العدد 4434 - الإثنين 27 أكتوبر 2014م الموافق 04 محرم 1436هـ

القوى الأوكرانية الموالية للغرب تبحث عن تحالفات بعد فوزها في الانتخابات

كييف، موسكو - أ ف ب، رويترز 

27 أكتوبر 2014

تسعى الأحزاب الأوكرانية الموالية للغرب التي حققت فوزاً ساحقاً في الانتخابات النيابية، إلى تجاوز خلافاتها من أجل تشكيل تحالف، مدفوعة باستئناف المعارك في الشرق الانفصالي.

وقد استيقظت دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا، على أصوات راجمات الصواريخ من نوع غراد، فانتهت بذلك هدنة استمرت نهاية الأسبوع، في المعارك التي حصدت بالإجمال 3700 قتيل منذ أبريل، وتذكر بهشاشة الحوار الجاري.

وتحدثت القوات الأوكرانية من جانبها عن إطلاق صواريخ على مواقعها القريبة من مدينة ماريوبول الساحلية التي تسيطر عليها وأصابت مساكن.

واعتبر الرئيس بترو بوروشنكو الفوز الذي حققته القوى الموالية للغرب في انتخابات الأحد، تصويتاً على الثقة بخطته للسلام، خلافاً للفريق الذي يدعو إلى شن هجوم واسع النطاق.

وتؤكد النتائج الجزئية التي صدرت صباح أمس الإثنين (27 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) النتيجة غير المسبوقة منذ الاستقلال في 1991 (حوالى 70 في المئة من الأصوات) التي حصلت عليها اللوائح الخمس الأساسية المؤيدة للتقارب مع الاتحاد الأوروبي.

وبعد إطاحة رئيسها السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، وضم روسيا للقرم وبدء الانتفاضة الانفصالية في الشرق، تدير البلاد على ما يبدو ظهرها لماضيها السوفياتي، كما تؤكد ذلك النتيجة الضعيفة للموالين لروسيا وخصوصاً اختفاء الشيوعيين.

إلا أن قسماً من المناطق الشرقية التي تعتبر موالية لروسيا تقليدياً، لم تتمكن من المشاركة في الاقتراع لأنها لا تخضع للسلطات في كييف.

وهذا يعني أيضاً أن الرئيس الذي انتخب في مايو من الدورة الاولى لن يستطيع أن يحكم وحده وعليه القبول بتسوية.

وبعد فرز 40 في المئة من الأصوات، تتقارب كتلة بوروشنكو (21,5 في المئة) مع الجبهة الشعبية (21,6 في المئة) التي يتزعمها رئيس الوزراء ارسيني ياتسنيوك الذي تزداد إمكانية التجديد له في منصبه. ويليهما حزب ساموبوميتش (11 في المئة) الذي يضم ناشطين شباناً ومقاتلين عادوا من الجبهة.

ويؤيد هذان الحزبان الأخيران اتخاذ موقف حازم من الانفصاليين ومن موسكو، من دون اعتبارهما «أحزاب حربية» كما كان يسمى الحزب الراديكالي (7,4 في المئة) بزعامة اوليغ لياشكو او باتيكفتشينا (5,7 في المئة) بزعامة رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو.

واستمر الحلفاء السابقون ليانوكوفيتش من خلال كتلة المعارضة (9,8 في المئة)، لكن الحزب الشيوعي (3,9 في المئة) الذي يعتبره بوروشنكو «الطابور الخامس لموسكو» لم يبلغ عتبة الـ 5 في المئة الضرورية لدخول البرلمان.

ورحب بهذه النتائج عدد كبير من البلدان الاوروبية وخصوصا من الكتلة السوفياتية السابقة.

وقال مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أوكرانيا نزيهة ووفرت فرصة حقيقية للاختيار وأوفت إلى حد بعيد بالتزاماتها الدولية.

ورحبت موسكو بحذر بفوز أنصار «التسوية السلمية» للنزاع، عبر تصريح نائب رئيس وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله إن روسيا ستعترف بنتيجة الانتخابات البرلمانية الأوكرانية.

ونسبت إلى لافروف قوله «بوضع كل شيء في الحسبان... فقد أجريت هذه الانتخابات لكن ليس على كامل الأراضي الأوكرانية»

ونقلت وكالة الإعلام الروسية أيضاً عن وزارة الخارجية أن الانتخابات البرلمانية الأوكرانية تقدم فرصة للسلام في شرق البلاد لكن العدد الكبير من «القوميين» في البرلمان قد يقوض العملية.

وأشارت الصحافة الروسية من جانبها إلى التحديات التي تنتظر القوى الغربية، التي تسلمت نهائياً السلطة بعد نحو العام على اندلاع الاحتجاجات في ساحة الميدان، وخصوصاً الاتفاق فيما بينها.

واستقبل بوروشنكو مساء الأحد ياتسينيوك الذي أكد تشكيل تحالف «في اقرب فرصة ممكنة حتى تقوم الحكومة والبرلمان الجديد سريعاً بالاصلاحات الضرورية للبلاد» التي ينخرها الفساد المستشري والركود العميق.

وأكد بوروشنكو أنه يريد تشكيل تحالف مع الجبهة الشعبية باعتبارها «شريكاً أساسياً» لكنه منفتح على الأحزاب الأخرى.

إلا أن رئيس لائحة ساموبوميتش غانا غوبكو نبه إلى أن تحالفاً محتملاً يضمه يجب ألا يكون «موالياً للرئيس بل موالياً لأوكرانيا»، ملمحاً الى أن الحزب لا ينوي تقديم دعم أعمى إلى رئيس الدولة.

العدد 4434 - الإثنين 27 أكتوبر 2014م الموافق 04 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً