10 سنوات ونصف، هي بالضبط مسيرة مشواري الإعلامي المتواضع، عاشرت فيها منتخبنا الوطني في محطات عدة وكثيرة وفي بطولات مختلفة داخل وخارج البحرين، لكن بصراحة لم أشاهد «الأحمر» بمثل هذا السوء مثلما شاهدته عليه في لقاء اليمن أمس الأول في افتتاحية مبارياته بخليجي 22 بالعاصمة السعودية الرياض والتي انتهت بالتعادل السلبي والذي قياساً بماقبل المباراة فإننا نُبارك من خلاله لليمنيين بالنقطة، ولكن قياساً بالدقائق التسعين، فنحن نُهنئ أنفسنا أننا لم نخرج خاسرين أمام أقل الفرق ترشيحاً من بين كل المنتخبات الثمانية.

كنا في وقت سابق قد أظهرنا قلقنا من مستوى وأداء منتخبنا خلال المباريات الودية التي خاضها، إذ لم يكن يُقدم الأحمر أي مستوى فني يُذكر، وفوق كل هذا كان يلعب بلا روح، ولكن قلنا ربما أن ذلك يأتي لأن المباريات ودية وسيتغير الأمر في الرسميات، وفعلاً الأمر تغير ولكن إلى الأسوأ! لا أداء يُشاهد ولا لعبات مرسومة، ولا انطلاقات للظهيرين، ولا كرات عرضية دقيقة ولا تمويل من خط الوسط للهجوم، ولو أكملنا حينها يوماً كاملاً لما استطعنا التسجيل لأن الكتاب واضح من عنوانه، والأداء كان عقيماً للغاية.

لانريد لأحد أن يفهمها أننا نقسو على المنتخب ويبدأ مرحلة الدفاع وكأننا أعداء لمنتخب بلادنا، بل بالعكس ماقلته كله واقع لا أعتقد أن هنالك اختلافات كثيرة عليه، فالكل شاهد المستوى الضعيف لمنتخبنا والذي لايليق بالكرة البحرينية إطلاقاً.

ولكن بعيداً عن ذلك، فإن الأمل لايزال يحدونا بالتأهل للدور الثاني عن المجموعة كخطوة أولى كوننا على أعتاب مباراتين هامتين أمام السعودية غداً وقطر الأربعاء، ولكن بشروط أولها عودة الروح التي كان يشتهر بها نجوم الكرة البحرينية سابقاً والتي غابت في الفترة الحالية، وكذلك تصحيح الأخطاء من قِبل المدرب العراقي عدنان حمد.

كرة القدم ليست إحدى مجالات العلوم النووية، وبالتالي من السهل الوصول للخلل ومعالجته، وبحسب ما رأيت ويتفق معي الكثيرون لأنني تابعت ردود فعل مباراتنا على القنوات الرياضية، إن العلة كانت خط الوسط ونقص التمويل للجانب الهجومي، فمثلاً سيدضياء لم يعد مُقنعاً حينما يلعب في عمق الوسط بعكاس مايفعله على الأطراف، والمالود نحد من خطورته عندما نُقيده في جهة مُعينة، وهنالك بعض اللاعبين لم يُقدموا في الوديات مايشفع لهم حتى يكونوا أساسيين في كأس الخليج، وهنالك لاعبون متميزون في الدوري لانرى لهم أثراً في المنتخب، مثل عبدالله عبدو وسيدأحمد جعفر (كريمي).

أنا لست مدرباً للمنتخب ولا وصياً على عدنان حمد، ولكن لي وجهة نظري وهو أيضاً له نظرته الفنية، وسنتفق معه فيها إذا نجحت، لكنها لم تنجح لا في الوديات وفي مباراة اليمن، إذاً فتغيير هذه القناعات الفنية مطلوبة حتى نكون في الوضع الصحيح غداً أمام السعودية.