العدد 4493 - الخميس 25 ديسمبر 2014م الموافق 04 ربيع الاول 1436هـ

«داعش»... تأسر طياراً أردنياً!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم يكن مفاجئاً خبر إسقاط طائرة حربية في شمال سورية، وأسر طيّارها على يد تنظيم «داعش»، في ظل هذه الحروب المشتعلة في المنطقة.

الحادث منذ وقوعه ظهيرة يوم الأربعاء، ظلّ يتصدر أخبار الفضائيات والوكالات حتى منتصف الليل، ربما لارتباطه ببلدٍ كان له القدح المعلّى في دعم الحركات التي تعمل على إسقاط النظام السوري، وقد نشرت الصحف العالمية تحقيقات كثيرة عن معسكرات التدريب وغرف العمليات هناك، وما أنفق عليها من مليارات.

مع اشتداد الأزمة السورية، كان الأردن ممراً ساخناً للمقاتلين الأجانب باتجاه سورية، حيث احتل المرتبة الثانية بعد تركيا من حيث درجة تدخله في سورية. وقد نُشرت أرقامٌ عن وجود خمسة آلاف أردني سلفي، ثلثهم كان يقاتل في سورية، وبعضهم نفّذ عمليات انتحارية. وفي العامين 2012 و2013 سرّبت بعض أجهزة الاستخبارات الدولية تقارير عن قرب تنفيذ عمليات غزو بري انطلاقاً من الأردن، في حربٍ نفسيةٍ شديدة على النظام السوري.

في منتصف العام الجاري (2014)، وبعد غزوة الموصل، ارتكب تنظيم «داعش» عدة أخطاء قاتلة، أولها إرساله بعض مقاتليه إلى الحدود الأردنية وتهديدها بالغزو، بعد أسبوعٍ فقط من سيطرته على الموصل. وفي الأسبوع الثاني نشر خريطته السوداء، التي شملت الكويت والأردن فضلاً عن العراق والشام. خطوات حمقاء تدل على رعونة وغباء، أدّت إلى إرعاب دول المنطقة، وتشكيل تحالف دولي ضده، بما فيها الدول التي كانت تتعاطف معه أو تساعده أو تمدّه بسخاءٍ بالمال والسلاح، ولم يبق معه رسمياً حتى الآن... إلا حكومة تركيا.

خبر إسقاط طائرةٍ وأسر طيّارها الأردني لم يكن مفاجئاً، والجميع يعلم أن هذا التنظيم يمتلك صواريخ استولى عليها من الجيشين السوري والعراقي، يمكن أن تسقط الطائرات. الخبر كان متوقعاً تماماً، لكن تفاعلات الخبر تدل على ما وصلته المنطقة من حالة ارتباك ورعب وتشنّجات.

ظللت أتابع تفاعلات الخبر مساء الأربعاء حتى منتصف الليل، وتعمّدت متابعة القنوات الأجنبية، مثل «بي بي سي» و«فرانس 24» و«آر تي» و«سكاي نيوز». الارتباك كان سيّد التحليلات، والتخبطات كانت واضحة على ألسنة المتحدثين، حيارى، يلفون ويدورون، ويتحدّثون ولا يُفصِحون!

أبرز هؤلاء وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب، وهو محاوِرٌ شرِسٌ، دائم التجهّم، كان وزيراً سابقاً للإعلام والثقافة، وعضو مجلس أعيان لأربع دورات، وكان بعثياً في شبابه واعتقل في السجن العسكري بـ «الزرقاء»، وحين خرج منه تسلّل هارباً إلى سورية، وانتقل بعدها إلى لبنان وقبرص فلندن، حتى عاد إلى الأردن بعد عشرين عاماً، حيث يعتبر من الشخصيات المدافعة عن النظام. هذا الوزير السابق، بدا مرتبكاً، متردّداً، يبحث عبثاً عن كلماتٍ ضائعةٍ تسعفه وهو يجيب على أسئلة مذيعة الـ «بي بي سي».

صحيفة «الرأي» كتبت أمس (الخميس) أن «الحكومة الأردنية بدأت جهوداً على كافة الصعد من أجل تحرير الطيار، وتجنيد كل الإمكانات والجهود والعلاقات السياسية والدبلوماسية الجيدة التي تربطنا بأطراف إقليمية ودولية عديدة لضمان الإفراج عنه». وهي أمنيةٌ يشاركها فيها كل العرب، باستنقاذه سريعاً من أيدي هذا التنظيم الإرهابي، الذي كان يتباهى بنشر مشاهد قطع رؤوس أسراه، بمن فيهم عمال الإغاثة الأجانب، دون حساب للعواقب، فكيف سيفعل بطيّار كان يقصفهم من الجو؟

سيأتي زمانٌ يتحدّثون فيه عن قصة وحش سمّنه مربّوه فأطلقوه على خصومهم كالتمساح... فارتد عليهم ليأكلهم جميعاً.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4493 - الخميس 25 ديسمبر 2014م الموافق 04 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 8:05 ص

      استثمار

      لا يا سيد خطط وخرائط داعش ليست إلا استثمار مالي وتجاري ..كبير ...يجهله الكثيرن من الطيبين والمسالمين في الدول العربية

    • زائر 25 | 5:24 ص

      ممكن طلب

      يا ريت الكاتب يتطرق في مقالاته الى ارهاب ايران في سوريا والعراق والأحواز والخطر الإيراني والتهديد المستمر من قبل قيادات ايران لدول الخليج العربي لان الصراحة الكاتب مقالاته ما فيها طائفية وواقعية جدا والمتابع لمقالاته يجد فيها انصاف فهو يتحدث عن جميع التظيمات الإرهابية دون اعتبار لطائفة هذا التنظيم فهو يرى ان الارهاب لا دين له والدليل كان له عدة مقالات يتحدث فيها عن حزب الله وفيلق بدر وووو

    • زائر 22 | 2:39 ص

      أسد الفاتح الأبرص

      كم هو مثير للسخرية ان يتحدث .....الفاتح عن محاربة الدكتاتورية في سوريا ويتناسون، بل ويساندون الدكتاتورية في عقر دارهم بل خسة ونذالة

    • زائر 21 | 2:34 ص

      رد على زائر 1

      اظاهر ايران امسويه الك قلاقل ومرض نفسى انصحك ان ترووح تتعالج من هاده المرض لانه كل العالم الاسلامى يعرف وقووف ايران ويه الحق وهى الدولة الوحيده الي اساعد الفلسطيينيين اما دول العرب تساعد الدواعش بالاموال والكل يشهد لاجل عيون اسرائيل ماعدا العراق وسوريا

    • زائر 20 | 2:30 ص

      لا يحيق المكر السئ إلا بأهله !

      الملفت إن أكثر دولة تحمست لسقوط الموصل بأيدي الدواعش هي الأردن التي عقد فيها مؤتمر ضم البعثيين العراقيين و رجال العشائر المعارضين للنظام الجديد في العراق على إعتبار إن هؤلاء الدواعش الذين يعتبرهم العالم المتحضر هم مجرد وحوش بشرية مرتزقة لا مبدأ لهم أو عهد أو ميثاق بل هم خوارج العصر ، أما النشامى في الأردن فاعتبروهم ثوار سيعيدون نظام العفالقة في للحكم في العراق .. إنما يحيق المكر السئ إلا بأهله .

    • زائر 19 | 2:13 ص

      هل صحيح

      يقال ان الطيار كان يدافع عن الصحابة في الرقة السورية

    • زائر 17 | 1:21 ص

      المضحك

      المضحك هو ان هذا التنظيم الإرهابي هدد الجميع الا ايران و اسرائيل

    • زائر 24 زائر 17 | 4:51 ص

      يا رقم 17

      اما اس ائيل فحليفة داعش واخواتها وهي التي تعالج جرحاهم.اما ايران فاذا عندهم قوة خلهم يقتربون لحدودها.هؤلاء لا يهربون منل ااميدان ولا يهابون ااموت.

    • زائر 16 | 1:15 ص

      تعاطف ام اوسقطت الطائرة

      أنا أشك ان هذا التنظيم الداعشي الإرهابي وبسلاحه البدائي قد أسقط الطائرة الحربية أف 16 وثمة احتمالين قد يكون ان الطائرة الحربية أصيبت بخلل ولم يعرف قائد الطائرة لصغر سنه 25 سنة التصرف او انه تعاطف مع التنظيم وامتنع إطلاق القذائف على الإرهابيين فحول مسارها بهبوطها بسلام مستسلما ورافضا محاربة الداعشيين وخلال أسبوع سوف تبين الحقيقة فإذا اعدم فتصبح رواية السقوط حقيقية اما عدم جز الرأس فهذا يعني تخميننا الذي ذكرناه هو الصواب والطريف ان والده يطلب الرأفة من وحوش لا يوجد في قاموسها كلمة الرحمة

    • زائر 15 | 1:03 ص

      الى زائر 1

      ما احد جاب ايران في الطاري وشفيك يا خوك؟ عقدة؟ العالم اليوم يتكلم عن خطر داعش على كل الدول العربية فلسش تدافع عن داعش؟ هديء اعصابك من الصبح.

