العدد 4509 - السبت 10 يناير 2015م الموافق 19 ربيع الاول 1436هـ

تمنيات العام 2015 بين العام والخاص

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

لقد ذهب العام 2014 بكل إيجابياته وسلبياته من غير رجعة، وانتقل معه مئات الألوف من البشر من مختلف الطبقات والأجناس والألوان والأعراق والأديان والطوائف والمذاهب من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ الذي يتميز بالعدل المطلق في المحاسبة والمساءلة والاستجواب، وليس فيه تمييز ولا انتهاك للحقوق. وبعض الذين رحلوا قتلهم المرض، والبعض قتلهم الجشع، والبعض قتلتهم الحروب الطاحنة، والبعض قتلهم الفقر، والبعض قتلهم القهر، والبعض قتلتهم حوادث الطرق أو التهور والطيش.

ولا شك أن 2014 رحل وترك حسرات وآلاماً شديدة في قلوب ملايين الناس في العالم، لكن رغم كل المآسي المؤلمة التي تركها خلفه، مازال أهالي المنكوبين وكل إنسان في هذا العالم الفسيح، يأملون أن يكون العام 2015 عام خير وبركة عليهم جميعاً. وأبناء بلدي كغيرهم في العالم، يأملون أن تحل الأزمة السياسية التي بدأت في فبراير/ شباط 2014، والتي خلّفت الكثير من التداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والإنسانية والحقوقية، فضلاً أنها طالت الناحية الإسكانية والصحية والتعليمية والرياضية والثقافية والمهنية.

الناس في بلادي يأملون أن يكون لهم الدور البارز في تنمية وتطوير وطنهم في مختلف المجالات والميادين، من غير منغصات طائفية أو مذهبية أو عرقية. يريدون أن يكونوا شعباً واحداً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان وطنية رائعة، ويكون همهم واحداً، وآمالهم وأهدافهم الوطنية واحدة. يريدون أن يجمعهم الود والمحبة والتآلف كما كان آباؤهم وأجدادهم في الأزمان السالفة.

ويريدون تجريم التمييز بكل أشكاله وألوانه القبيحة، وإنهاء وجوده في البلاد، ومحاسبة أية جهة تمارسه ضد أي مواطن، والأخذ بمبدأي المواطنة وتكافؤ الفرص قولاً وفعلاً. يريدون أن يكون الشعب مصدر السلطات جميعاً، كما جاء في ميثاق العمل الوطني والدستور، لكي يستطيع مكافحة الفساد الإداري والمالي والأخلاقي، ومحاسبة المفسدين الذين يعملون لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الوطن العليا، والذين كانوا سبباً في إيجاد أزمة اقتصادية وخدمية وتعليمية وصحية وثقافية في البلاد.

المواطنون يتمنون تحقيق آمالهم سريعاً في العام الجديد، وقد لا تجد من أبناء وطننا الطيب من يختلف على العناوين الرئيسية في الآمال والأمنيات، فجميعهم مسالمون مخلصون لوطنهم، ولهذا يريدون أن يعم الأمن والسلام في ربوع وطنهم الغالي، وأن يعبّروا عن آرائهم كما ورد في الميثاق بكل حرية دون وجل أو خوف. وأكثر أمنيات الأفراد تركز على الرغبات السكنية والمعيشية والدراسية والوظيفية والصحية. وأكثر أبناء البلد مشغولٌ بالهم بحاضر ومستقبل أولادهم وبناتهم، وينتابهم الخوف الشديد كلما سمعوا عن قلة الأراضي وضعف الدخل الشهري وازدياد البطالة في صفوف الجامعيين.

المفصولون يأملون إنهاء ملفهم وإرجاعهم إلى أعمالهم وتعويضهم مادياً ومعنوياً. وطلبة كلية البحرين للمعلمين يأملون عودتهم إلى مقاعدهم الدراسية سريعاً، ووقف الغرامات المالية التي تصل عند بعضهم إلى أكثر 12 ألف دينار. وأكثر من 70 موظفاً من معهد البحرين للتدريب يأملون حل مشكلتهم الوظيفية ووقف التمييز المتعمد الذي يمارس ضدهم. وجل المواطنين يأملون أن تزيد رواتبهم بنسبة 20 في المئة، والمتقاعدون يتمنون مراعاتهم مادياً وخدمياً وصحياً. والنساء يأملن أن يحصلن على حقوقهن المشروعة كاملةً. والأطفال والشباب لهم أيضاً مطالب يأملون تحقيقها.

ومؤسسات المجتمع المدني تتمنى تفعيل دورها المجتمعي بصورة واسعة، للقيام بواجبها الوطني على أكمل وجه. ومرضى «السكلر» يتمنون أن تلتفت وزارة الصحة لهم بعين الرحمة لتقليل عدد ضحاياه الذين بلغوا 46 ضحية العام 2014.

هل تتحقق آمال وأمنيات وطني كلها بكل مكوناته وأطيافه في العام 2015؟ تفاءلوا بالخير تجدوه. نسأل الله أن يمن على وطني الحبيب وكل محب له بالسعادة والخير الوفير.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4509 - السبت 10 يناير 2015م الموافق 19 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً