العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ

(رسالة مواطن )...وزارة الإسكان البحرينية و القضية الفلسطينية

تمر الأيام و تمضي الشهور و تنقضي السنين و تسقط رؤساء و تتغير حكّام و تنفصل دول و تقوم حروب و تنتهي ثورات و تستبدل وزراء و تموت الملايين و تحل محلها الملايين و ها هو العالم في تغير مستمر و تبقى قضيتان معلقتان على مستوى العالم كل العالم و هما القضية الفلسطينية و القضية الإسكانية البحرينية .

منذ أن بدأت القضية الفلسطينية و حتى يومنا هذا و هي في تعقيدٍ مطّرد ، و كذلك قضيتنا الإسكانية ، ففي عام 1948 كان عدد اليهود لا يتجاوز نصف المليون أما الآن فقد تجاوز ال 7 مليون يهودي فأصبحت القضية الفلسطينية شائكة و معقدة بسبب هذا التضخم الهائل في اليهود و كذلك عدد الطلبات الإسكانية في السبعينات كان بالعشرات و هاهي اليوم تتجاوز ال 50 الف طلب وكل ذلك بسبب سياسة (البندول)المتبعة من قبل وزارة الإسكان فالوعود تتكرر و تتكررمنذ السبعينات و حتى يومنا هذا ، و تذكرني هذه الوعود بقصة الولد الذي كان يصرخ في كل مرة بأن هناك ذئب فيخرج أهل القرية لنجدته و لا يكون هناك شيء فيضحك عليهم .

فها هي الأراضي الفلسطينية تتحول من أهلها الى اليهود بينما يعيش الفلسطينيون في ضيق و ضنك فترى العشرات يعيشون في البيت نفسه متكدسين فوق بعضهم البعض فيأبى البحرينيون إلا أن يعيشوا كإخوتهم الفلسطينيين فالعشرات في البيت نفسه ينتظرون (قرقور) الإسكان و يبقى رب الأسرة ينتظر سنوات عديدة حتى يضحك له القدر و يتلقى اتصال الوزارة و ربما ينتهي عمره و يقبر جسده حاملاً في جوفه حلماً لم يبصر النور .

و في كل يوم يتعقد حل القضية الفلسطينية بسبب القوانين و القرارات التي تصدر لمصلحة الصهاينة فيبعُد الحلم شيئاً فشيئاً من استرجاع أولى القبلتين و كذلك قوانين وزارة الإسكان ، ففي كل مرة يستهجن المواطن و يظلم و يتعثر بسبب القوانين السّمجة و بذلك تخلق الوزارة شبح اليأس الذي لا يتوانى عن الولوج لقلوب المواطنين فيملئها قيحاً و يشعل الرأس شيباً ؛ فهاهو المواطن الفلسطيني يحلم ببيتٍ يُؤيه و أسرته و كذلك المواطن البحريني أصبح همهُ الأكبر و شغلهُ الشاغل هو ذلك (القرقور) فكما ضاقت الأراضي الفلسطينيه على أهلها كذلك أراضي مملكتنا الغالية أصبحت لا تتسع لنا و نحن و أباؤنا و أجدادنا من عمّر و زرع و بنا و كابد من أجل نهضة اُوال من أجل أن يعلوا علم المملكة و يرفرف برّاقاً في كل مكان فيكون جزاء وزارة الإسكان لنا بأن ننتظر العشر و العشرين عاماً و كل ذلك في بلد القانون و الدستور و البرلمان و التحضر و التقدم و العلم و التكنولوجيا و الأهم من كل ذلك هو وجود الكثير من الحلول التي تعرضت لبعضها سلفاً و لكن أسمعت لو ناديت حياً ، فأكثر من نصف مساحة مملكتنا الغالية غير مأهول فضلاً عن الجزر ذات المساحات الشاسعة بالإضافة للميزانية السنوية للوزارة التي لا أفهم كيف تصرف و لا زال الكثير من المشاريع التي من المفترض أن توزع لم ترى الشمس حتى الآن و المارشال الخليجي الذي من المفترض له الثقل الكبير و لا زالت الوعود تتوالى على المواطن البسيط الذي له صبر أيوب و المطلوب منا أن نصدق في كل مرة تصريحات الوزارة .

و من خلال الكثير من المعطيات التي تقودنا لنتيجة يتيمة و هي بأن حظوظ حل القضية الإسكانية البحرينية ليست بأكثر من حظوظ القضية الفلسطينية فلا يسعنا إلا الدعاء بالفرج لفلسطين الحبيبة حتى يزول هم مئات الألوف في بحريننا العزيزة .

 

منير الشهابي

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • Fofoo | 5:16 ص

      في الصميم

      فعلا هذا الواقع في وزارة الاسكان قرارت تلو القرارات لالغاء الطلبات الاسكانيه دون مراعاة لظروف المواطن وسنوات التي تضيع من عمره هل يعقل مواطن يلغى طلبه بعد عشرين عامأ من الانتظار بسبب قرارت جديده فعلا قضية الاسكان كقضية فلسطين نسأل الله الفرج للقضيتين

    • زائر 3 | 4:50 ص

      ...

      وزيرة اعلامنا المحترمة تقول ما في ازمة اسكانية ببسناكذب يجماعة ولنقر ونعترف بالتقصير والاهمال واللامبالاة والمراوغة وفبركة الاحداث وكأن شيئاً لم يكن ليست لصالح أحد !!!

    • زائر 2 | 2:56 ص

      تشبيه غاية في الروعة

      شكرا للكاتب على هذا التشبيه و هل سترد الوزارة على هذا المقال

    • زائر 1 | 2:31 ص

      ذات الشبه بين هنا و فلسطين هناك

      أراضي فلسطينية اصبح يستوطنها ويمتلكها اليهود و أراضي و بيوت هنا بأرض أوال تحولت بقدرة قادر الى اجانب جنسوا حديثا هكذا بلمح البصر

اقرأ ايضاً