.

وقال شاب سوداني عرف نفسه باسم أحمد (24 عاما) وبانه عاطل عن العمل منذ تخرجه من الجامعة معلقا على ترشيح البشير بقوله إن البشير يحكم السودان منذ ما قبل ولادته.

وقال "هذا يكفي. نحن نحتاج إلى التغيير وإلى رئيس جديد. من غير الممكن أنني طوال حياتي لم أشهد سوى البشير."

وأضاف "نريد رئيسا يوفر فرص العمل والتعليم للشباب. نريد أن نعمل وان نتزوج. نريد حياة جديدة."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً