العدد 4454 - الأحد 16 نوفمبر 2014م الموافق 23 محرم 1436هـ

مواهب الأطفال بحاجة لمن يؤمن بها

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

«أيان قريشي»، طفل باكستاني الأصل يسكن مع والديه اللذين انتقلا للعيش في بريطانيا منذ العام 2009، ويبلغ من العمر خمس سنوات. أصبح أصغر متخصص في علوم الكمبيوتر في العالم، حسبما ذكر موقع الـ (بي بي سي) يوم السبت الماضي؛ إذ حصل على اعتماد من شركة «مايكروسوفت» العملاقة باعتباره خبيراً في علوم الكمبيوتر بعد اجتيازه اختباراً معقداً تنظّمه الشركة للمحترفين.

«أيان» طفلٌ أحسن استخدام التكنولوجيا ليكون شبيهاً بوالده الذي يعمل مستشاراً للتكنولوجيا، وقد عمد الأخير إلى إتاحة الفرصة أمام طفله الصغير للتعرف على الكمبيوتر ومكوناته الصلبة ولوحات التحكم الإلكتروني بالأجهزة القديمة التي لم يعد يستخدمها، فسمح له باللعب بها وهو في الثالثة من عمره، ليتمكن من قضاء وقته فيما يفيده ويفيد غيره. وها هو يحلم بأن يكون له مركز تكنولوجي ضخم في بريطانيا يوماً ما، بعد أن أنشأ شبكة داخلية في منزله.

لولا إيمان والديه به لما وصل إلى هذا يوماً، ولولا اجتهاده ومحاولته التعرف على كل جديد في التخصص الذي أحب لما تمكن من اجتياز الاختبار الذي أعطاه اعتمادية شركة من أضخم شركات الكمبيوتر في العالم. لذا فإنه من المهم أن يؤمن الوالدان بأطفالهم وبقدراتهم التي لا حدود لها، ومن الضروري أن ينقل كل ولي أمر لأطفاله شعوره بأنهم سيكونون شخصيات بارزة في المجتمع تؤهلهم للفوز بتحقيق أحلامهم وطموحاتهم. وأول هذا الإيمان هو تشجيعهم ومحاولة تنمية قدراتهم من خلال توفير ما يحتاجون إليه ليستكشفوا ويتعرفوا على أسرار مجالات مواهبهم فيصقلوها وتكبر معهم كلّما تقدموا في العمر؛ لتكون مواهبهم مصدراً من مصادر دخلهم فيعملوا في المجال الذي أحبوه منذ صغرهم.

إن للطفل قدرةً هائلةً على التعلم، ولديه ذاكرة من شأنها أن تُبْنى في مجالٍ يعشقه ويتمنى العمل به، لكنه لن يستطيع ذلك في بيئة تعتبره أضعف من أن يكون علَماً بارزاً في مجال موهبته. ولن يتمكن من تنمية قدراته مادام المحيطون به غير مؤمنين بما يمتلكه من موهبة، وغير مكترثين بتوفير ما قد يسهم في مضاعفتها وصقلها وتنميتها، وهو للأسف حال كثير من الأسر التي تعتبر المواهب التي يتمتع بها أطفالهم مجرد مضيعةٍ للوقت والجهد والمال، وتطلب من أطفالها التركيز التام على الدراسة فقط وعدم الانشغال بما سواها، فلا هم يبدعون فيها ولا في المجال الذي يحبون.

من المهم أن يكون للطفل فسحة من الوقت للتعبير عن نفسه وأحلامه واهتماماته، وذلك من خلال مزاولة موهبة أودعها الله بداخله، لتكون له متنفساً ودافعاً لتحقيق الذات ولإنجاز الكثير.

إن حدث كل هذا، لن يكون مستغرباً أن تنجب بلداننا العربية مخترعين وفنانين ومتخصصين يضاهون أقرانهم في الدول الأخرى حتى مع صغر سنهم ومستوى معيشتهم المتدني.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4454 - الأحد 16 نوفمبر 2014م الموافق 23 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:15 ص

      احنا بعد عدنا اطفال موهوبين لكن ...

      ماذا يجري بالمدارس , هل هناك لفتات على الطالب والطالبه الموهوبه , عن نفسي انا وليه امر طالبه موهوبه ماشفت يوم شجعو بنتى وعندهم مدرسات يعلمون بالصراخ و مدرسه مصريه تصفر بالصفاره داخل الصف حتى اذاين البنات تعورهم وين الاهتمام وبهذا يقتلون الموهبه .. كان الله ف عون بناتنا ,,

    • زائر 2 | 12:00 ص

      استاذة التنمية والامل

      شكرا لك استاذة على روح الامل التي تبثها مقالاتك ومساهماتك في التويتر والانستجرام والفيس بوك انت مثال ممتاز للكاتب المسؤول
      لالنسبة للاطفال في الوطن العربي مثلما ذكرت يجب ان يبدأ الايمان بهم من البيت لتؤمن بهم المدرسة فيؤمن بهم المجتمع

    • زائر 1 | 10:53 م

      الحرية اوكسجين الإبداع

      صباح الخير أستاذه سوسن، أهنئك لهذا الإبداع في الكتابة واختيار المواضيع المفيدة. لا شك انه محفز وداع للابداع ان نرى طفلا في هذا العمر يتخصص في مجال تكنولوجيا الكمبيوتر ويحصل على شهادة اعتماد. لو كان هذا الطفل في بلده الأصلي لما سمعنا عنه غير الفقر والتشرد والحرمان من الدراسة وربما سوء التغذية. أصبح مبدعا لأنه الآن يعيش في بيئة تحترم العلم والعلماء وتوفر الحرية للمبدعين. الحرية التي نفتقدها في بلداننا هي اوكسجين الإبداع والتقدم والتطور. كل مفكر ومبدع ومخترع في بلداننا مصيره السجن وربما الإعدام.

اقرأ ايضاً