العدد 4449 - الثلثاء 11 نوفمبر 2014م الموافق 18 محرم 1436هـ

10 أيام فاصلة... وضجيج الانتخابات لايزال بعيداً عن معاقل المعارضة

مع تبقي 10 أيام على الموعد الرسمي لفتح صناديق الاقتراع، تكون الانتخابات النيابية والبلدية للعام 2014، قد بدأت عدها التنازلي باتجاه يوم الحسم والمقرر له 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

رغم ذلك، لايزال ضجيج هذه الانتخابات بعيداً عن معاقل المعارضة، والتي تشمل في الحد الأدنى 15 دائرة انتخابية تتوزع على المحافظات الأربع، حيث الفتور العام يهيمن على شعور أهالي هذه الدوائر حيال الاستحقاق الذي سيرسم جزءاً من المشهد السياسي المحلي للسنوات الأربع المقبلة.

«الوسط» زارت عدداً من قرى تلك الدوائر، وسط غياب لا تخطئه العين لمعالم الحدث الانتخابي عن شوارعها وأزقتها، ووسط ردود فعل متباينة حيال ذلك.

البداية كانت عبر التواجد في الدائرة الثانية عشرة من المحافظة الشمالية، والتي تتكون من شريط ممتد من القرى والمناطق تشمل: دمستان، اللوزي، كرزكان، المالكية، صدد، شهركان، والصافرية.

في هذه الدائرة التي يتنافس فيها 6 مترشحين على مقعدها النيابي، ومترشحان اثنان فقط على مقعدها البلدي، غابت الإعلانات إلا على مشارف قرية دمستان، فيما ظلت قرى الدائرة خارج نطاق التغطية الإعلانية، في مشهد بدا متناغماً مع ردة فعل بعض الأهالي، تحديداً ممن أظهروا عدم الاكتراث بالحدث وتفاصيله.

هنا، كانت لنا وقفة مع المترشح النيابي في الدائرة علي باقر الذي اعتبر أن ذلك يأتي كدلالة واضحة على تدني ثقافة الاختلاف في مجتمعاتنا، مضيفاً «هذا ما يتكشف لنا عبر طريقة التعاطي مع الحدث الانتخابي».

باقر الذي تحدث عن ردود فعل مجتمعية قاسية حيال قرار ترشحه، بيّن أن البعض خط عبارات التخوين على جدار منزله، فيما فضل البعض ممارسة ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً في السياق ذاته «أن من يقف خلف ذلك ليسوا أطفالا».

إزاء ذلك، يوجه باقر نصيحته بالقول إن «للمرء حق اتباع الفكر الذي يتناسب وقناعته، والجمعية التي تتبنى وتلتزم بذلك، لكن ليس من حقه منع الآخرين من التعبير عن قناعاتهم التي تختلف معه»، مبدياً أسفه للتبعية التامة خلف من ينادي تارةً بقرار المقاطعة وأخرى بالمشاركة، دون تمحيص ودون اختبار.

وعن غياب الإعلانات عن الدائرة الثانية عشرة بالمحافظة الشمالية، أشار باقر إلى أن الغياب يبدو فاقعاً ومنطقياً في الوقت نفسه، متساءلاً «لماذا يصرف المترشح على إعلانات من دون جدوى؟».

وفي إطار البحث عن البديل الإعلاني، بيّن باقر لجوءه لموقع «يوتيوب» عبر فتحه قناة تلفزيونية تحت اسم «صوت الريف»، إلى جانب العمل عبر بقية مواقع التواصل الاجتماعي.

قريباً من ذلك، اتجهت «الوسط» للدائرة السابعة في المحافظة الشمالية، والتي لا يخلو مشهدها الانتخابي من تناقضات، حيث العدد المرتفع للمترشحين والبالغ 8 للنيابي، و4 للبلدي، وحيث المشهد الإعلاني «الخجول»، بتموضعه خارج قرى الدائرة الخمس، والمتمثلة في: الهملة، دمستان، بوري، الجنبية، والقرية.

ومن «سابعة الشمالية» إلى سادستها، حيث قرية عالي وهورة عالي، والتي لا يختلف فيها المشهد كثيراً عن سابقاتها، وسط نأي مترشحيها من أصحاب الاتجاهات المتباينة، عن الإعلانات الداخلية، والاستعاضة عن ذلك بالشوارع العامة.

بعيداً عن ذلك، انتقلت «الوسط» لمحافظة العاصمة، تحديداً جزيرة سترة بدائرتيها الثامنة والتاسعة، واللتين تنتشران على مساحة مترامية الأطراف، دون أن يشفع لهما ذلك في الظفر بإعلان انتخابي واحد.

وفي حديث جانبي مع المواطن جاسم بوحسين من قرية واديان، لحظة تواجده بسوق سترة المركزي، بيّن أن الناس والحكومة تشتركان في الخسارة من وراء مجلس النواب، معتبراً أن «التجارب السابقة ملأت الناس إحباطا تجاه التجربة المقبلة والتي لن تتغير كثيراً عن نظيراتها».

ومن سترة، إلى البلاد القديم، التي تنتمي إلى خامسة العاصمة وتصنف كأحد أبرز معاقل المعارضة، كان جلياً شعور اللامبالاة الذي يرسم ردة فعل أهالي «العاصمة القديمة» حيال الحدث الانتخابي، تماماً كما هو الحال مع القرى المجاورة، بما في ذلك المصلى، الديه، جبلة حبشي، أبوقوة، والسهلة.

خلافاً لبعض من ذلك، اعتبر المترشح البلدي في الدائرة الخامسة من المحافظة الشمالية شاكر المحاري، أن الدائرة التي ينافس فيها وتتكون من قرى: القدم، الحجر، أبوصيبع، الشاخورة، مقابة، الدراز، سار والمرخ، تعيش تفهماً وقبولاً اجتماعيين لخياري المقاطعة والمشاركة.

المحاري، استدل على ذلك بالإشارة إلى تواجد الإعلانات في الشوارع الرئيسية وحتى بعض مداخل القرى، قبل أن يستدرك ليبيّن أن تركيب الإعلانات داخل القرى غير ممكن، مرجعاً ذلك لمراعاة شعور من لا يؤيد خيار المشاركة، نافياً في الوقت ذاته وجود صعوبات في ذلك، أو قطيعة اجتماعية بسبب الاختلاف في وجهات النظر.

العدد 4449 - الثلثاء 11 نوفمبر 2014م الموافق 18 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 11:42 م

      الصددي

      نحن نرى من اهالى صدد ان المعارضة اخطات خطا فادح في المقاطعة
      مذا نستفيد من هذه المقاطعة لا شيئ عدد المرشحين كبير جدا والناخبين
      اكثر واكثر ونحن جالسون نريد من يدافع عن حقوق الشعب ولا نريد الجلوس في المنازل ونتفرج

    • زائر 4 زائر 3 | 12:07 ص

      يا اخي

      هذا يسمونه الهروب من المواجهة
      الله يسلمك هم يعرفون روحهم انهم ما انجزوا في البرلمان الذي شاركوا فيه سابقا.
      عجبا... ماعندهم تخطيط عدل
      وخير وسيلة للهجوم هي الدفاع
      روح واجه في البرلمان واظهر صوتك وحقك مثل ماتنادون
      لكنهم فشلوا فشلا ذريع في السياسية.
      تخبط وعشوائية
      وما فلحوا الا بس يحسبون الشهداء والاسرى.
      روح سوا شي عدل شي حقيقي
      مو قاعد تخور وتنجب.

    • زائر 5 زائر 3 | 2:10 ص

      يا صددي ويا أخوه

      راوونا برلمانكم إذا إستطاع أن يرجع لكم أراضي منهوبة أو يحاسب مفسداً أو يرجع أموال نفط مفقودة.. أما الهرار داخل سوق الصفافير فلا ينفع.. وعلى قولة أجدادنا في المثل (اللي ما منه فايدة.. تركه فايدة)..

    • زائر 6 زائر 3 | 6:53 ص

      هدي اعصابك

      يا عبد الوفاق...لو تقراها صح بتشوف ان الوفاق هي من نادت وصاحت وناحت وطلعت الناس من بيوتها لين حطوا لينا هالبرلمان
      غربلتنا به الله يغربل ابليس واهله.
      الحين قلتون مقاطعة ..عشان يحطون لينا كل من هب ودب يشرع في البرلمان.
      روحوا انتون له راوونه مراجلكم
      لو بس فالحين في الهرار و...

    • زائر 1 | 11:31 م

      رحم الله امرا عرف قدر نفسه

      خيرا فعلت المعارضة بعدم المشاركة حيث انها ارحت نفسها واراحت الاخرين من عوار وتصدع الراس والقطار سيسير بهم او بدونهم هذه هي سنة الحياة ، لابد من مشاركين ومقاطعين من الطائفتين.

اقرأ ايضاً