العدد 4507 - الخميس 08 يناير 2015م الموافق 17 ربيع الاول 1436هـ

كرة اليد... لعبة الغتمان

محمد أمان sport [at] alwasatnews.com

رياضة

التحكيم في لعبة كرة اليد منذ سنوات وهو يمثل «موضوع جدلي»، الغالبية العظمى من الأندية الـ 12 المنضوية تحت مظلة اتحاد اليد تشتكي ليس على مستوى دوري الكبار فقط، بل يمتد ذلك لمستوى الفئات السنية، وليس آخر المشتكين نادي البحرين الذي طلب عقد اجتماع مع مجلس الإدارة على خلفية أحداث مباراته مع الاتفاق، ولايزال الموسم في بدايته وهناك ردود فعل كما جرت العادة السنوية.

بعيدا عن هذه الحكاية المعقدة، هناك مسألة هامة ينبغي النظر فيها باهتمام بالغ، هي من الأسباب التي يعتبرها البعض رئيسية لمعظم الإشكاليات بين الحكام والأندية خلال المنافسات المحلية، مع القناعة بأن قاعدة (مغنية الحي لا تطرب)، فإن العلاقة بين اللاعب والحكم ينبغي أن تكون أفضل، بحيث لا تكون فَضة وتفتح المجال أمام تحليلات قد لا تعبر عن الواقع.

الحكم هو سيد الصالة، هو الذي بإمكانه ضبط اللاعب والمدرب والجمهور والإداري والمسئول وليس أي أحد آخر، لذلك فإن تطبيق روح القانون ضروري جدا، لا تؤخذ الأمور بصرامة فوق اللازم، كما يفترض أن لا تكون طريقة التواصل بأسلوب يرفضه حتى الطفل سواء بالقول أو الإيماء أو بالإشارة، حتى يكون الود حاضرا دائما.

تشاع الكثير من العبارات التي يوجهها بعضا من الحكام للاعبين، لا يمكن سماع طرف عن طرف لآخر للتأكيد على صحة هذه الروايات، ولكن المتابع البسيط سواء في المدرج أو من خلال الشاشة الفضية يلاحظ بعض الإشارات والإيماءات والتصرفات التي تضع مبدأ الود خلف الظهر، وقد يسمع القريب من الحاجز أحيانا عبارات لا يجب أن يسمعها اللاعب «أسكت»، «مو شغلك»، «أطلع بره».

نُقل عن الرسول (ص) «تَبَسُّمُك في وَجْه أَخِيك لك صدقة». السواد الأعظم من الحكام لديه قناعة بأن التعامل الصارم مع اللاعب هو الأنسب، وأن هناك لاعبين لا يستحقون إلا (التكشير) وإلا لا تنتهي المباراة على خير، اتخاذ القرار الأمثل يستوجب توصيله بالشكل الأمثل لتكون الصورة مثالية من جميع النواحي، مثل هذه القناعة يفترض أن تلغى لأنه «لاتزر وازرة وزر أخرى».

هناك العديد من الحالات التي تصدر عنها قرار إيقاف أو استبعاد لا يفهمها المتابع، أحيانا يطالب اللاعب المهاجم رمية 7 أمتار لاعتقاده بأن المدافع كان داخل أو على منطقة الـ 6 أمتار، فيأتي القرار إيقاف لمدة دقيقتين، وكأنما التفسير الصحيح لهذه المطالبة أن اللاعب يعني بهذه المطالبة أن الحكم «أعمى لا يرى» أو «في واد آخر» أو... فتنصف في خانة سوء سلوك يستوجب العقوبة، هناك أمثلة أخرى تحتاج لمساحة لفردها.

كرة اليد هي لعبة الأقوياء، هي لعبة عنيفة، قاعدتها الأساسية «الدفاع خير وسيلة للهجوم والفوز»، الاحتكاكات القوية (ليس العنيفة المضرة) موجودة، هل ينتظر الحكم من اللاعب أن يكون صامتا ولا يعبر عن أي اعتراض أو احتجاج على قرار؟، كأنما تصبح اللعبة لعبة (الغتمان)، أولى أن يكون له موقف أمام صرخات الاستفزاز للمنافس الشائعة اليوم.

نشاهد في الدوريات الأوروبية والعالمية كيف يعترض اللاعبين على قرارات الحكم وبصورة علنية إلا أنه (أي الحكم) لا يتلفت كثيرا لذلك طالما أنها لا تخرج عن السلوك العام في تقديره لأنه باختصار شديد يقدر انفعال اللاعب وحماسه داخل الملعب وسعيه لهدف واحد فقط وهو الفوز، لو أن هؤلاء يتعاملون كما الحكم لدينا لصارت مجازر عقوبات لا طائل لها.

الحكم واللاعب والإداري والمدرب والمسئول كلهم معنيين ومسئولين وشركاء في نجاح المباراة ووصولها لبر الأمان، لا يعني ما ذكر أعلاه بأن الحكم هو المعني الوحيد، إنما هو المعني بالدرجة الأولى وهو السائق الذي يمسك بالمقود، لذلك عليه المسئولية الأكبر ويجب أن يتعامل وفق حجم المسئولية الملقاة على عاتقه. ختاما، آمل في علاقة أفضل بين اللاعب والحكم، وهناك العديد من الملاحظات سأطرحها مستقبلا.

آخر السطور

معقابة الدوليين محسن المولاني وغسان أمير بسبب مشاركتهما في بطولة ودية خارجية من دون علم اتحاد اليد من حيث المبدأ قد يقبل ويكون منطقيا، لكن إيقافهما لمدة موسم فيه مبالغة شديدة، وأرجو مراجعة هذا القرار بغض النظر عما إذا كان وجودهما اليوم ضروريا أم لا.

إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"

العدد 4507 - الخميس 08 يناير 2015م الموافق 17 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 3:10 م

      مشكلة أزلية

      كل من ذكر الطاقم الدولي بسوء من نادي واحد و معروف وعندهم حقد دفين ضد هالشخصين بالذات .
      القصة معروفة ومكررة

    • زائر 8 | 2:42 م

      مقال رائع وخاتمة مثالية للمقال

      اتفق معاك وكأنك ضربت الامثلة في مقالك وختمته بحسن الخاتمة عندما طالبت برجوع اسوأ حكمين ينطبق عليهم عدم الاخلاق مع اللاعبين وكانهم يقولون احنا كيفنا بالملعب نطالب الاتحاد بعدم ارجاعهم بتاتا لان معظم الاندية لا تريدهم في ادارة المبارايات

    • زائر 5 | 3:09 ص

      مشكلة

      وجه نظري التحكيم من سيئ الى اسوئ على الاتحاد اتخاذ خطوه جاده و فعاله بارجاع و تفعيل دور اعمده التحكيم بالبحرين و اعني سويد و رضي حبيب .

    • زائر 4 | 3:04 ص

      آخر السطور

      هؤلاء الحكمين من ينطبق عليهم مقالك (كرة اليد ...لعبة الغتمان ) لا إبتسامه ولا بشاشه عندما توكل اليهم أي من مباريات الدوري وتجدهم دائما متشنجين يهددون ويتوعدون وكأنهم في حرب وليس في تحكيم مباراه وأنا إذ أقول هذا الكلام لأني واحد من الأفراد من تعامل معهم كثيراً كلاعب وإداري .

    • زائر 3 | 1:48 ص

      مشكله غسان والمولاني

      التحاد بوادي وهاولاء الحكمين بوادي اسوء شئ ان يشعر الانسان انه بكل الاوقات مظلوم وهادا ما يشعر به الحكمين فلا اعتقد ان هناك حل للقضيه ما لم يتنازلاحد الاطراف الاتحاد او الحكمين مع اني مقتنع بضروره وجودها بسلك التحكيم لنهم من مارسو العلبه واتمني من الاخ عبدالواحد الاسكافي ان ان يجد حل لاما يحمله هادا الانسان من سعه ورحابة صدر

    • زائر 6 زائر 3 | 5:10 ص

      غسان والمولاني سبب المشاكل

      لا اتفق برجوع هدان الحكمان بتاتا
      فهم ثال سيء للحكام لا ابتسامه لا تعامل مرن لا عداله
      وعلى دربهم سيد محمد سيد باقر مع احترامي لشخصهم الكريم

    • زائر 2 | 1:42 ص

      الحكم سيد الملعب

      المشكله يا اخ محمد ان معظم الحكام لم يمارسو وهادي مشكله كبيره فكيف تريد من فاقد الشئ ان يعطيك صحيح ان هناك حلات يجب علي الحكام ان يتخدو بها قرارت حاسمه ولكن مطالبة الاعب بضربة جزاء او فول عادي من حق الاعب ان يطالب بها ليعبر عن ما بداخله بعيدا عن سؤء الاخلاق فالعبه خلت من جمالها حتب هجرها الجمهور واصبحت المدرجات خاليه الا ما ندر في بعض المباريات الله يرحم ايام زمان لما كانت الجماهير حتي بمباريات الفئات السنيه واسالو باربار والشباب والاتفاق وتوبلي والديراين دهبت جماهيرها

    • زائر 1 | 1:38 ص

      نتمنى تحكيم افضل هذا العم

      اتفق معاك بأن بعض الحكام احيانا يتصرفون بصلافه مع لاعبي بعض الفرق عندما يعبر اللاعب بعدم اقتناعه بالقرار حتى لو بإبتسامه او ايمائه ويوترون جو المباراة باخطائهم وبعض كلماتهم الاستفزازيه التي يجب ان يعاقبو عليها ونسمعها من فوق المدرجات وبطرد اللاعبين غير المرر وحتى بعض المشجعين من المدرجات وهذا لايحدث الا في دورينا العتيد وهناك شعور عام بان هذه العنجهيات تمارس بانتقائيه وعلى اليتاما فقط وعندما ينضبطون في التحكيم الخارجي تتاكد انهم قادرون ولكن المثل يقول كل لحيه لها مقص

    • زائر 7 زائر 1 | 5:11 ص

      ابو فاطمه

      الموضوع ممتاز بس خربته لمن طالبت برجوع غشان والمولاني

اقرأ ايضاً