    • زائر 14 | 12:26 ص

      خبر الصباح

      يا اردن يا الحبيب الخبز اللي خبزتوه اكلوه

    • زائر 13 | 12:01 ص

      الظلم

      من اعان ظالم سلطه الله عليه فنتظر من الدواعش الحساب العسير

    • زائر 11 | 11:57 م

      قلناها سابقا

      من يدعم الإرهاب يلقاه... فهنيئا لكم...سوريا حامض لكم.

    • زائر 10 | 11:46 م

      المثل يقول

      خبز خبزته إكله

    • زائر 9 | 10:36 م

      سنابسيون

      سيد اختصرت كل الكلام في اخر سطرين مع اني من اشد المتشأمين في ان يخرج هذا الطيار حيا يرزق من يد الوشح الكاسر الذي اسمه داعش

    • زائر 8 | 10:33 م

      الطائرة لم تسقط انما سقطت فما هو التفسير

      امريكا تقول لم تسقط الطائرة بصاروخ فماذا يعني؟

    • زائر 23 زائر 8 | 3:09 ص

      تذكرت

      تذكرت الطائر الهليكوبتر الأمريكية في حرب العراق التي اسقطها احد العراقين كبير في السن بيندقية قديمه اسمه مقمعه

    • زائر 7 | 10:20 م

      كيدهم الواحد تلو الآخر يرتد عليهم مصداق لقول الله(ولا يحيق المكر السيء الا بأهله)

      القاعدة وداعش واخواتها ترتدّ على من أنشأها من الأنظمة الرجعية في المنطقة وسوف يرتد عليهم ايضا سوء تدبيرهم وتلاعبهم بثروات شعوب المنطقة وهو البترول الذي اصبح لعبة في ايديهم ولكننا على يقين من ان الله ليس بغافل وهو يكيد لهم من حيث يعتقدون انهم يحسنون التدبير.
      هذه سنن الله في خلقه من لم يتعلم منها فالذنب ذنبه هو والا فهي سنن متكرّر في من سبق من الأمم

    • زائر 6 | 10:11 م

      نعم فما كان لله ينمو

      صباح الخيرات. بارك الله فيك ياسيد كفيت ووفيت. فماكان لله ينمو. وجمعه مباركه

    • زائر 5 | 10:06 م

      سيطلق سراحه

      لن تكون هناك مشكلة مع من صنعوهم هناك خطوط الاتصال لم تقطع سيطلق سراحه فقط ينتظرون مخرجا شرفا لهم يبعد عنهم. إحراج اللحظة وأقول وحتى السكين التي كانت في يد الإرهابي القابض على الطيار لن تمس حتى طفره ليطمئن الجميع في الأردن بان لاخوف عليه فمن ساعدني لن أنساه

    • زائر 3 | 9:48 م

      من حفر لأخيه المؤمن حفرة، وقع فيها.. والدنيا راوتنا وتراوينا الدلائل..

      سيأتي زمانٌ يتحدّثون فيه عن قصة وحش سمّنه مربّوه فأطلقوه على خصومهم كالتمساح... فارتد عليهم ليأكلهم جميعاً.

    • زائر 2 | 9:06 م

      غريب الرياض

      باذن الله يقتل و يقطع راْسه المجرم بسبب انتماءه لدولة مخربة و فاسدة

    • زائر 1 | 9:05 م

      التدخل

      يعني ايران تتدخل في سوريه ممتاز ايران تتدخل في العراق ممتاز جدا وايران تتدخل في اليمن والبحرين وايد زين اما تركيا اوالاردن او السعودية فمحرم عليهم مساعدة اخوانهم من دكتاتورية وبطش وقتل من نظام بشار الغاشم وشكرا

    • زائر 18 زائر 1 | 2:01 ص

      لا

      لا ينط لك عرق يالداعشي. أيامكم قربت

اقرأ ايضاً